مودة الفؤاد
[COLOR=#FF0000]أبْنَائَنَا … والتِكْنُولُوجْيَا[/COLOR]
نبيه بن مراد العطرجي
[JUSTIFY]
تَطور الحيَاة مُنذ بَدأ الخَليقة كَان تَطوراً تَدريجياً فِي شَتى مَضامين الحيَاة ، وعَجلة التَطور لَا تعُود للخَلف ، فتَغيرت أنْماط المعِيشة ، وأصْبحت التغيرَات تتسَارع ، وخِلال العِقد المنْصرم ، وظهُور التِكنولوجيا الراقِية التِي تَتطور يَوماً بَعد يَوم أحْدثت تَغير فِي نَمط الحيَاة ، وَاكبها وجُود قُدرة دَاخل الإنْسان تَأقلمت مُع إحْداثياتها بِشكل إيجَابي ، فأوجَدت نَقلة وَاضحة المعَالم فِي المجتَمع ، فغَدا المجتمَع الحَاضر مُختلف عَن ذَلك المجتَمع الذِي نَشئنا فِيه ، وتَربينا عَلى عَادات وتقَاليد رَائعة المضمُون ، وتَعلمنا عُلوم المعْرفة مِن قِبل أسَاتذة جَمعوا بَين العِلم والتَربية فِيما أنَاروا بِه سُبلنا ، وقَد كانَت حياتنَا تَنحصر فِي دَائرة مُغلقة ، ولمْ نَعرف هَذا الإنفتَاح الذِي يَعيش تَرفه اليَوم أبنائنَا ، تِلك الحيَاة التِي تَلذْذَنا بِطعمها كَانت قَائمة عَلى تَربية الوَالدين فِي المرتَبة الأولَى ، ومِن ثَم تَربية مَن يَلونهم ، وكنّا نَرى أنّ مَن سَبقونا كانُوا أرْقى مِنا فِي التربِية ، ومَع الغزُو التِكنولوجي الشَامل ، وسُهولة تَواجده بَين أيَادي أبنَائنا مِما أخّل بِعملية المرَاقبة المبَاشرة ، فَرض عَلينا بَذل جُهد مُضاعف لِزرع بِذرة الإيمانْ والتَقوى والخَوف والرَجاء مِن الله تبَارك وتعَالى فِي نفُوسهم ، ورَويها يَومياً بالقّول الحَسن لِتنمو فِي ذَاتهم ، وتُثمر الثّمر المطلُوب ، وأنْ نُراعي الموازَنة بَين مُتطلبات التَكيف والتَطور لتظهَر الموَاهب والقُدرات فِي جَو مِن الحُرية المنضبِطة ، فالتكنُولوجيا سلاحْ قَاتل لمنْ تَنتصر عَلية ، فأبْنائنا الذِين فِي عُمر المرَاهقة يَجب مُراقبتهم مُراقبة مُستمرة غِير مُباشرة نَستطيع مِن خِلالها مَعرفة مَا تَحملة أجهِزتهم مِن بَرامج ومَواقع ….. ومَا شَابه ذلِك ، وحَثهم عَلى الإستِفادة مِنها بِما يَنفعهم فِي دُنياهم وآخِرتهم بإسْلوب رَاقي يَتماشى مَع تَربيتهم الحَديثة التِي طَغت عَليها مَبادئ دَخيلة نَظراَ للإنفِتاح المعَاصر الذَي نَعيشه فِي زَمننَا الحَاضر ، فَزرع الثِقة فِي نفُوسهم مِن قبلنَا أولَى خَطوات المراقبَة الذَاتية ، فَهذه الخطوَة تَفتح بَاب النِقاش المبَاشر الحُر الهَادف بَين الآبَاء والأبنَاء الذَي يتَولد عَنة مَعرفة الخصُوصيات بإسْلوب خَالي مِن التَحكم والسَيطرة نتِيجة المصَادقة فِي القّول ، وقَبل هَذه الخطوة يَجب أنْ نكُون قِدوتهم الحسَنة التِي يَسيروا عَلى خُطاها ، فإنْ كَان الأمْر كذَلك غَدت حَياتهم متوَافقة مَع عَادات وتقَاليد مُجتمعنا المحَافظ ، وأصبَحت تِلك الأجهِزة فِي أيدِيهم ذَات فَائدة إيجَابية .[/JUSTIFY]
0