مودة الفؤاد
[COLOR=#FF0F00]وَقَربَ الرّحِيلْ[/COLOR] نبيه بن مراد العطرجيمكة المكرمة [JUSTIFY]بِشوق وإشتِياق كَان إنتِظار قدُومه ، ففَرحت القلُوب عِندما لَاح فِي السمَاء مَقدمة ، وغَدا الجمِيع يَتنعم فِي خَيراته بَين قَارئ ، وصَائم ، ومُنفق ، وقَائم ، وأصَبحت المسَاجد بِالخلق عَامرة ، والألسُن للذِكر تَالية ، والخَير يَغمر الجَميع ، فَهو شَهر مُبارك فِيه الخَير الوفِير ، تَعاقبت أيَامه دُون مَهل فلمْ يَمكث معنَا سِوى أيَاماً مَعدودات حتَى أنقَضت أيَامه الجَميلة سَريعاً ، وأنطَوت ليالِيه العَطرة كَلمح البَرق لِيعلن قُرب الرَحيل ، ولمْ يَبقى مِنه سِوى أفضَل لَياليه وليَالي العَام المبَاركات ، ليَالي فِيها لَيلة خَير مِن 1000 شَهر ، لَيله بِماء العَين تُشترى ، لَيله تَحث عَلى العَمل الدَؤوب لِنيلها فَتسعد مَن قَامها إيمَاناً وإحتِساباً ، فَحق لنَا أنْ نَذرف الدَمع عِند ودَاعه ، ونَحزن عَلى فِراقه ، فَهو شَاهد لنَا أوْ عَلينَا ، وهُو يَعود ، ونَحن قَد لَا نُدركة فِي الأعوَام القَادمة.
وقَبل الرحِيل يَجب عَلينا أنْ نَقف مَع أنفُسنا وقفَه صَادقة ، ونُحاسبها مُحاسبة جَادة لِيعرف كُل وَاحد هَل عَمر شَهر الخَير بِالخير فَيستمر السَير فِي سُبل تِلك الطاعَات مَا تعَاقب الليلْ والنَهار ، أمْ أنّه مِن المقصرِين الذِين أضَاعوا غَنيمته البَاردة ، فيَسرع ويُشمر عَن سَاعديه ، ويستَثمر مَا بَقي مِن أيَامه وليَاليه لعَل الله أنْ يَكتب لَه قِيام لَيلة القَدر فَيكون مِمن أنعَم الله عَليهم بِالخير الكثِير ، ولودَاع شَهر القرآن والرحْمة والغُفران والعِتق مِن النِيران ، الشَهر الذِي يُعد مَدرسة جَامعة لإصْلاح القُلوب ، والنفُوس ، والتنَافس فِي شَتى الطَاعات ، وجَميع منَاحي الحيَاة عَزاء لِلنفس التِي أستَقبلته بِنية التَوبة الصَادقة ، والصلَاح ، والإصْلاح ، والتَغيير ، والمشِي عَلى النَهج المنِير ، للنَفس التِي تَلذذت بِحلاوة المنَاجاة فِي الأسحَار ، وتَذوقت طَعم فضَائلة وخَيراته.
فَلحظة الودَاع الأخِيرة لَا تُنسى عِندما يَرتفع صَوت المنَادي فِي آخر مَغرب لَه فَتسكب العبَرات تَحرق الوجنَات لأنّ النَفس لَا تَدري مَاذا كُتب لهَا فِيه .
دُعاء : اللهُم تقَبل مِنا الصيَام والقيَام ، وأحسِن لنَا الختَام ، وأجبِر كسرَنا عَلى فِراق شَهرنا ، وأعِده عَلينا أعوَاماً عَديدة وأزمنَة مَديدة ، وأجعلنَا فِيه مِمن عَتقت رِقابهم مِن النَار ، وكتَبتنا مِن المقبُولين الفَائزين .[/JUSTIFY]
———————————–
[COLOR=#FF1F00]مقالات سابقة[/COLOR]
[url]https://www.makkahnews.sa/articles.php?action=listarticles&id=45[/url]