المحليةالمقالات

سلام ياجاري

[COLOR=#FF1700]سلام ياجاري[/COLOR] صالحة عبدالله

[JUSTIFY]سلام ياجاري أنت في حالك وأنا في حالي لا أعرف إلى أي مدى وصلت حالة صاحب هذا المثل من الأذى وهل كان لديه جار من الأساس يؤذيه أم أنه شطر بيت لقصيدة هزلية لشاعر متسكع في إحدى المقاهى الشعبية .

ليتني أعرف أساس هذا المثل لأقول له ألم تسمع بحديث الرسول مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه .
نحن في زمن الأبواب الموصدة والنوافذ المغلقة والشوارع التي اتسعت وضاقت بمن يسيرون فيها أخذتنا مشاغل الحياة عن كل شيء حتى عن أنفسنا وأصبحنا نفضل الهدوء والعزلة .

نتنقل من منازل إلى أخرى لم نعد نذكر منازل كنا فيها بل العكس نحاول جاهدين نسيان كل مايتعلق بتلك الآثار الدارسة وتجاهل حتى شوارعها ونسيان كل الدروب الموصلة إليها.
عند انتقالنا لمنزلنا الجديد وقبل الخروج من حارتنا القديمة ذهبت لتوديع جاراتي وصديقات الطفولة اللاتي قضيت معهن أجمل لحظات العمر وأكثرها سعادة أسكتتنا الدموع وحبست أنفاسنا لحظات الوداع ، رغم أنني كنت متفائلة قبلها بأنه سيكون لديّ جيران جدد، صُدمت ببيوت كثيرة وأمام كل منزل سيارات كثيرة أيضا لكنني لا أرى أرواحا تسير على الأرض ولا أعلم متى تتحرك هذه السيارات .

في المبنى الذي أسكن فيه استمع كل يوم لصفير الرياح يصعد وينزل على سلالم العمارة .وأنظر من خلف زجاج شباكي فلا أرى نوافذ مشرعة ولا حتى غسيل منشور على أسطح المنازل الكبيرة ؛لا أشعر سوى بالهدوء. أسأل نفسي أين هو ذلك الجار الذي سأورثه؟

مفهوم الجيران مفهوم بدأ يتلاشى ويقتصر على القاء التحية من بعيد بإسلوب الإشارة ، لا مشاركة ولا تعاون ولا إحساس بجار مريض أو واقع في مشكلة كل منهم في حاله كما قال صاحب ذلك المثل المشئوم والذي كان هو بداية هذه الكارثة الإنسانية التي تلغي أهم مظهر من مظاهر مكارم الأخلاق وحسن الجوار . لكنني والحمد لله وُهبت جيرانا كانوا بمثباة طوق النجاة من تلك الوحدة الهادئة سُعدت بقربهم واستأنست بحديثهم بعد زيارتهم قلت في نفسي سلام لجاري لاتتركني في حالي ولن أدعك في حالك بل سأتشبث بصحبتهم وأعيد أيام الطيبين كما يقول جيل اليوم.التعامل الحسن والكلمة الطيبة تولد الجيرة الحسنة وتكفل لك الأمان وأنت تشعر بأنك بالقرب ممن سيكون عونا لك لو تكالبت عليك ظروف الحياة واِحتجت لمن يقف بجانبك في أزمة طارئة .

لستُ مع صاحب المثل ولا مع من يقول ( محد لأحد في هذا الزمان ) ونحن أمة خير كما قال ﷺ الله عليه وسلم ( أُمتي كالمطر، لا يدري الخير في أوله أو في آخره ) ، لكنني مازالت لا أعرف أين هو الخلل وماالذي غير مفهوم الجار وأبعدنا عنه. نسأل الله السلامة في كل أمر وأن يسخر لنا من عبادة الطيبين .[/JUSTIFY]

—————————————

[COLOR=#FF0F00]مقالات سابقة[/COLOR] [url]https://www.makkahnews.sa/articles.php?action=show&id=2487[/url]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى