المحليةالمقالات

حتى لا نكون عالة على الناس

[COLOR=#FF2600]حتى لا نكون عالة على الناس[/COLOR] ماجد الصاعدي

[JUSTIFY]بين الرفوف في المحلات التجارية تجد بضاعة شتى من أصقاع المعمورة. فبين المنتج الأوربي والأمريكي والصيني والوطني (القليل) تحتار في الاختيار. و كأي شخص أثق دائما في المنتجين الأول والثاني رغم ارتفاع سعرهما, وأحب – الصيني – لرخص سعره مع العلم أنه بنسبة كبيرة قد ﻻ يعمل بعد خروجه من المحل مباشرة أو قد ” يجمل ” معك شهر أو شهرين وربما أكثر بقليل. وأتسأل دوما, لماذا كل شيء إلا الوطني؟

يعتز الشعب الياباني بالمنتج الوطني رغم ارتفاع سعره عن السلع المستوردة, وكان ﻻ يقبل ( من تلقاء نفسه ) أن يشتري سلعة أجنبية والبديل الياباني موجود بل يعده خيانة للوطن. فدعم المواطن منتجه الوطني حتى أصبحت اليابان في صدارة الدول المصنعة, فغزت السلع اليابانية العالم لجودتها العالية.

توجد عندنا صناعات وطنية ناشئة, مثل صناعة الأجهزة المنزلية و صناعة الاثاث والزجاج . علينا فقط لعب الدور الايجابي بتشجيعها ودعمها, المواطن قبل الدولة, فبدلا من أن اقوم بشراء سلعة معينة أجنبية استبدلها بالمنتج المحلي و الذي هو ليس بجودة الفرنسي ولا الامريكي. ولكني بهذه الطريقة اساعد في زيادة المبيعات ومن ثم زيادة الإنتاج وتحقيق فوائد وأرباح للشركة أو المؤسسة الوطنية. والتي يتوقع منها بعد ذلك كرد للجميل أولا، وثانيا المحافظة على العميل دراسة السلعة مرة اخرى وعمل التحسينات عليها ورفع كفاءتها.

الدولة من جهة أخرى عليها دور مهم, فلو فرضت على الدوائر الحكومية استخدام المنتج الوطني, أنا على يقين وثقة سوف تكون جودة هذه المنتجات عالية جدا ومن ثم نقول لدينا صناعة وطنية نفخر بها. أعطي مثال عدد المدارس عندنا قرابة 34 الف مدرسة وجامعاتنا ( الحكومية فقط ) 25 جامعة, فلو اجبر المدراء والمسؤولين على شراء المنظفات المنزلية و الاثاث و المكيفات و الادوات القرطاسية الوطنية, لك أن تتخيل الارباح التي ستحققها مؤسساتنا الوطنية. من ناحية اخرى ما توفره هذه الشركات من فرص العمل للشباب السعودي, فضربنا عصفورين بحجر واحد.

هي مسألة ثقة بين المنتج والعميل. علينا أن نزرع هذه الثقة في منتجنا الوطني, وإلا سوف نكون عالة على العالم، نستهلك ولا ننتج.

وحتى لانظلم المنتج الصين, هناك عدة خيارات للتجار, فنفس السلعة تجدها بعدة أسعار تبعا لجودتها, ولكن جشع ( بعض ) تجارنا يجعلهم يختارون الأردى جودة والأرخص ثمنا, ومع الأسف يسمح لها بالدخول.

يبقى تساؤل أخير! ما ذا نفعل اذا – ﻻ قدر الله – جفت منابع بترولنا؟ ماهي الصناعة البديلة التي نتقنها وسوف نعيش من ورائها؟
[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى