الأستاذ أحمد الشقيري يمتاز بإسلوبه السلس والبسيط والقريب للنفس والعقل وهذه أحد أهم أسباب جذب المشاهدين لمتابعة خواطر طوال تلك السنين العشر الماضية والتي جعلته يصبح مظهر من مظاهر رمضان .
مواضيع خواطر تركز على التمنية المجتمعية وربطها بالسلوكيات الدينية التي حثنا عليها الإسلام والتي نفتقر إلى ممارستها وهي ربما أعمال يسيرة وسهلة لو كُنّا نطبقها ولكننا أهملناها بسبب تسارع عجلة الحياة وعدم إعطاءها أي أهمية .
ينبهنا الشقيري في كل أجزاء خواطر أننا يجب أن نُسَيّرَ حياتنا بالدين فالدين هو الحياة من خلاله نستقي أخلاقيتنا ومبادئنا فالغرب لم يسبقونا لأنهم الأفضل بل لأنهم يهتمون بأدق التفاصيل الصغيرة أما نحن المسلمون فنعيش حالة فوضى مستمرة وأمورنا الحياتية تسير بالبركة .
نبينا الكريم ترك لنا كنز من التعاليم التي تجعل من حياتنا منضبطة وبعيدة عن العشوائية ، لكن أغلبنا يفضل الراحة عن بذل مجهود ولو بسيط في إنجاز أعماله .
بلادنا تحتاج لسواعد شبابية تعمل بأمانة وتطبق مبدأ الإحسان لكي تنهض بالمجتمع.
أمثال الشقيري وغيره من الشباب الغيور على مصلحة المجتمع وانتاجيته وتقدمه لابد أن تكون له يد طولى في تنميته وأن يكون لهم دور بارز في المشاركة بالنهوض بهذا المجتمع وطمس كل سلوك سلبي يعمل على تأخره والرجوع به للخلف .
لماذا لا يكون لدينا وزارة للتنمية أسوة بجيراننا في الخليج والدول العربية تعني بتنمية المجتمع وتغذية الوزارت الأخرى بكل مايساعد على نموها وتطويرها ويكون وزيرها شابا ذو مبادئ اسلامية صحيحة وعقلية مستنيرة داعمة للشباب وصاحب فكر إبداعي ويفرض على كل وزارة لها علاقة بالتنمية تنفيذ مشاريعها وفق معايير الوزارة .
الشقيري لم يأتي في برنامج خواطر بالشيء الصعب المستحيل ولم يكن مثاليا كما وصفه البعض ولم يعرض علينا تجارب غريبة كل ما كان يظهره لنا هي أخلاقنا الإسلامية وشعائرنا الدينية التي أهملنا ممارستها فأعادتنا لعصور من الجهل والتأخر والظلام ، وأدركها غيرنا وأهتم بها ورعاها لأنه وجد فيها نجاته وصلاح أمره فياليتنا نتعظ ونعتبر ونتحد لأننا متفرقين نسقط.
لذلك لابد من أن نبدأ بأنفسنا لنتغير ونُغير ولا نكون من الأخسرين أعمالا كما قال تعالى:( الذين ضلَّ سعيُهُم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).[/JUSTIFY]