المحليةالمقالات

تطوير الذات …. سوالف في سوالف

[COLOR=#FF0026]تطوير الذات …. سوالف في سوالف؟[/COLOR] م. عبدالله سعد الغنام

[JUSTIFY]دار نقاش في أحد المجالس حول التشجيع وعلاقته بتطوير الذات ، فكان أحدهم يقول : يا أخي ذبحتمونا بالتشجيع وقصص النجاح ، أنتم تصورون لنا أنه لابد أن يكون لنا طموح عالمي وأحلام فوق السحاب ، وأن نغير العالم والكون وغيرها من تلك الكلمات المنمقة ، كل هذا بالنسبة لي أحلام عصافير ونفخ في الهواء !.

يا أخي : أنا حلمي بسيط لا أريد أن أصبح عالما ولا أديبا ولا حتى مهندسا و لا طبيبا، أريد وظيفة وبيت والستر فقط ، فهل في ذلك خطأ أو عيب ؟ قلت : اتفق معك ، فليس كل الناس يريدون ذلك ، بل البعض يريد أن يقوم بأعمال روتينية وحياة هادئة والسلام.

انفض المجلس ولكن ظللت مشغول البال ، ما الذي يمكن أن تقدمه هذه الشريحة من المجتمع بأقل جهد وعناء ؟! ، لأننا لا نريد أن نخسر أي شريحة في المجتمع ، فكل له دوره من رأس الهرم إلى قاعدته.

لا شك أننا نتفق معه قد لا يكون حلمه بأن يكون من ضمن طبقة النخبة والتغيير ، و لا من ضمن الطبقة البرجوازية أو الوسطى ، ولكن هناك أداور أخرى في الحياة لا أعتقد أنها تكلف ذلك الجهد الثمين .

أي واحد منا قد يكون مثلا أبا أو أما أو عما وخالا أو قريبا لأحد الأطفال، كل ما علينا فعله هو التشجيع مع قليل من المتابعة من وقت إلى آخر ، نحن لا نطالب الآن ببذل الغالي والنفيس ، بل التشجيع مع قليل من الجهد والهدايا المناسبة.

أذا كان الطفل يحب الرسم مثلا فقل له : هذه من أجمل اللوحات التي رأيت ، ولو استطعت أن تشتري منه اللوحة ففعل ! أشعره بأن أعماله لها قيمة مادية ومعنوية ، وربما تكون الأقلام الملونة وأدوات الرسم هي الهدية المناسبة له أو زيارة المعارض الفنية . وإذا كان الطفل يحب العمل اليدوي فاشترى له ألعاب الفك والتركيب وما شابهها، وواظب على ذلك من وقت إلى آخر ، فالطفل سوف ينتظر رؤيتك بشوق ولهفة لأنك تفهم ما يريد.

عندما بلغ اينشتاين سن الرابعة أهداه والده بوصلة جعلته يتساءل عن قوانين الكون ، وأهداه عمه كتابا في الهندسة فأنارت له الطريق. وأهدي إلى أديسون وهو صغير كتاب في العلوم به بعض التجارب العملية ، فاعتبره كنز دفين لا يقدر بثمن.

قد لا يكون من أحلامك ولا من أهدافك أن تكون ذو بصمة ظاهرة في المجتمع ، ولكن بقليل من الجهد والعطاء الذي لا يكلفك ذلك المشقة والتعب قد تصنع عالما أو مفكرا أو أديبا ، بل ربما تصنع تاريخا جديدا بكلمة وأنت لا تعلم ، لم يكن شيخ البخاري يعلم أن كلمته : وددت لو أن أحدا جمع الصحيح في كتاب قد أثرت في نفس البخاري وألهمته أن يكتب كتابا يصمد شامخا عبر التاريخ ، فصار لذلك الشيخ الفضل بعد الله.
[/JUSTIFY]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى