( مدخل )
عندما ننظر للمدرسة بشكلها الحالي لابد لنا أن نتساءل كيف وصلت المدرسة إلى شكلها الحالي … اثنا عشرعاما من التعليم منها ست سنوات للمرحلة الابتدائية وثلاث سنوات للمرحلة المتوسطة وثلاث سنوات للمرحلة الثانوية وعند معظم الدول المتقدمة تعتبر المرحلتان الابتدائية والمتوسطة فرضا تعليميا إجباريا ضمن قانون الدولة الرسمي .. لكن عند النظر للتاريخ الإسلامي نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة رضوان الله عليهم وهم يستمعون إليه ويسألونه حتى يتعلموا أحكام الدين وتعاليمه … ثم بعد ذلك ظهر الكتّاب وانتشر مع انتشار المسلمين حيث الوسيلة المثلى لتعليم الصغار القرآن الكريم وحفظه … ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما حث على التعليم وكلف كل أسير من أسرى الحرب بعد موقعة بدر بتعليم أثني عشر طفلا من أطفال المسلمين على سبيل الفدية .وكان الكتاب يتكون من أدوات الدراسة المتمثلة في المصحف الشريف وعدة ألواح وعدد من الدوي والأقلام ويفرش بالحصير ويجلس الصبيان متربعين حول المعلم يبدأون بالتعليم وهم في سني الخامسة أو السادسة لحفظ القرآن الكريم بأكمله أو جزء منه إضافة إلى تعلم القراءة والكتابة وشيء من الحساب… أما المدرسة بشكلها الحالي فذكرت بعض المصادر أنها بدأت في العهد العثماني في بورصة وأدرنة ثم تطورت إلى أوربا وآسيا وأمريكا حتى وصلت إلى ما وصلت إليه .وهو الأمر الذي يجعل الآباء والأمهات والمجتمع بشكل عام يأتمنون أغلى ما لديهم وهم أبناؤهم وبناتهم ليقضوا كل هذه الساعات الطوال في المدارس وربما يبقون في المدرسة مع المعلمين والمعلمات ويجلسون معهم مددا تفوق مايجلسونه مع والديهم وأقربائهم .
ومن هنا جاءت أهمية التربية والتعليم في المجتمعات في زرع القيم واكتساب السلوك الحسن . وكان الدكتور محمد الرشيد وزير التربية والتعليم الأسبق رحمه الله يردد في لقاءاته وأحاديثه بأن وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة ويضرب المثل في القديم قبل البنوك عندما يكون لدى الناس مال يبحثون عن أشد الناس أمانة ونزاهة لوضع المال لديه ثم يتجه للمعلمين قائلا وهل هناك أغلى من المال سوى الأبناء والبنات حيث يحضرهم أولياء الأمور أمانة لديكم.
[CENTER]( التربية والمجتمع )[/CENTER]
جاء حج عام 1415 مع إحدى الحملات مناسبة طيبة للتعرف على معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد (رحمه الله) حيث كنا في المخيم متجاورين بالصدفة وكان الشيخ عبدالله بن جبرين) رحمه الله) محدث ومفتي الحملة والشيخ عادل الكلباني إمام الحملة ..
وكانت فرصة للتحدث مع الدكتور الرشيد الذي كنت أعرف عنه الكثير وأقرأ له وكانت لي مقابلة معه في بداية عملي الصحفي في جريدة الرياض عام 1403 أثناء عمله مديراً عاما لمكتب التربية العربي لدول الخليج العربية وكانت مقابلة صحفية قصيرة ثم هاتفته عام 1414 تقريبا وهو في لوس أنجلوس لتقديم التهنئة بتعيينه عضوا في مجلس الشورى في أول دورة له وأخذ تصريح لصحيفة عكاظ حيث كنت أعمل نائبا لرئيس تحرير عكاظ في المنطقة الوسطى وبالتالي معرفتي به قصيرة جدا ولكن في الحج توطدت العلاقة من خلال حسن ظن أبي أحمد بالناس وتقديره لإلمامي بمجال العلاقات والإعلام من خلال المناقشات وبالذات في وقت المشي الذي وطد العلاقة بيننا .. .وبعد ثلاثة أشهر صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين معاليه وزيراً للتربية والتعليم فاتصلت به مهنئا ففاجئني بطلب العمل
معه في الوزارة كونه يحتاج لمن يعمل معه ..
