المحليةالمقالات

لماذا نحن كذلك؟

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]لماذا نحن كذلك؟!![/COLOR] [/ALIGN] مناظر اعتادت العين أن تراها … أن توقف سيارتك بشكل نظامي صحيح فتجد من يوقف سيارته خلفك ويسد عليك فلا تستطيع إلا أن تنتظره لينتهي من شرائه لتسمع منه في نهاية المطاف كلمة معليش أنا آسف .

وإن قدر لك أن تقف في إشارة المرور بسيارتك ، فلا أظنك تستغرب أن تأتي سيارة من يمين السيارات لتتخطاها ثم تقف أمام الصف الأول .
وإن قدر لك أن تقف في صف على شراء أو صراف آلي ، فلا أظنك تستنكر أن يأتي من يتغافلك من أجل أن يحاسب قبلك أو يريد الصرافة قبلك .من منا حصل معه مثل هذه المواقف ؟ أظن أنه لم يسلم منها أحد .

[COLOR=crimson]والسؤال هل ماتت الأحاسيس ؟[/COLOR] هل ننتظر أن تُفرض عقوبة بدنية أو مالية على مثل هؤلاء حتى يشعروا بأذيتهم للآخرين ؟
ولذلك تسمع النصائح .. لا تدخل سيارتك بكاملها إلى الموقف واجعل جزءً منها بارزاً حتى لا يتمكن أحد من الوقوف خلفك … إذا كنت في طابور حاول أن تتقارب ممن أمامك وأن تأخذ حذرك حتى لا يدخل أحد أمامك.

وسبحان الله لو قُدِّر لك أن تقرأ في أمهات الكتب الإسلامية فإنك تجد هذا الأمر واضح المعنى والدلالة بل قد يكون من المسلمات والبدهيات .
فهذا الإمام البيهقي قد بَوَّب رحمه الله تعالى اسماه باب القاضي يقدم
الناس الأول فالأول فللأول حق السبق والسبق أصل في الشريعة. ثم أدرج حديث أم المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها عن النبيِّ: «مِنًى مُنَاخُ مَنْ سَبَقَ».
ورى البيهقي رحمه الله تعالى عن أَسْمَرَ بنِ مُضَرِّسٍ عن النبيِّ: «مَنْ سَبَقَ إِلَى مَا لَمْ يَسْبِقْهُ إليهِ مسلمٌ، فهو لهُ»، يريد بِهِ إِحياءَ المَوَاتِ من الأرض إلا أنه يشمل شئون الحياة كما قال المناوي رحمه الله تعالى ” من سبق لبقعة من نحو مسجد “.

وهذا الإمام الكاساني – من فقهاء الأحناف – في كتابه بدائع الصنائع يقول ” لو أوقف دابة على باب المسجد فهو مثل وقفه في الطريق لأنه متعد في الوقف إلا أن يكون الإمام جعل للمسلمين عند باب المسجد موقفاً يقفون فيه دوابهم… وإذا كان هذا الحال من أجل الصلاة فلا يصح أن يضع بهيمته في موضع يؤذي بها الآخرين ففي غير الصلاة من باب أولى “.
وروى الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن أبي الزهرية قال: «كنت جالساً مع عبدالله بن بسر يوم الجمعة، فجاء رجل يتخطى رقاب الناس ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يخطب، فقال: اجلس فقد آذيت وآنيت».
ومعنى آنيت أي تأخرت ، فصفة التأخر عن الناس في الحضور ثم التقدم عليهم في المكان صفة فيها أذية لهم كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم .

يا كرام النظام هو من ديننا وليس أدل على ذلك من الركن الثاني من أركان الإسلام ، ففي الصلاة والتي هي صلة بين العبد وربه ينتظم المصلون في صف منا سق ولأهمية الأمر كما روى الإمام مسلم من حديث أَبِي مَسْعُودٍ ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاَةِ وَيَقُولُ : (اسْتَوُوا وَلاَ تَخْتَلِفُوا؛ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ ) قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ أَشَدُّ اخْتِلافاً.
ذكر رئيس لجنة التعريف بالإسلام قصة أحد الدعاة حينما عرض على رجل أمريكي مشهد حي للحرمالمكي وهو يعج بالمصلين قبلإقامة الصلاة ، ثم سأله: كم منالوقت يحتاج هؤلاء للاصطفاف فيرأيك؟ فقال: ساعتين إلىثلاث ساعات، فقالوا له: إن الحرمأربعة أدوار، فقال: إذن 12ساعة، فقالوا له: إنهممختلفو اللغات، فقال: هؤلاء لا يمكناصطفافهم!
ثم حان وقتالصلاة فتقدم إمام الحرموقال: إستووا… فوقف الجميع في صفوف منتظمة في لحظات قليلة …فأسلمالرجل.

من الغبن والله أن يكون الإسلام هو ديننا ويكون هذا هو حالنا بعضنا .
من الغبن والله أن نتعلم النظام في الصلاة ثم نتجرد من معانيه إذا سلمنا من الصلاة .
من الغبن والله أن يعلمنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم (أحب للناس ما تحب لنفسك) ثم نعتدي على الآخرين بأفعالنا وأقوالنا .

ولا ريب أن هذه حقوق للآخرين فإن تعدينا عليها وسلمنا من العقوبة الدنيوية فلا يعني أننا لن نسأل عنها بين يدي ربنا سبحانه وتعالى .

[ALIGN=LEFT][COLOR=green]أ. وسيم عبدالرحمن معلم[/COLOR][/ALIGN]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى