مُسْتَشْفَى مَرْكَزْ مَكَةْ الطِبِي‎

مودة الفؤاد
[COLOR=#FF0000]مُسْتَشْفَى مَرْكَزْ مَكَةْ الطِبِي‎[/COLOR] نبيه مراد العطرجي
[JUSTIFY] أستَبشر أهلُ مَكة المكَرمة خَيراً مُنذ مَا يُقارب الـ 17 عَام عِندما رَأت أعْينهم مَبنى مُنشأة طِبية يُقام عَلى ثَرى شَمالها ، لإفْتقادهم الفِعلي لمستَشفى خَاص ذَات أهلِية مُتكاملة تُلبي لَهم خَدمات طِبية عَالية المستَوى تَتماشى مَع العَصر الحَالي ، مَع الإحْترام للمستَشفيات المتوَاجدة بَين جِبال أُم القُرى التِي هِي فِي وَاقعها مُستوصفات مُتقدمة ليْس أكثَر ، وقَد كَست البَهجة والسُرور أنفُسهم عِندما تّم الإعْلان عَام 1416هـ عَن إفتتَاح تِلك المنشَأة الطِبية بِرعاية شَخصية مِن قِبل صَاحب السمُو الملَكي الأمِير/ سُلطان بِن عَبد العزيز – طَيب الله ثَراه – أبَان تَوليه حَقيبة وزَارة الدفَاع والطيرَان ، ودَعمه المادِي – رَحمه الله – فِي حَفل الإفتتَاح للمنشَأة بمَبلغ عَشرة ملايين ريَال ، وتِكفله بِشراء مَبنى للنقَاهة ، رَغبة مِن سمُوه – رَحمة الله – بِأن تَكون هِذه المنشَأة الطِبية مِن أرْقى المستَشفيات دَاخلياَ ، ولمْ تَدم فَرحة قَاطني مَكة المكرّمة كَثيراً بهَذه المستَشفى التِي أوكِل مَهامها لِغير أهلهَا ، فبَدأت تَبحر فِي بَحر الديُون حتَى غَرقت فِيه بملايِين الريَالات التِي لَا نَعلم مَن المستَفيد مِنها ! وأيْن صُرفت ! فَتلاعبت بِها الأمْواج حتَى أستُأجرت مِن قِبل أحَد مُلاكها لِيستثمر مَبانيها وكوَادرها الطِبية والإدَارية لسنوَات عَديدة كَانت فِي بِدايتها ذَات خِدمة رَاقية ، وعَاماً بَعد عَام أخَذت فِي الرجُوع حَتى أنْتهت فَترة عَقد الإستثمَار لتَعود إلَى سَابق عَهدها دُون أنْ تَستفِيد مِن تِلك الخطْوة شَيء ، وتَتخبط مَرة أخرَى فِي بَحر الدِيون المتَراكمة ، وكُل ذَاك التسيب الإدَاري والمالِي الذِي صَال وجَال فِي أروقتهَا لَم يُحرك سَاكن فِي نُفوس مُلاكها ليَبحثوا عَن أسْباب تَراكم الدُيون عَليها رُغم التَوافد الكبِير فِي طَلب خُدماتها ، واليَوم تتولَى إدَارة خدمَاتها تَحت مُسماها السَابق مَجموعة عِيادات تُخطط لِأن تنَال مَا تبقَى مِن رَمقها الذَي لَن يُجدي لهَا خَير .

الإسْتغراب الذَي يَدور فِي الخَاطر : مَا يُقارب عَقدين مِن عُمر الزَمن مَضى عَلى تَأسيسها وَهي فِي تَخبط وتسيب شَامل ، وكأنهَا أسِست لتَكون حُلوى يَتحلى بِمالها السَائب أنَاس مَعدودِين ، دُون أنْ يَرعى مصَالحها مَن يتأملْ قَول الله تعَالى {وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} .

فإلَى مَتى سَيكون وضْعها هَكذا تَتخبط دُون أنْ تَجد مَن يَتولى أمْرها ، ويَنتشلها مِما هِي فِيه لِتصبح مُنشأة طِبية تُنافس المستشفَيات المتَقدمة .

أتَمنى مِن الله أنْ يُسخر لهَا رِجال أكفَاء أمنَاء يَقودها لتُصبح صَرخ شَامخ يَخدم أهَالي مَكة المكرمة ، وزوارهَا بِجودة طِبية مُماثلة لِتلك المنشَئات المتَقدمة فِي المجَال الطبِي .
هَمسه : مُصباح الرجُل ضَميره .
وَمَنْ أَصْدَق مِنْ الله قِيلاً { … إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيء قَدِيرٌ} .[/JUSTIFY]