وكنت حينها قد باشرت العمل في كلية الملك خالد العسكرية بعد انتهاء إعارتي لصحيفة عكاظ وكنت متوجها لإجازة عائلية اضطررت لإلغائها والتوجه يوم السبت لمكتب الوزير حيث أعلن النبأ يوم الأربعاء وكنت أول من عمل معه من خارج الوزارة .. .وأذكر أنه قال لي بعد عام تقريبا إن كل من اتصل به وبارك له وكان هناك مجال لكي يعمل معه فقد عرض عليه العمل وأن الأكثرية كما قال _ كانوا يسألون عن المميزات المادية والمعنوية إلا أنت فقد جئت وباشرت فوراً معي فلماذا فعلت ذلك … قلت له إن الدولة رعاها الله عندما أصدرت قرارها بتعيين رجل تربوي مثلك فهذا يعني أن لديها الرغبة الجادة في تطوير التعليم وبالتالي أحظى بشرف أن أكون مسهما في هذه المرحلة التاريخية الهامة والعمل مع قيادي متميز مثلك أما الحوافز فأنت معروف بتشجيعك للناس وتقديرك لعملهم ولن تبخسني أو غيري حقوقهم … وفعلا كانت مرحلة مهمة شاركت الوزير في رحلاته الداخلية والخارجية ومنحني الفرصة للتعرف على الميدان التربوي والاطلاع على تجارب الدول الأخرى حيث زرنا اليابان وكوريا وماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة وغيرها بالإضافة للمؤتمرات الإقليمية والعربية والدولية .. .وهنا أذكر هذا الكلام لتبيان أهمية التربية والغالبية يعرفون تقرير أمة في خطر الذي أعد في الولايات المتحدة الأمريكية بعد تأخر التعليم النسبي هناك .. .وساعدت هذه التجارب في زيارة المدارس والالتقاء بالمعلمين والمديرين وخبراء التربية هناك حيث إن مهنة المعلم من أهم المهن ولا يدخلها إلا المتميزون وبعد اجتياز اختبار رخصة معلم التي تجدد كل خمس سنوات , كذلك المدير الذي لابد أن يكون قد خدم عشرين عاما كمعلم ثم وكيل لمدة عشر سنوات وبعدها لابد أن يجتاز دورة في الإدارة المدرسية مدتها سنتان ثم يعمل مديرا لمدة أحد عشر عاما حتى يبلغ الخامسة و الستين من العمر وهنا يكون هو وزير التعليم في المدرسة له كامل الصلاحيات وله كل الاحترام والتقدير .
وفي اليابان كان اللقاء مع وزير التربية في اليابان هاما كونه أجاب عن أهم ما تهتم به المدرسة في اليابان فقال (الأخلاق ( فكان هذا مثار استغراب أن يتحدث هذا الياباني عن الأخلاق ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول )إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق (فقلنا ماهي الأخلاق ؟ قال الصدق والأمانة واحترام الوقت والنظام واحترام الكبير والعمل مع الجماعة دون فردية أو أنانية ..والتسامح .. وعدم الغضب …ومساعدة الناس…… قلنا هذه تعاليم الإسلام والدين المعاملة ..ولكن ماذا عن المعارف والعلوم ..؟
قال : هذه يتعلمها الطالب مع الزمن ومن مصادر متعددة للتعلم … لكن القيم والأخلاق لابد أن يتشربها منذ الصغر ويتقيد بها.
