المحليةعبدالله سعيد الزهراني

الأمير مقرن وهيئة البيعة

[COLOR=#FF002E] الأمير مقرن وهيئة البيعة[/COLOR] عبدالله سعيد الحسني الزهراني
باحث في تاريخ وآداب الحرم
[JUSTIFY] ساهمت التغييرات الدولية والإقليمية ، والتطورات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة العربية السعودية لتنامي الوعي السياسي لدى مواطني المملكة الذين يعتبرون الأسرة السعودية المالكة رمزاً وطنياً يصنع وحدة الدولة ويحافظ عليها ، ولذا يهتم المواطنون السعوديون بقضية تداول السلطة من خلال سرعة إعلان البيعة للملك بصورة تقليدية ، وقد شهدت المملكة في عصرها الحديث ست مبايعات بدأت في عهد الملك عبد العزيز ، ثم الملك سعود ، والملك فيصل ، والملك خالد ، والملك فهد ، والملك عبد الله بن عبد العزيز ، والذي أدرك حساسية الوضع واتخذ قرار حكيم وشجاع بإنشاء هيئة البيعة في 26/9/1427هـ ، والذي ينظم تداول الحكم بين أبناء وأحفاد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ، ضماناً لتماسك الأسرة الحاكمة ، وتحقيقاً للاستقرار والتنمية ولطمأنة الشعب السعودي على مستقبله السياسي ، وقد تمت جميع المبايعات الست في جو يتسلم بالولاء والوفاء والطاعة ، كما تتم المبايعة بالإنابة في امارات المناطق والمحافظات ، والمراكز والهجر كافة أمام أمراء ومحافظي المناطق ، وتتم بيسر وسهولة ويعلن المواطنون السعوديون مبايعتهم في الوسائل الإعلامية المتاحة من إذاعة وتلفزيون وجرائد وشبكات الإنترنت وهذا ما شاهده العالم ، وأبدي إعجابه بتلك الممارسات الإسلامية الشورية في تناول السلطة والالتفاف حولها . ويبلغ عدد اعضاء هيئة البيعة 35 عضو من ابناء الملك عبدالعزيز واحفاده يمثلون ابائهم الذين انتقلوا الى رحمة الله او معتذر او عاجز, ويرأس هيئة البيعة الامير / مشعل بن عبد العزيز
وتنطلق المملكة العربية السعودية في هذا النظام من منطلق ديني شرعي حيث يقول تعالى ) ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله) (الفتح: من الآية10) فالبيعة أصل في شريعة الإسلام ، كما قال صلى الله عليه وسلم (( من مات وقد نزع يده من بيعة كانت ميتته ميتة ضلاله )) مسند احمد ..وبهذا يتضح أن البيعة تتضمن ثلاثة أطراف ، هي الحاكم نفسه وتتمثل في الملك ، والقائمين بالبيعة وهم المواطنون ، والمبايع عليه وهو الشريعة الإسلامية ، تلك هي الشريعة التي يقرها كل الأطراف ولم يلحظ في خلال تداول السلطة في تلك المراحل أي اضطرابات تخل بالأمن ، أو تؤثر على الأمن من الوطن السعودي .

وهذا في تقديري من مميزات وخصائص المملكة التي وفقها الله لإتباع منهجه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
وجاءت زيارة الامير مقرن لسماحة المفتي وتقبيله لرأسه ,لتعيد لنا وترسخ تلك العلاقة الوطيدة بين الامام محمد بن سعود أل سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعا , على نشر التوحيد ومحاربة البدع في ارجاء الجزيرة العربية , والتي لازلنا بفضل الله تعالى ثم بفضل تلك الاتفاقية المباركة نحصد ثمارها من الامن العقدي والاجتماعي والسياسي, بل الامر تجاوز جزيرة العرب لتعم ظلال هذه الدعوة للعودة للدين الحق وتصل لمعظم انحاء العالم, وجاءت كلمات سماحة المفتي شافاه الله وهو على سرير المرض لتؤكد البيعة لسمو الامير مقرن ومن قبله خادم الحرمين ايده الله وسمو ولي عهده حفظه الله وانها على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ,وهذا مااكده سمو ولي ولي العهد الامير مقرن حفظه الله من ان البيعه سائره على منهجها (الكتاب والسنة) ولا أحد يحيد عنها, وقد تابع الجميع مظاهر الأسرة الواحدة بين سماحة المفتي وسمو الامير مقرن وبين المسؤلين واهل الحل والعقد وعامة المواطنين وهم يبايعون الامير مقرن بمختلف الوسائل,بينا عجزت الوسائل الديموقراطية في دول عربية وحتى اوربية في خلق مثل هذه العلاقة ,مع انها نجحت في ايصال صناديق الاقتراع للقرى والهجر ,حتى ان الفوضى التي تعم تلك الدول مع كل رئيس جديد اصبحت تمثل هاجس وخوف عند مواطني تلك الدول نتيجة لحالات القتل والفوضى التي تحدث,اما هذه البلاد المباركة والتي تحتضن الحرمين الشريفين وقلعة الاسلام ومهوى افئدتهم ونموذج الاسلام الصافي فلم ترض لنفسها وتغالط مبادئها الاسلامية وتخرج عن نهجها باستيراد انظمة اجنبية لتطبقها على مواطني بلاد الحرمين الذين ينظر اليهم اكثر من مليار مسلم على انهم القدوة الاسلامية الصحيحة ,ويعد نجاح التجربة السعودية في الحكم تأكيدا على قدرة هذه الشريعة الاسلامية على التماشي مع كل العصور لانها من عند الله تعالى ( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) الملك 14 وينبغي لكل مواطن سعودي ان يشعر بالفخر وان يرفع رأسه كون بلاده لم تستورد انظمة وضعية ,بل تطبق شرع الله الحنيف في كل مناحيها, ونتطلع ان تستفيد الدول العربية والإسلامية بل وحتى غير الاسلامية من تجربة المملكة الشورية السياسية, التي حققت الامن والاستقرار والتنمية , مؤكدة ان الدين والدولة ليسا خصمين او اتجاهين متضادين كما تصوره الحضارة الغربية,بل ان الدين الحق اساسى فعالا لنظام الحكم.

..تحية تقدير وحب للصقر العربي مقرن بن عبد العزيز الذي اقلق تحليقه كثير من الجرابيع والجرذان التي تنتشر في الداخل والخارج…[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى