المحليةالمقالات

من يربي أطفالنا؟

[COLOR=#FF0F00]من يربي أطفالنا؟[/COLOR] بقلم: ماجد الصاعدي

[JUSTIFY]كنت أعتقد بل وأجزم في السابق بأن الوالدين هما المشرب الوحيد لتربية الأبناء وكنت أقول في نفسي عندما ارى الطفل وقد بدى منه بعض التصرفات الخاطئة، ببساطه والداه لم يحسنا تربيته.

مع مرور الوقت أدركت أن هناك وسائل عديدة تشاركنا في التربية. فلم يعد الوالدين هما المصدر الرئيس للتربية كما كنت اعتقد فالأقران لهم دور كبير وبالغ اﻷثر في تربية الطفل فهو يحاول اﻹنتماء لجماعة معينه ومحاكاة سلوكهم وقد يكون صحيحا أو يكون خاطئ. فيتقمص شخصية أحدهم ويكتسب منه بعض الصفات ﻷنه اﻷقوى بينهم أو ﻻنه القائد لهم.

وللمدرسة بكل مكونتها من معلمين وإدارة ومبنى ومنهاج تأثيرها الكبير في تشكيل سلوك اﻷبناء. فقد يزرع معلم فيه مبدأ الصدق – على سبيل المثال ﻻ الحصر – بينما يهدم معلم أخر هذا المبدأ “بدون قصد” بتصرف أو بقول معين.

المسجد ودوره التربوي “المفقود” في زمننا الراهن ، فهو للصلاة فقط. يفتح قبل الصلاة بدقائق ويغلق بعدها مباشرة. كان المسجد في السابق النواة الأولى للتربية فكان صلى الله عليه وسلم يعقد الاجتماعات ويقابل الوفود وينصح ويعلم ويوجه ويربي في المسجد ولنا في قصة الرجل الذي بال في المسجد خير شاهد.

ومن أهم وأخطر وسائل التربية وسائل الاعلام الحديثة وما قد تغرسه في الطفل من هذه الوسائل سلبا أو ايجابا مما يؤثر على شخصيته وسلوكه وتربيته، بل وقد يصارع للتشبث بهذا السلوك أو ذاك.

فقنوات التلفاز والإنترنت و وسائل التواصل الحديثة كلها تشاركنا التربية، شئنا أم أبينا بعلمنا أو بغير علمنا. فلم نعد قادرين على السيطرة أو التحكم بما يشاهد ابنائنا في منازلنا.
وقد يتحول بعض المشاهير مما يشاهده أبنائنا من فنانين و لاعبي كرة القدم الى قدوه ” مربية ” تشاركنا تربية اﻷبناء وأنظر من حولك في شبابنا وأبنائنا ستجد حتما من يقلد هذا القدوة “لديه” في قصة شعرة أو ملابسة بل حتى في مشيته وشكله.

هنا يأتي دورنا كآباء في التوجيه – والتوجيه فقط – فلا تستطيع اجباره علي شيء هو غير مقتنع به وﻻ من منعه من شيء هو يريده. نحن غير قادرين على اجباره على محاكة قدوة ما أو الانضمام الى جماعة ما او متابعة هذه القناة دون تلك، ولكنك تستطيع مساعدته في اختيار الصحبة الصالحة والقدوة الحسنة وتنمية المهارات الحياتية لديه ورعايتها وإشغال وقت الفراغ لديه بما ينفعه حتى يكون منتجا لبلده ﻻ عالة عليه.[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى