المقالات

وأد الأفرح في قصور الأفراح في الباحة

قد يتبادر إلى ذهن بعض القراء من عنوان مقالتي هذه أن المقصود مايحدث في بعض مناسبات الزواجات عندما يتحول البرنامج إلى محاضرات وأحاديث عن عذاب القبر والنار والحساب والعذاب وعن الموت فيتحول الفرح إلى خوف وحزن ويسود الصمت بدلا عن المرح والسرور.!
الحقيقة أن المقصود غير هذا فكلنا يعلم أن ديننا يشجع على تيسير الزواجات فورد في الأثر ( أن أكثرهن بركة أيسرهن مؤنة) ، وتدعو الدولة رعاها الله الى التيسير على الشباب وتقليل المهور ومؤنة الزواجات بل وتقوم في كل منطقة بإقامة زواجات جماعية لآلاف العرسان لتقليل كلفة الزواج عليهم ، كما تقوم بعض القرى والقبائل في مختلف مناطق المملكة بإقامة زواجات جماعية تتجاوز بعضها المائة عريس في وقت واحد بل ويقوم بعض الموسرين والساعين إلى فعل الخير بالتبرع بكلفة هذه الزواجات ..

وليست محافظة المندق في منطقة الباحة بمنأى من كل هذا بل قد تكون من أوائل المحافظات التي أقيمت فيها الزواجات الجماعية ولا تزال تقام سنويا ، إلا أن قصور الأفراح في هذه المحافظة تعمل عكس التيار بدلا من قيام أصحاب قصور الأفراح بتشجيع إقامة هذه الزواجات ، فما نعرفه عن قصور الأفراح في مدن المملكة أن أصحاب الزواج إو المناسبة يستأجرون القصر لليلة المناسبة بمبلغ مقطوع ولا يهتم صاحب القصر بعدد الزواجات تلك الليلة ، أما في قصور أفراح محافظة المندق فالأجرة تحسب بعدد الرؤوس أي بعدد العرسان حيث تزيد الأجرة كلما زاد عدد العرسان .. بل يزيد غبن المتزوجين إن كانوا إخوة فأصحاب قصور الأفراح لا يهمهم إلا العدد لا النسب .. ولا نعلم على وجه التحديد بأي حق يزيد أصحاب القصور السعر وماذا سيكلفهم زيادة إذا علمنا أن كل مايقدم ليلة الزواج من أصحاب القصر هو المكان فقط كما أن الناس في المحافظة لا يتجاوز بقاؤهم في القصر إلا أقل من ساعتين بعد صلاة العشاء مالم يكن هناك عرضة تستخدم فيها الساحة الخارجية فقط.!
إن مايقوم به أصحاب هذه القصور من زيادة في السعر مع زيادة عدد العرسان لا يعني إلا محاولة منهم لإيقاف الزواجات الجماعية أو إرغام الناس على قبول شروطهم .!

إننا نناشد الجهات المعنية المشرفة على هذه القصور والتي لا نعلم على وجه الدقة هل هي البلديات أو السياحة أو المحافظة أو غيرها أن تنقذ الناس من جشع أصحاب هذه القصور وحماية الأهالي من الإستغلال باسم عدد المتزوجين خاصة وأننا في استقبال صيفية تكثر فيها هذه المناسبات ..

والله ولي التوفيق

———————————-
الرياض 1435 هـ / 2014 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى