المحليةنبيه العطرجي

السُنّة البَدِيلَة

[COLOR=#2806B9]مودة الفؤاد[/COLOR] [COLOR=#FF0000]السُنّة البَدِيلَة[/COLOR] نبيه بن مراد العطرجي
مكة المكرمة

[JUSTIFY]مَا أروع دِين الإسْلام ، فَهو دِين يَهتم بالفَرد خِير إهتِمام لِيسمو بِه فِي دُنيا الزَوال إلَى أعْلى العُلا ، فَيسر لَه كُل سُبل الخَير التِي يِمكنه مِنها أنْ يَجني الخَير الوفِير لِينعم بِه فِي يَوم يَفر المرءْ مِمن حَوليه ، والمسلِم الوَاعي القَويم يَحرص كُل الحِرص عَلى القيَام بِفضائل الأعمَال والعبَادات فِي هَذه الأيَام المبَاركة ، ويَستثمر كُل وقتِه فِي شَهر الخِير لِيربح وَافر الحسنَات ، ويَنهل مِن نَهره الجَاري خِلال هّذه الأيَام المعدُودات التِي تَزداد بِالشرف شَرف ، فَهذه الأيَام تَعود وهُو قَد لَا يَعود ، وكَان رَسول الله – صَلى الله عَلية وسَلم – يَمتاز بِصفة الجُود والكَرم والسخَاء التِي تُعتبر جُزء يَسير مَن مُجموع الصِفات التِي أتصَف بِها عَليه أفضّل الصّلاة والسّلام ، وفِي هَذا الشّهر الفضِيل المبَارك كَان صَلوات رَبي وسلَامة عَلية أجوَد مَا يَكون مِن غَيره مِن الشهُور ، ونَدب – صَلى الله عَليه وسَلم – أبنَاء أمتِه بِجهاد أنفُسهم للقِيام بِعمرة فِي شَهر رَمضان المبَارك لعِظم فَضلها ومقَامها الجَليل – وأنّ ثَوابها يَزيد بِزيادة شَرف الوَقت – كمَا لِغيرها مِن الحَسنات فِي أيْ يَوم مِن أيَامه دُون تَفضيل يَوم عَن غَيره ، أوْ لَيلة عَن لَيلة ، جَاء فِي الحَديث المرْوي عَنه صَلى الله عَليه وسَلم أنّه قَال : ( عُمرة فِي رَمضان تَعدل حِجة ) وفِي رِواية ( تَعدل حِجة مَعي ) وهَذا لَا يَعني أنهَا تُغني عَن رُكن الفَريضة الذِي هُو أحَد أركَان الإسْلام ، والأحَاديث التِي تُوضح فَضائل العُمرة فِي شَهر الرَحمة والعِتق مِن النِيران وغَيره مِن بَاقي شُهور العَام يَصعب حَصرها فِي هّذا المقَال الوجِيز ، واليَوم ونَحن فِي هّذه الأيَام المبَاركة التِي نَبكي فِيها عَلى رَحيل كُل يَوم مِنها ن ويَتمنى جَميع أبنَاء الأمّة المحمَدية أنْ يَكتب الله لَهم آدَاء القِيام بِعمرة فِي أحَد أيَامها لِيكسبوا ثَوابها العَظيم ، وأجْرها الوفِير ، ومِن رَوعة دِيننا الحَنيف أنْ أوجَد أعمَال دِينية تُوازي فِي الثوَاب الأعمَال المندُوب لهَا تَخفيفاً عَلى المسلِمين والمسْلمات ، فَمن صَلى الصُبح فِي جَماعة كمَا جَاء الحَديث الشرِيف الذَي رَواه أنَس بِن مَالك – رَضي الله عَنه – أنَه قَال : قَال رسُول الله صَلى الله عَليه وسَلم : ( مَن صَلى الصُبح فِي جَماعة ثُم قَعد يَذكر الله حَتى تَطلع الشَمس ، ثُم صَلى رَكعتين كَانت لَه كَأجر حِجة وعُمرة ) فسُبحان الله وَقت وجَيز بَلا مَشقه لَا يَتجاوز السَاعة ونَيف مِن الدَقائق نَجني مِنه ثَواب عظِيم .

فَعلينا أنْ نَأخذ بِالسنن البَديلة اليَسيرة التِي لهَا مِن الثوَاب والأجْر مَا يُعادل سُنن فِيها مَشقات مُتعددة ، فَما أعظَمة مِن خَالق كَريم مُدبر للأمُور يُكرم عِباده بِالخير الكَثير مُقابل جُهد بَسيط يَقوم بِه ، ويُضاعفه لَه أضعَاف مُضاعفه فَعن أبِي هُريرة – رَضي الله عَنه – قَال : قَال رَسول الله صَلى الله عَليه وسَلم : ( كُل عَمل إبنِ آدم يُضاعف ، الحَسنة بِعشر أمثَالها إلَى سِبعمائة ضِعف …. ) فَرحمة الله عَلى عِباده وَاسعة ، والقبُول غَاية العِبادة ، والحِرص عَلى نَوافل العِبادات هَدف المؤمِن التَقي .[/JUSTIFY]

——————

[COLOR=#F62509]مقالات سابقة[/COLOR] [url]https://www.makkahnews.sa/articles.php?action=listarticles&id=45[/url]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى