المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة. [JUSTIFY]لو حق لفوزي عبدالوهاب خياط (وقد توفاه الله) ان يعود لما تفاجأ ولا استغرب من المشاعرالفياضة التى ابداها الكل حزنا وتاثرا لفقده بوفاته وأنتقاله الى رحمة الله تعالي ولكنه الأجل الذي كتبه الله له وسيكون علينا جميعا قال تعالي {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }الأعراف34 وقال جلا وعلا{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً }آل عمران145.
لقد كان رحمه الله انسانا بكل مافي الكلمة من معنى في تعاطيه ومباشرته مع الناس في حياته العامة واكيد في حياته الخاصة مع ابناءه وعائلته ،اما تعامله في حياته العملية فيحكي عنها زملاؤه وتلاميذه الكثر الذين يملأون اليوم مواقع العطاء ومقاعد المسؤلية في العديد من المواقع الإعلامية، ورغم انني لم اعمل معه مباشرة الا انني حظيت بشرف مرافقته في اكثر من مناسبة ضمن الوفود الإعلامية الرسمية، ولمست عن قرب المهنية العالية التى يتعاطي بها مع العمل الإعلامي واذكر ان اول مرة أذهب فيها موفدا إعلاميا ضمن البعثة الرسمية للإعلام السعودي كان في الدورة العربية الثالثة التى اقيمت في المغرب الشقيق عام 85م ،وكان اختياري لتمثيل جريدة (المدينة) مفاجأة قوية لي من استاذي عبد العزيز شرقي، فقد كنت في بداياتي الصحفية ،واعتبرها هو(مكأفاة) لي على الحماس والرغبة والأجتهاد في ذلك الوقت،والمفاجأة الأكبر كانت عندما اعتمد الوفد الرسمي للبعثة التى كان يراسها الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله)؛ اذ كان الوفد الإعلامي (ثقيل جدا) وضم اسماء كبيرة اذكر منهم الأستاذ زاهد قدسي (يرحمه الله) والأستاذ محمد رمضان (شفاه الله) والأستاذ على داوود والأستاذ عبدالله الضويحي والأستاذ احمد حريري والأستاذ منصور الخضيري والأستاذ حمد الراشد والأستاذ خالد الحسين والأستاذ صالح العمودي وكنت والزميل الأستاذ احمد المصيبيح الأصغر بين اعضاء الوفد،وقد حظيت بإهتمام ورعاية من الثلاثي ابوابراهيم وابو مريم وبشكل خاص من أي نواف وكانت بداية علاقة مميزه معه استمرت حتى وفاته.
ولازلت أتذكر كيف حول (يرحمه الله) ليلة زفافي الى لقاء بهيج وفكاهي بقفشاته ونكاته وتعليقاته في وجود جمع كبير من الزملاء بالإضافة الى الأهل والارحام والأصدقاء ولن تزول تلك الليلة من ذاكرتي ابدا ،بل انها راسخة في ذاكرة بعض الزملاء الاعزاء مثل وهيب خليل رغم مضي وقت طويلة على ذلك ،فقد كان الفقيد يتميز برحابة الصدر وكان صاحب نكتة سريع البديهة حاضر الأجابة؛ من النوع الذي لايستعير جوابه ،وكل ذلك لايساوي شيئا امام قدراته الإعلامية المتعددة التى عرف بها والتى اوصلته ليكون رئيس تحرير،منطلقا من بداياته كمراسل في القسم الرياضي وهو مايصنفه ضمن قائمة الرواد في الصحافة السعودية الذين انطلقوا وسلكوا نفس السبيل مثل الدكتور هاشم عبده هاشم والأستاذ تركي السديري والأستاذ خالد المالك والأستاذ عبدالعزيز الشرقي وغيرهم ، وكان (يرحمه الله) ولوقت طويل عندما يلتقيني يعاتبني فيقول (ماتبغ تتوب) ويقصد بذلك ان اعمل في جريدة الندوة وظل على ذلك لوقت طويل ،وحيث لم تمسح لي ظروفي للعمل معه توقف بعد فترة عن ذلك، واكيد انني لم اكن محظوظا بذلك الشرف .
ولاشك في ان المواقف والذكريات الجميلة كثيرة وعديدة، لايتسع المجال لذكرها ،اما طرحه وعطاؤه وقيمته الإعلامية فصعب على مثلي الحديث عن قامة إعلامية مثله واستاذ جيل عرفه القاصي والداني.
رحم الله الأستاذ فوزي عبدالوهاب خياط وأسكنه فسيح جناته والهم اهله وذوييه ومحبيه وتلاميذه الصبر والسلوان { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }
قال تعالى{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ}الأنعام2[/JUSTIFY]