عبدالملك بن عواض الخديدي
——
[frame=”19 80″] [CENTER]عَظيمةُ القدرِ يـا أرضَ الرسَـالاتِ
يا مهبطَ الوحي فِي خَتْـمِ النبـوَّات
للهِ منْ دَعْـوةٍ جَـادَ الخليـلُ بِهـا
ودَعْوةُ الخَيـرِ جَـاءتْ بالمَسَـرَّاتِ
فِي أرْضِك الطُّهرُ عِنْوانٌ ومفْخَـرَةٌ
يَزْهُو بِكِ الشِّعرُ في أبْهَى العِبـاَرَاتِ
نَادَى الذبيـحُ بهـا ربًّـا فأكرَمـهُ
ذريـةً فَرْعُهـا فـوقَ المَـجـرَّاتِ
وأصْلُها ثابـتٌ فـي بَطـنِ بكَّتهـا
أحْفادُها سَطَّرُوا سِفْـرَ البُطُـولاَتِ
وصالـحٌ جَـاء بالأسْفـارِ يَحْمِلُهـا
إلَى المَدَائنِ فـي عَصـرِ البِدَايـاتِ
وقبرُ حـوَّاءَ لـم تُشْـرَعْ زيارَتُـه
لحكمةِ الدِّينِ فِي هَجْـرِ المَـزَارَاتِ
وفي رُبَاهَـا تربّـى أحمـدٌ ونَمَـا
وسُطِّرَ المجدُ في أسْمَـى الرِّوايـاتِ
أمّ القُرَى إنَّ هذا القلب فـي شَغَـفٍ
بينَ المَقامِ ورُكن البيـتِ مَرْضَاتـي
تَعدّدَت في صُنُـوفِ العِشـقِ أفْئـدَةٌ
وعِشْقُ مَكَةَ فِـي تَركِيـبِ ذَرَّاتِـي
مَشيئةُ الله فـي بطحَائهـا رَفَعـتْ
قَواعدَ البيتِ منْ مهـدِ الحضـاراتِ
والنَّهْرُ يَجْري مريئاً فـي مَشارِبِهـا
مِنْ زَمزمٍ فَيضهـا نَبـعُ السِّقَايَـاتِ
مليارُ نفسٍ لشطرِ البيـتِ وجْهتهُـم
الله أكبـرُ فـي كــلِّ العـبـاداتِ
ومنْ حِـرَاءٍ يُشـعُّ الحـقُّ مُنطلقـاً
يؤسِّسُ العَدلَ فـي كـلِّ المَسَـاراتِ
يَسْرِي بنا حَاملُ الأمْجَادِ في لهـفٍ
لطيبةِ المُصْطفـى نبـع الهِدَايـاتِ
نَرْوي العُرُوقَ التِّي في نبضِها ظمأٌ
ونكسِبُ الأجْرَ منْ وحْـيِ المنَاجَـاةِ
هُنَا المَدينَـة قَـد أهْـدَتْ لِزَائِرِهَـا
فَرَائِدَ التَّمـرِ مِـنْ طَلـعِ النَّديَّّـاتِ
تَعَجَّلَ الرَّكب من أطرَافِها ومضَـى
يَسْعـى حثيثـاً إلَـى أمِّ الفُتُوحَـاتِ
تَبُوكُ فِي عُسْرَةِ الإسْـلامِ مُعجـزةٌ
أذاقتِ الرُّومَ منْ كـأسِ المـراراتِ
وإنْ أتتني ريـاحُ الشـوقِ ثائـرةٌ
أرسَلتُ للطائفِ المأنُـوسِ آهاتـي
مدينةُ الوردِ والرَّيحانِ قـد أخَـذَتْ
ألبَابُ منْ يَمَّمُـوا صَوْبَ الحِدَابَـاتِ
عُكاظُ يا قبلـةَ الآدابِ فـي زمـنٍ
يُعلَّقُ الشّعرُ فـي أزكَـى البنايـاتِ
وفي بني سَعْـدِ للمبعُـوثِ نشأتُـهُ
يسْترضِعُ الصَّبرَ من أمِّ الفَصيحَـاتِ
والصَّافنَاتُ بعَـرضِ البـرِّ سَابحَـةٌ
إلَى القَصِيـمِ وأربَـاب المـرُوءاتِ
وطرفةٌ يلتقـي فـي البيـدِ نابغـةً
يُرَدِّدُ الشِّعرَ فـي هَجْـرٍ وسِيهَـاتِ
وفِـي الجُـوَاء لنـا لُقيَـا بعاشقـةٍ
لفارسِ الخيلِ في سـرْدِ الحِكَايـاتِ
وحَاتمُ الْجودِ يَحْدُو فـي مَضَارِبـهِ
وينْحَرُ البُخْلَ في وقْـتِ المجَاعَـاتِ
ونَجْـدُ ريحانـةٌ تزهُـو بهضْبَتهـا
والأرضُ من دونِها رَهْنُ الإشاراتِ
هنَا الرِّياضُ وغَيثُ البِشْرِ يَغْمُرُهـا
وتنشرُ الخيرَ فـي كُـلِّ المَـداراتِ
عبدُ العزيزِ الذي أضْحَى الرِّياضُ بهِ
مَدينـةٌ تَرتَـدِي أبْهَـى العَبـاءاتِ
في وحْدَةٍ خَطَّها بالدِّيـنِ فاكْتملـتْ
خريطةُ المجدِ في أنقَى الصِّياغـاتِ
مِنْ قَلْزَمِ البَحْرِ مِنْ شُطـآنِ جدَّتِـهِ
إلَى خَلِيجِ الهَنَـا بَحْـرُ العَطَـاءَاتِ
عسيرُ في السُّودَةِ الخضراءِ قد سُقِيتْ
منْ غَيْمةٍ عَانقَتْ -أبهـا -البهيَّـاتِ
وباحَةُ الحُسنِ في رغدَانِها رقصـتْ
علـى ترانيـمِ أمطـارُ الشتـاءاتِ
حَمامَةُ الخَيرِ مِنْ أخْدُودِها انْطَلَقـتْ
تَطِيـرُ فِي مَأمَـنِ حتَّـى الْقُرَيَّـاتِ
أرْضُ الجَنُوبِ وقَد كَادَتْ بِرَوعَتِهـا
تَكُـونُ طوبَـى بأنْهَـارٍ وجَـنَّـاتِ
للمُسْلِميـنَ جَميعـاً فخـر مملكـةٍ
تَعَاظَـمَ المجْـدُ فِيهـا بالقَدَاسَـاتِ
اللهُ يـا مَوْطِنـي يـا جَنَّتِـي أبَـداً
ما حَلَّ في مُهْجَتـي غَيـرَ الثَّنيَّـاتِ
أنْتِ السُّعُوديَّةُ العَلْيَـاءُ فِـي شَمَـمٍ
تَعْلُو عَلَى كُلِّ مَنْ تَحْـتِ السَّمَـوَاتِ[/CENTER][/frame]
* من ديوان نفحات في نصرة الحق