نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام [JUSTIFY]أرفع التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار المبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين حفظهم الله ولجميع الأسرة المالكة وأبناء مملكتنا الحبيبة والأمة الإسلامية بمناسبة اليوم الوطني الثالث والثمانين للمملكة العربية السعوديه.
في مثل هذا اليوم من عام 1351هـ 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – على مدى أثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م، ثم صدر في 17 جمادى الأولى 1351هـ مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية83 عاماً حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه تحقيق الإنجازات المتواصلة سياسياً واقتصادياً وتنموياً في مملكتنا الحبيبة لتجسد مسيرة البناء والرخاء.
أن هذا اليوم يمثل مرحلة فاصلة في تاريخ تطور المجتمع السعودي الحديث شكلت في مضمونها وحدة وطنية رسم معالمها ووضع أسسها الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه بتوحيده وإعلانه قيام هذه البلاد الطاهرة ، ويمثل اليوم الوطني للمجتمع السعودي منعطفاً هاماً خلال مسيرته الميمونة فهو يحمل رؤية خاصة ترتبط فيه خصوصية الذكرى بنمط الاحتفال بذكرى التوحيد الذي أرسى قواعد هذه الدولة على مبادئ الشريعة الإسلامية باعتبارها منهجاً متكاملاً للحياة بجوانبها الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
منذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز يرحمه الله واجهت تحدياً كبيراً تمثل في تأمين سلامة حجاج بيت الله الحرام وتوفير ما يلزم من خدمات لأداء مناسكهم بكل امن وامان ويسر وسهوله وعلى الرغم من عسر الحال وكثرة الصعاب آنذاك إلا أن القائد المؤسس الملك عبد العزيز يرحمه الله جعل هذا الأمر اكبر اهتماماته فانطلق يرحمه الله ساعيا بكل ما أوتي من قوه وعزيمة وجهد لخدمة حجاج بيت الله الحرام فكان من أجلِّ ما قام به يرحمه الله هو توفير الأمن الذي افتقدوه عصورا طويلة ثم إصلاح شؤون البقاع المقدسة فأقام السنة وقضى على البدعة ووحد الأمة في المسجد الحرام على إمام واحد بدلا من أربعة أئمة وصرف الاهتمام والعناية والرعاية إلى الحرمين الشريفين و أرسى دعائم هذا الكيان على هدي الإسلام من خلال تطبيقه الشريعة الإسلامية حيث جعل الكتاب والسنة هما مصدر التشريع لهذه البلاد وهو السر العظيم فيما نـحن فيه ولله الحمد والمنة من أمن وأمان ومن رخاء ورفاهية.
ومع زيادة أعداد المسلمين، نتيجة اتساع رقعة العالم الإسلامي، إذ شملت بلاداً وشعوباً جديدة في إفريقيا وآسيا وانتشر الإسلام في بقاع جديدة من أنـحاء العالم ، فضلاً عن التطور الهائل الذي شهده العصر الحديث في وسائل المواصلات التي اختصرت المسافات، وقاربت ما بين البلدان، كل ذلك أدى إلى مضاعفة أعداد حجاج بيت الله الحرام، مما أظهر مدى الحاجة إلى توسعة الحرمين الشريفين لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والعمار والزوار.
أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه أمر بوضع الأسس والتعليمات للبدء بعمارة الحرمين الشريفين وبعد وفاته يرحمه الله سار على نهجه ـ طيب الله ثراه ـ أبناؤه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد ـ يرحمهم الله ــ جمعياً وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــيحفظه الله ـ فرسخوا ما بدأه والدهم من امن وإصلاح وجدَّوا في عمارة الحرمين الشريفين والارتقاء بخدماتهما وهكذا غدت عمارة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج سنة حميدة وشرفا كبيرا يتوارثه ملوك هذه البلاد حتى وصلت بفضل الله إلى أزهى عصورها اليوم في العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ابن عبد العزيز يحفظه الله- واصبحت درة مضيئة في تاريخ المملكة العربية السعودية
كماأن المملكه تعيش اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله مرحلة مهمة ونقلة نوعية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المجالات التي تلامس حياة المواطن اليومية وتحسن من مستواه المعيشي فالشعب السعودي يتطلع بثقة وآمال كبيرة إلى مليكه الذي أحبه وعرف صدقه ونبله وسجاياه الحميدة ارسى السفينة بعون الله وتوفيقه وبما آتاه الله من حكمة وعزيمة في بحر متلاطم من التحديات التي تعيشها بلادنا والمنطقة.
كما أن الحرمين الشريفين بعد التوسعات الضخمة التي شهداها يشتملان على أحدث التصاميم الهندسية وأرقى الفنون الإسلامية في مجال المعمار والتقنيات الحديثة المتطورة في الصوت والإضاءة والتكييف وتعبئة ماء زمزم المبارك ليكون في متناول رواد الحرمين الشريفين بكل يسر وسهوله وغيرها من الخدمات .ففي المسجد الحرام والمسجد النبوي سجل ذهبي حافل يسطع بنور الانجازات المتوالية والمميزة والرائدة حيث يتم العمل حاليا على التوسعة التاريخية الضخمة للمسجد الحرام والتي سترفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام من مليون مصل إلى قرابة ثلاثة ملايين مصل ومشروع توسعة المسعى الذي ارتفعت طاقته الاستيعابية من أربعه وأربعين ألف ساعٍٍ في الساعة إلى مائه وثمانية عشر ألف ساعٍٍ في الساعة مما سهل على الحجاج والمعتمرين إكمال مناسكهم ثم ارتبط بهذه التوسعة أمره حفظه الله بتوسعة المطاف وقد ركز مشروع التوسعة على زيادة الطاقة الاستيعابية بفكر علمي مدروس ورؤية استراتيجية عالية المستوى حيث توصلت الدراسات لرفع طاقة المطاف من 50 ألف طائف في الساعة إلى أكثر من مئة ألف طائف بالساعة..
وفي المسجد النبوي الشريف مشاريع متتاليه ومباركه كان آخرها توسعة المسجد النبوي وفي هذا العام أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ أمره الكريم بتنفيذ توسعة كبرى للحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة امتداداً لحرصه أيده الله وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين ، التي ستستوعب التوسعة بعد انتهائها أكثر من مليون و 600 ألف مصل .
ويقضي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كل عام العشر الأواخر من رمضان وأيام ذي الحجة للإشراف المباشر على حركة المعتمرين وخطط الحج ويوجه بتنفيذ المشاريع التي تضيف مزيدا من السهولة والراحة والطمأنينة في أداء المناسك.
أن ما تحقق من انجازات كبيرة على مدى هذه السنوات يجعلنا جميعا مطالبين بالحفاظ على هذه المكتسبات والعمل على تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات لتتبوأ بلادنا مكانتها اللائقة بين دول العالم .
وأدعوا الله عز وجل أن يعود هذا اليوم أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة وأن يديم على قادة هذه البلاد المباركه الصحة والعافية وأن يعينهم على حمل الأمانة ومواصلة مسيرة البلاد الخيرة وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأن يديم عليها الأمن والاستقرار إنه سميع قريب مجيب.[/JUSTIFY]