المحليةالمقالات

المستثمرون الجدد

يمثل الاستثمار فرصة كبيرة لأصحاب الرغبات المستقبلية لمعانقة الأموال خطوة بخطوة دون أن يكون لها توابع وخيمة تقع على كاهله، وكم من فرص استثمارية بدأت صغيرة وكبرت بتوفيق الله أولا ثم بجهود أصحابها ودأبهم المستمر لكي يتجاوزوا المصاعب، وأعرف إخوة أعزاء، تمثل تجاربهم مغامرة ومجازفة مدفوعة الثمن ولكنها كانت لهم أمال كبيرة من جراء هذه الخطوات، ولعل قصة مغامراتهم تعطي الأمل لغيرهم في عدم اليأس، فأحدهم دخل في أكثر من ثلاثة مشاريع خسر فيها ملايين الريالات وللحق فقد كان ميسور الحال في بداية مشاريعه، ولكن اكتشف كما يقول أخطاء وقع فيها فعالجها أخيرا، و استطاع بعدها أن يتفرغ لمجال نشاطه الجديد، فتحول إلى الثراء, تبارك الله ما شاء الله حتى لا أحسده فالعين حق، وصديقي الآخر كان لا ينام الليل من أنين خسائره يبحث عن مخرج فكلما وقع في ورطة لا يدري ماذا يفعل، و اتجه في النهاية للعمل في القطاع الخاص ليستعد لانطلاقة جديدة بعد أن فشل في ثلاثة مجالات مختلفة، وعاد منذ سنوات قليلة لطرق مجال آخر فأصبح بحمد الله يحقق النجاح تلو الآخر، وكما قلت للأول ما شاء الله تبارك أكررها لصديقي الثاني وفقهما الله لكل خير.

ما الفائدة من تجربتهما؟

وقد يقول قائل ما الفائدة من تجربتهما ولدينا تجارب نعرفها عن كبار رجال الأعمال أمثال الراجحي والجريسي والشربتلي وعبد اللطيف جميل وغيرهم “رحم الله الميتين منهم ” فهم كانوا من المكافحين الذين أضحوا من أبرز رجال الأعمال، وأقول إن المشاريع الصغيرة لمستثمرين صغار جدد غير معروفين ما تلبث أن تكبر بتوفيق الله، ولاسيما أن هناك اهتماما من الغرف التجارية بشباب الأعمال أثرياء المستقبل, إن شاء الله، وفي يقيني أن هذا الطريق الذي لم أجربه يحتاج إلى الصدق مع الله والأمانة مع خلقه مع التخطيط السليم والاعتماد على الدراسات الحديثة الموثقة، وإعطاء العاملين حقوقهم دون تأخير، ويبتغي الرزق من الله، ولا يحسد الآخرين، وأن يكسب ثقة الناس بتعامله الطيب فالدين المعاملة, وبهذا الأسلوب يكون قويا في دينه ودنياه مباركا عمله بإذن الله مصداقا لما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا، ولكن قل، قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان”. والقوة في الحديث شاملة لكل شيء بما فيها القوة في المال الذي يسخر لخدمة الدين والكفاف عن الناس, فنسأل الله للجميع التوفيق, وأن نسمع أخبارا عن مؤمنين أقوياء في دينهم وتجارتهم .

سعد جمهور السهيمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى