نسمع دائماً
هذه الحكمة ونرددها
مثل الببغاوات ” الجمال جمال الروح ”
ثم تجدنا نبحث
على عكس ذلك دون أن ندرك
معناها او نفهم ماذا ترمي له من المقاصد
فجعلت اغلب معشر الرجال
لا يقتنعوا بحواء التي لديهم
بل يسعون خلف كل ما هو برّاق
أحبتي :
الرجال هم السبب في الضحك
على عقول النساء حيث استغلوهن بطريقة بشعة
وللأسف
كانت النساء مشاركات لهم بقصد
او بغير قصد في هذا المقلب الكبير
منذ ان تولد الأنثى
تتشرب
في نشأتها الاولى ” كيف تلفت انتباه الرجل ”
فهي ترى أمها وأختها وقريباتها
يسعين لاسترضى الرجل بطريقة غبية ولا زال
هذا الحال مستمر و سيستمر إلى ما شاء الله
كيف يتم ذلك ؟
يتم ذلك عندما تقتنع ان الرجل
لا ينظر إليها الا من خلال
بوابة ” تفاصيل جسدها” فقط
فتعيش المسكينة أسيرة لهذه الرغبة
فلا تنام او تصحوا
الا في التفكير في مقاساتها أو ألوانها الخارجية
حيث يخيّل لها كل يوم أنه
– قد زاد وزنها
– أو تقصّف شعرها
– او كبرت أذنيها
– او صغر انفها
لذلك يجب
ان تعمل جاهدة لتبقى شابة يانعة
في عين خاطبها او زوجها ذو العينين الفارغتين
التي لا يملأها إلا التراب كما تعتقد
فتبدأ
رحلة البحث عن ديكور جديد تغير من خلاله نفسها
فنجدها قد قامت
– بسحق ” الخيار والموز والملوخية” في الخلاّط
ودعكت به وجهها من اجل نضارتها
فمن يراها يحسبها ” بوزو ”
.. وهذه نصيحة ..دكتور الطب البديل
– ثم دهنت شعرها
بزيوت تفوح منها رائحة نتنةتسبب شقيقة الرأس
من اجل التطويل والتنعيم
والتشقير .. وهذه نصيحة .. عطار الجميلة
– ثم نكست رأسها
على الارض رافعة ساقيها على الجدر
من اجل رشاقة الخصر وتنحيف الأرداف
وتقصير الرقبة .. وهذه نصيحة .. الكوتش طوني
– ثم قامت بتحميس
قطع الخبز البُر مع قليل من الشربة
من اجل التخسيس والمحافظة على الوزن
.. وهذه نصيحة .. مركز سنتري شنز
ناهيك
إن لم تهرع الى عيادات التجميل
من أجل
” التنفيخ والتلصيق والتمزيق والتحزيق ”
مرورا بجلسات الليزر كل ستة أشهر
أحبتي :
إنها مؤامرة على حواء بشكل منظم
اشترك فيها الرجل بكل تخصص
ممكن ان يتقنه سواء كان متعلم او جاهل
فالعطار والطبيب والمكانيكي والفوّال … الخ
كلهم اشتركوا
في غرس هذا الوهم في عقل الأنثى
حتى صدّقته وأصبحت مثل الدمية بين أيديهم
فبمجرد زوال تلك الألوان
او زيادة الوزن او ولادة طبيعية او قيصرية
يتم ركن المرأة على الرف والبحث عن اخرى
فتعيش تلك المكلومة
مترددة بين عيادات الطب النفسي والمشعوذين
من اجل ان تجد
ذاته المفقودة وتعود لاتزانها المختل
أحبتي :
لا فائدة من الجسد بدون روح
ولا فائدة من القلب بدون شعور
ولا فائدة من الحب بدون اخلاص
يجب على الأنثى ان تؤمن
بأنها ذات قيمة فتعتز بنفسها وامكاناتها
حتى ولو لم تعجب اي رجل
فهي خُلقت
من اجل ان تُحب وان تنحب
وليس من اجل متعة احد او رضاه
أنا لا أقول
للمرأة ان تهمل نفسها وزينها
ولكن لا تبالغ في اهتمامها
بطريقة توحي لمن يراها انها من سكان “زحل ”
للأمانة اغلب الرجال
لا يرون حقيقة الأنثى ومدى تضحيتها
وجمالها الكامن في روحها إلا بعد فوات الأوان
فمسكين
ذلك الرجل الذي تضحك عليه امرأة
بديكوراتها الزائفة ” فتلحس عقله وجيبه ”
ومسكينة
تلك المرأة التي يضحك عليها رجل
بمدح جسدها وافتتانه بتدويرتها وقوامها
همسة :
” الجمال جمال الروح ”
معناه
ان كان الحب مصدره الجسد .. فهو حب البهائم
وإن كان الحب مصدره الروح .. فهو حب ملائكي