المحليةمقالات القراش

التفريق .. بين الزوجين .. في المضاجع

[COLOR=#FF002E]التفريق .. بين الزوجين .. في المضاجع [/COLOR] بقلم : أ. عبدالرحمن القراش

النوم نعمة ورحمة لا يعرف قدرها
إلا – المريض أو المهموم – الذي أنحرم من الهجوع بسبب ما فيه

قال تعالى :

“وجعلنا نومكم سباتا ” .. والمقصود منه

هو النوم الذي لا يخالطه إزعاج صوت أو ضوء
حيث يذهب الإنسان إلى فراشه لينام

إذا أحس بالخمول يسرى في جسده ليقوم بعد ذلك من نومه نشيطا

جاءت السيرة النبوية
بكثير من الفوائد والإحكام التي تختص بالنوم ومنها النوم المنفرد للذكور والإناث

حيث ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم

مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ ” وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ في الْمَضَاجِعِ ”

ومعنى التفرقة

في المضاجع تحتمل العديد من المعاني منها :

– البعض يقول بالتفريق بينهم في الغطاء
– والبعض يقول في السرير
– والبعض يقول في الحجرة
-والبعض يقول بين الذكور والإناث
– والبعض يقول بل هذا بين الذكور والذكور وبين الإناث والإناث

والذي أراه هو
فصل الذكور فيما بينهم والإناث كذلك كل له فراش ولحاف مستقل

بالإضافة

لخصوصية الغرف يجب أن تكون مفصولة بين الذكور والإناث
حيث فيه فائدة مهمة

وهي اتقاء شر الفتنه من الوقوع – لا سمح الله – في زنا المحارم

لقد ظهرت في عصرنا الحديث العديد من الدراسات
على بعض المجتمعات العالمية حتى انتقلت من باب الاتيكيت حب التقليد للعرب

حيث تتحدث عن حقائق النوم

بشكل منفرد بين الزوجين وعن الفوائد الجمة فيها

فهل هذا الأمر صحي أو ينعكس بالسلبية على واقعهما ؟

احبتي :

لكل من الزوجين طبيعته

وبيئته التي جاء منها يحمل أفكاره ومبادئه التي تربى عليها

ولكن السرير هو بداية الخطوة الأولى

للقاء الجسدي بينهما فإما أن يحصل التوافق أو التنافر

لذلك يرى

بعض علماء النفس والمختصين في التربية
انه من المظاهر الصحية

هو النوم باستقلالية بين الزوجين في غرفتين منفصلتين

حيث يمارس كلا منهما

هوايته ويقضي كفايته من النوم بعيدا عن شخير الآخر

ويأخذ راحته في التفكير ويشتاق لشريكة أكثر

حيث أثبتت تلك الدراسات أن في أمريكا وحدها

سيكون ما يقارب من 60 % من الأزواج
منفصلين بغرف النوم مع حلول عام 2015 م وهذه النظرية لها مؤيدون ومخالفون

أحبتي :

أرى أن النوم في غرفتين منفصلتين للزوجين

مقبرة للعلاقة الزوجية وبداية للبرود العاطفي
ناهيك عما يمكن أن يحدث خلال الانفراد خصوصا في حالات الخصام
حيث يكون الإنسان عرضة لسلبيات لا يحمد عقباها

و أهمها :

– السلبية الأولى :

( الاذى الشيطاني )

أكثر اعتداءات الجن ( الجاثوم ) حينما يكون الشخص منفرداً
حينما ينهض الأغلبية من الناس ويشعر بالجاثوم

يرى أن الغرفة ليس فيها أحداً غيره فيصاب بالرعب

بالإضافة كثرة تسلط الكوابيس المزعجة

لأن أكثر الإيذاء سواء المحسوس أو المسموع من قبل الجآن هو بسبب نوم الإنسان منفرداً

ناهيك عن الإصابات الروحية التي تكون أثناء النوم أو الاعتداء الجنسي من قبل الجن

لا نعظم من أمر مس الجان للإنسان

لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا الأذكار والأوراد التي تساعد في الحفظ من الأذى بإذن الله .

ولكن النوم المنفرد يعلم الإنسان النسيان

فربما تمر عليه ليالي وأيام لم يذكر ورده فيكون عرضة للمس أو الكوابيس المزعجة .

– السلبية الثانية :

( الأذى النفسي )

ليس من المنطق أن يولد الحب بين الزوجين

خصوصا في بدايتهم الحياتيه بالنوم المنفرد خصوصا على المراة

حيث يعتبر النوم المنفرد

أحد أسلحة الرجل التي يتخذها ضدها في حال حصل سوء تفاهم بينهما

مصداقا لقوله تعالى :

” وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ”

فكيف بمن يهجر زوجته
منذ ليلة الدخلة باسم الراحة النفسية والحرية الشخصية

ومن الأذى النفسي
الحاصل بسبب النوم المنفرد
كبر الحواجز بينهما فلا يكون بين الاثنين ثقة

فتجد أحدهما
يحاول أن يخفي خصوصياته عن الآخر فتحصل الفجوة بتقفيل كل شخص غرفته في وجه الآخر

بالإضافة

إن النوم المنفرد يورث البرود الجنسي
لدى الطرفين بسبب استحياء أي طرف من طلب حقه الشرعي لأن بينهما فاصل فلا يشعر به ولا باحتياجه وربما أدى ذلك للانحراف أو ممارسة
أمور خارجه عن الأدب فيقع في فخ الخيانة

أحبتي :

إن كان ولا بد
من الانفراد بالفراش بين الزوجين
فلا يكون باستقلال أحدهما في غرفة لوحدة

ويمكنهما
أن يكونا منفردين في غرفة واحدة
بحيث لا يفصل بينهما أكثر من متر واحد وفائدته

– أن يكون كلا منهما
قريب من الاخر إذا احتاج في امر

– التنبيه على الأذكار الواردة عند النوم

– العناية في حال المرض

– الانس بوجوده قريب منه

– المشاركة الوجدانية

همسة :

الحضن
قيمة إنسانية لا يعرفها أصحاب القلوب السوداء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى