الوقت لا يرحم , لا يجامل ، لا يهادن ، فهو سيف بتار ان تركناه وهو حمل وديع ان اطعناه ، قد يحن تارة فيسعفنا ، وقد يتشدد تارة اخرى فيقطعنا ، ومهما حاولنا قتله فلن نستطيع لان الضمير الحي في قلوبنا يسائلنا ، ( وعن عمره فيما افناه ) فمهما جملنا الفراغ فسيظل الوقت نعمة نغبن فيها لنعرف بعد حين اننا كنا في سبات والوقت هو المنتصر الوحيد .
ولكن ما هو الوقت … هل الوقت هو هذه العقارب المتحركة ، هل هو تلك الحالة الشعورية التي تصيبنا وقت الازمات فالوقت لدى المنتصر ليس ذلك الوقت لدى الخاسر ، والوقت لدى من يَنتظر ليس مثلما يُنتظر وهكذا دواليك وهنا اعجبني قول فيلسوف (هذه العقارب متوقفة فلماذا تجاوزني الزمن ) قالها هذا الفيلسوف ليؤكد له اخر خائر بقوله ( راحت علينا ) او ( فاتكم القطار ) فنحن في هذه الصيرورة الوقتية نتساءل هل يمكن لعقارب صامتة ان تهوي بنا في ادوية بعيدة وهل يمكن لهذا الزمن الكبير ان يتشكل في ساعة معلقة في فضاء صامت .
لماذا الوقت لماذا كل هذا الصراع على الوقت على كافة الاصعدة ، اعتقد بان الوقت له من الاهمية ما له فلا تستطيع في وقت رمضان ان تفطر قبل الاذان بثانية ، ولا تستطيع ان تتحدث في موضوع فآته الوقت ، ولا تستطيع ان تسترجع الوقت الضائع وأنت حينها اما ان تعيش في ماضيك الذي تجاوز الدقائق او ان تفكر في مستقبلك الذي سيأتي بعد ثوان من الان ، او انت تفكر في قوة الان ، في لحظتك الانية فهي الحقيقة المطلقة في الحياة ، كل هذه الحقائق وكل هذه الامور الانفة تجد ان الوقت هو الحكم فيها وهو الاساس ، وأنت من تجعل اوقاتك جميلة هانئة وأنت من تملؤها حسرة بائسة فالخيار خيارك ، ولا تقول حينها بندم فآتني الوقت .
والوقت مربوط بالفرص او هي مرتبطة به فالفرص تتسابق في مضمار الاوقات واللحظات تتسارع في سباق الزمن ، والفائز من اغتنم اللحظة ، وعرف كيف يقتنص الثواني من فم ذلك الاسد الكبير الذي يدعى الوقت .
والموريتانيون يسمون الصلوات الوقت فتجد احدهم يقول لك ان فآتتك فريضة فاتك الوقت وان خاف فواتها قال لك لا يفوتك الوقت ، وهذا من شدة حرصهم على الوقت وأهميته ربطوه بالفرضية العظيمة والركن الثاني من اركان هذا الدين العظيم .[/JUSTIFY]
ابداع بكل ماتعنيه هذه الكلمة ، أتمنى لك التوفيق والى الأمام ؛
ممتن جدا لك حبيبي