وأمّا العدو المستخف، المتهكم، الماقت، العاق، العابث ،الماكر، المخادع؛ فقد تراه واقفاً أمامك، أو راكضاً خلفك، أو ساعياً إلى الترصد بك أثناء مسيرك.
عدوك أيها العزيز؛ تعرفه بعلامات كثيرة، وصفات عديدة: فهو يتألم إذا تقدمت ، ويتأوه إذا نجحت، ويتحسر إذا تفوقت.
هو يفرح إذا فشلت، ويسعد إذا تراجعت، ويطرب إذا انكسرت.
إنه يعمل على تمزيق جهودك ، وتلويث سمعتك، وتحطيم أعمالك ،وتلغيم طريقك.
يحرص عدوك على طرق كافة السبل للنيل منك ، والتعدي عليك، والتطاول على وجودك ، والنيل من جهودك ، ولن يتوقف إلا بتهشيمك، أو الظفر بتهميشك.
هو يهتم بتدبير المنغصات، ويعمل في ساعاته على نسج المؤامرات، ويشعل في محيطك كافة المنفرات.
مشكلة عدوك الأساسية ؛ أن الحسد أكل كيانه، والغيرة أعمت بصيرته، والحقد أضاع
تفكيره، فلا إيمان يمنعه، ولا خلق يردعه،ولا علم يبصره، ولا عقل يدبره.
إ
ننا هنا نحييك أيها الشخص الحكيم ؛ على رحابة صدرك،وسعة بالك،وصبرك على معاناتك، وتحفظك أمام عدوك.
هنيئاً لك؛ إن أغفلت حضوره، وأعرضت عن قوله ، وتجاهلت فعله، ثم عفوت عنه وعن صنيعه .
تحية إليك؛ على سمو فكرك، وعلو تفكيرك، وجمال كيانك، ونقاء روحك.
وشكراً لك ؛ إذا دفعك العدو إلى العطاء المستمر، وحفزك على الإبداع المتواصل ،ورفع فيك القدرات، وفجر فيك الطاقات.
استمر أيها العاقل الحصيف ؛ في تجاهل العدوان، وصنوف الأذية ، ولا تقف للانتقام، ولا تهتم بالمواجهة ، بل واصل في طريقك المسير، وصمم على التقدم والصعود، والتزم بالهدوء والثبات، وتأكد أن الفرج قريب ، والعواقب حسنة، والنتائج مريحة ومبهجة بل مربحة.
[ALIGN=LEFT][COLOR=green]د.عبدالله سافر الغامدي[/COLOR] جده[/ALIGN]