المحليةنبيه العطرجي

اللِقَاءْ … والإنْطِبَاعْ

مودة الفؤاد

[COLOR=#FF003E]اللِقَاءْ … والإنْطِبَاعْ[/COLOR] نبيه بن مراد العطرجي
[JUSTIFY] أثبَتت الدِراسات العِلمية مِن خِلال بُحوث مِيدانية بِأن اللقَاء الأوّل بَين أيّ شَخصين ذُو أهمِية بَالغه لِهذا وذَاك ، فَهو يَطبع 70% أوْ أكثّر مِن الصُورة عَنك دَاخل الذَاكرة ، وَهي مَا تُسمى بالصُورة الذهنِية ، ويُفضل أنْ يَكون فِي مَكان عَام ، ويُستحسن أثنَاء مُناسبة إجتمَاعية ، لأنّ التَواجد ضِمن مجمُوعة كبِيرة مِن النَاس يَضمن لكْ الأمَان ، ويخففْ مِن الجمُود ، لأنّ هَذا اللقَاء يَترك فِي النّفس تَأثيراً قَد يَكون إيجَابي أوْ سِلبي ، ويَسهل تَحسين الإنطبَاع ، وتَغيير وجهَة النظَر فِي حَالة تَساوي مَراتبهمَا الدُنيوية ، ومَع تَعدد اللقاءَات يَستطيع أنْ يُبرر أحدهمَا للآخّر وجهَته أنْ كَان الإنطبَاع سِلبي لسهُولة اللقَاء بَينهما فِي أيّ وَقت يَريدون ، ويَتفهم كُلاً مِنهما الأخرْ ، وتَسير أيّام الحيَاة بَينهما بِجمالهَا الرَائع ، وقَد تَكون صَداقتهما فِي مَنزلة الأخُوة ، هَذا مَا يُمكن حصُوله بَين أفرَاد المجتمَع .

أمّا عِندما يَكون اللقَاء طبقِي فَالوضع يَختلف تَماماً عَن لقَائك بإنْسان مِن نَفس قَاعدة الهَرم ، فاللقَاء الأوّل الطبَقي والإنطبَاع النَاتج عَنه بَين أصحَاب المرَاتب العُليا وأسَاس قَاعدة الهرَم يَكون إنطِباع مَنقوش فِي الذَاكرة لَا يُمكن تَغيره لِعدة أمُور شَرحها لَا يَفيه مقَال مُحدد السطُور ، يَعرفها بِتجاهله ذَلك المسئُول الذَي لَا يَعرف كَيف يَمتص إندِفاع مَن ألقُوا بِمشَاكلهم إليه وَاضعين أملهُم فِيه بَعد الله ، فَتجدهم يَتفاجئوا بِإجَاباته التعَذرية التِي تَدل عَلى تَهربه مِن حَمل المسئُولية ، وإكتفَائة بِحمل اللقَب الوظِيفي فقطْ ، فَهذا اللقَاء وَرقه جُوكر للمسئُول يَكسبهَا بِلباقة الإجَابة ، والوعُود الوردِية التِي تُريح نُفوس أسَاس النجَاح ، فَالنجَاح لَا يَصنعه المسئُول وإنْ كَان مُتابعاً ، النجَاح قَرار أسَاس قَاعدة الهرَم الذِي يُبقي المسئُول فِي مَنصبة مُنعماً بمميزَات فَريدة .

فالإنْطباع الذَي يُنقش فِي ذَاكرة قَاعدة أسَاس الهرَم أنْت يَا صَاحب السعَادة مَن تَنقشه بَأفعالك خِلال اللقَاء الأولْ بَينك وبَيني عِبر قَناة تَواصل مُباشرة لَا وسيط فِيها ، فإنْ كَان إنطبَاع إيجَابي فَهو دلِيل الرجُل المنَاسب فِي المكَان المنَاسب ، وأنّه يَعي كَيف يَستطيع أنْ يَجعل القلوبْ تَحبه ، ولكنْ إنْ كَان إنطِباع سِلبي فلستُ بحَاجة للِقاء آخرْ ، وأكتفِي بآدَاء مَهامي عَلى الوجْه المطلُوب مُراعاة للأمَانة التِي كُلفت بِها ، وأحتَسب اجْري عِند الله .
وَمَنْ أَصْدَقْ مِنْ الله قِيلاً { وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }.
[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى