هناك ثمة فروق بين اللاعب السعودي واللاعب الأوروبي في جوانب كثيرة نذكر منها على سبيل المثال جانب مهم لعله يكون الأبرز فلو أخذنا معيار الزمان والمكان لرأينا أن اللاعب الأوروبي حاله حال البشر جميعاً يأكل ويشرب وينام ويمارس حياته الطبيعية بشكل عادي ولكن وفق معايير محددة بل أنه يعتبر أن كل مكان يعيش فيه هو المستطيل الأخضر بمعنى تنظيم وقته وكيفية التعامل معه فبرنامجه الغذائي أو حتى الإعدادي لا يتغير أو ينتهي بنهاية الموسم بل يتطور من حين لآخر فتجد أن اللاعب الأوروبي يستثمر أوقات فراغه في تطوير مهاراته سواء الكروية أو العقلية وذلك بالاشتراك بنوادي رياضية خاصة أو بالالتحاق بدورات ثقافية وندوات رياضية تزيد من ثقافته ويحاول أن يكون محيط بكل شيء .. أما اللاعب العربي أو السعودي بشكل خاص وباختصار يعتقد أن خروجه من المستطيل الأخضر هو دخوله لحياة جديدة يمارس فيها ما يشاء من أكل وشرب وسهر وغيره وهذه هي مصيبتنا 0
 مباراة مصيرية ’ مباراة ختامية مباراة تشريفية ’ فرق كبيرة تتنافس ’ حشود جماهيرية تتوافد ’ إعلام يرصد ’ أقلام للكتابة تستعد جهود كبيرة تبذل ولكن .. يظل السؤال المهم ينفرد ليطرح نفسه : كيف يستعد كل فريق لهذا الحدث الرياضي الكبير ؟ والإجابة على هذا السؤال تكون حائرة بين المدرب والإدارة فكلاهما يحملان مسؤولية كبيرة ولكن يبقى الإعداد النفسي هو الفيصل لهذا الحدث فالعمل الجيد على تهيئة الفريق في جو بعيد عن التوتر والشد العصبي قد يسهل بل يخفف من حجم المسؤولية ويجعل أفراد الفريق أكثر تركيزاً وللفوز تحقيقاً ” فالتهيئة النفسية للاعب أهم من التهيئة المادية ”
 اللاعب داخل المستطيل الأخضر وخارجه أيضاً صاحب رسالة هامة جداً ففي مباراة يشاهده ويتابعه الكثير من الجمهور الرياضي وغير الرياضي بمختلف أعماره وأشكاله وميوله فلابد من تطوير ثقافة اللاعب تطويراً جيداً عبر دورات تدريبية أو محاضرات رياضية ثقافية تكون ضمن خطة الإعداد في كل نادي وذلك باستقطاب الخبراء والأكاديميين والمميزين من أهل الدين والعلم وأصحاب الخبرات الرياضية تكون بإشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب ليستفيد منها اللاعب وتوعيه فرب كلمة أو حركة تحسب على هذا اللاعب بل تحمله الشيء الكثير فتعامله مع وسائل الإعلام يفرض عليه ذلك لأن وسائل الإعلام جزء من الرياضة فشراء عقد لاعب أو تجديده بملايين الدولارات لا يمنع من تطويره بقليل من الريالات لكي يصبح لاعب متكامل وجاهز يجيد التعامل مع كل الظروف التي يواجهها خلال مسيرته الرياضية 0
 مبالغ مالية تضخ على الأندية بأرقام خيالية من مصادر كثيرة قد لا تستثمر بالشكل المطلوب أحياناً وصفقات لاعبين أجانب بملايين الدولارات تهدر بفشل سريع لهذه الصفقة مدرب مفلس يقود فريق لنهاية حزينة وغيرها من الأمور المأساوية لبعض الإدارات الرياضية فلو وظفت هذه المبالغ في استثمارات يكون لها عائد جيد على النادي وتدعم خزينته فإنها تغطي مصاريف عقود المدربين واللاعبين والعاملين بشكل عام ولما أصبح رؤساء الأندية داخل عنق زجاجة ينتظرون الدعم من جهات مختلفة ولكن اجتهاد بعض رؤساء الأندية قد يفسد أمور كثيرة تكون أغلبها إدارية ويدفع ثمنها النادي بل الجمهور الذي ينتظر الشيء الكثير من كل موسم ليحصدوا الانتصارات ولكن نقول أن موسم جميل انتهى بكل أفراحه وأحزانه وسيأتي موسم قادم أجمل فهو قادم بقوة يطلب الكفاح والاجتهاد وطول الأنفاس وعلى اعتبار أن كل مباراة تُلعب هي مباراة نهائية نعم إنه موسم مضى تعلمنا منه الشيء الكثير سنستفيد من أخطائنا في الموسم القادم إن شاء الله تعالى 0
 [COLOR=crimson]متى نستغني عن الحكام والمدربين واللاعبين الأجانب ويتطور مفهومنا الرياضي ونعيد النظر لتتجدد الثقة في أبناء وطننا الغالي ؟
متى ننظر للرياضة على أنها رياضة شاملة وليست كرة قدم فقط .. ؟
متى نرى شبابنا يهتم بالرياضة بدلاً من الجلوس أمام الشاشات أو الشات
لساعات طويلة ترهق فيها أبدانهم .. ؟
متى تهدأ نفوس الجماهير ولا نشاهد تعصب رياضي يفسد معالم الرياضة .. ؟ [/COLOR]
[ALIGN=LEFT][COLOR=green]محمد مخضور اللحياني [/COLOR]
كاتب وإعلامي
مدير العلاقات العامـة بنادي الوحدة[/ALIGN]