صناديق واصل وصلت وياليتها ما وصلت. تم تركيبها وترقيم المنازل وبشرنا بخدمة بريدية لم يسبق لها مثيل .قالوا لنا فقط ضع معاملاتك الحكومية في صندوق الصادر ودع الباقي لنا.
يعتبر البريد شريان الحياة في الدول والمجتمعات فمع انقراض أغلب وسائل الاتصال التقليدية الا أن البريد ظل متشبثا بالحياة وبقوة. فلا يمكن لأي مؤسسة الاستغناء عنه حتى مع وجود منافسه البريد الالكتروني. فكرة واصل كانت ثورة “في مجتمعنا” لو طبقت بالشكل الصحيح. ولكن ما حصل كان إما استعجال أو اضمحلال للفكرة, فلو ان الخدمة قدمت مع الاستفادة من كل الخدمات الحكومية بمعنى أنك عندما ينتهي جواز السفر تضعه بكل ثقة في الصادر ويذهب مع الموظف المختص في تناغم وانسجام مع كافة الدوائر الحكومية والخاصة فتوفر الجهد والمال والوقت للمواطن. وقس على ذلك البطاقة الشخصية وخدمات المرور وفواتير الكهرباء والماء والجوال.
طبعا لن أدرج بطاقات الائتمان أو حتى بطاقة الصراف الآلي لأن البنك يخبرك بكل صراحة وشفافية اننا ﻻ نتعامل مع واصل. وعند أي معاملة لديه يجبرك على عنوان بريدي لك, مما يجعلك إما ( تتسلف) بريد جارك أو تختلق عنوان بريدي جديد
ما حصل الآن يمكن تداركه وأن تصل متأخر خيرا من أن ﻻ تصل. ﻻ يمكن رؤية هذه الصناديق وقد أصبحت بقايا صناديق تشوه المكان, أو مكان لحفظ النعمة أو لعبة للأطفال. كلفت هذه الصناديق الدولة الملاين من الريالات حيث بلغت التكلفة الاجمالية لها 800 مليون ريال أي حوالي 198 ريال للصندوق الواحد, والحل بسيط لا يحتاج الى عقلية عبقرية أو خبراء من الخارج للتباحث والتشاور وعرض النتائج والتوصيات, فقط – فعلوا واصل.[/JUSTIFY]