وعدنا بعد عدة زيارات ومؤتمرات ليتأكد لدى وزير التربية والتعليم و من هم حوله ويؤمنون برؤيته بأن التربية أساس مهم في تغيير المجتمعات وتنمية الأوطان إذا صدقت النية وأخلص الجميع . وقد تم تأليف كتاب اشتركنا فيه عن تجربة التربية في هذه الدول قام معالي الوزير بتقديمه لكبار المسئولين من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء والمختصين والمهتمين حيث رصدنا أهم التجارب هناك وقد بحثت عن نسخة من هذا الكتاب في أقسام الوزارة قبل أربع سنوات فلم أجد له أثرا وتم كتابته في عام 1418 للهجرة تقريبا.
[CENTER]( الهوية الوطنية )[/CENTER]
من الأمور المهمة في التربية التأكيد على الهوية الوطنية للمتعلم وهذا مؤكد عليه في أهداف المدرسة السعودية وكان الأمر واضحا منذ سنوات طويلة وفي المرحلة العمرية التي درست فيها في التعليم الابتدائي من عام 1386 إلى 1392 للهجرة وكنا طلبة نبدأ يومنا بتحية العلم وترديد هتافات وطنية يتم فيها تأكيد الولاء لله عز وجل ثم المليك والوطن وعلى تميز المملكة العربية السعودية وما بها من نمو وخير ونظرة طموحة وعلى عقيدتها الإسلامية السمحة كونها بلد التوحيد وبلد الحرمين الشريفين وبلد العقيدة السمحاء … ولكن مع مرور السنوات تعرض التعليم لهجمات مؤدلجة بعد دخول الحزبيين الحركيين في مواقع مهمة في التعليم ممثلا في التطوير التربوي وتأليف المقررات المدرسية والنشاط الطلابي والأشراف التربوي والإدارة المدرسية فكان لهم سطوتهم وتأثيرهم على هذه الهوية الوطنية وتأثر بهم عدد من العاملين في الميدان التربوي بحسن نية أو بسوء نية وبدأ ذلك ينعكس على المدرسة وأنشطتها وأصبحت الهوية أشمل وأعم بالانطلاق بمفهوم الأمة وتذويب الولاء الوطني المحلي فارتبك مفهوم الهوية عند الطلبة وتأثر ت اقتناعاتهم بواقع معرفة تاريخ ومناطق وهوية وطنهم فسهل اختراقهم وأصبحت المدرسة في بعض جوانبها وسيلة لزرع الفكر المتطرف واختطاف الناشئة وزرع الأفكار الحزبية في أذهانهم وكان من الممكن التأكيد على الهوية الإسلامية لهذا الوطن دون تهميش الهوية الوطنية وهذا ما وصفه الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الداخلية السابق (رحمه الله) في حديث صحفي مع الأستاذ أحمد الجارالله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية ونشر في جميع وسائل الإعلام وكنت حاضرا لهذا الحديث بين سموه والأستاذ الجارالله حيث قال سموه) المناهج مافيها شيء لكن ننظر على أن هناك علوما كثيرة قد طرأت والمطلوب أن يتخرج الطالب من الثانوية مسلما حقيقيا يعرف ما يجب عليه وما الحلال والحرام ويعرف كيف يبر بوالديه وكيف يتعامل مع ذوي رحمه ومع الناس … هذا من الناحية الدينية إذ ليس مطلوبا منه أن يكون قاضيا أو مرشدا إذا ما تخرج و اختار أن يتخصص .. فهناك كليات متخصصة وكذلك في العلوم غير الدينية كما أن الرياضيات فيها كثافة أكثر من اللزوم ونظرا لأن العالم يتغير في مناهجه الدراسية لجهة عدم الحفظ لأداء الاختبارات وباتجاه الفهم والاستيعاب نرى أن المواطن عندما يتخرج من الثانوية يكون إنسانا قادرا على أن يعيش في هذا الوقت يتوقف ويسأل نفسه إما أن يحصل على تحصيل علمي في تخصص علمي أو أدبي أو تدبير أمره بما توصل إليه من درجات علمية … المناهج جيدة وتتطور لكن خارج إطار هذه المناهج هو الذي يجب أن نراقبه خصوصا ذلك الذي يدخل في إفتاء غير فهيم وعلم غير حكيم .
(و يواصل سموه رحمه الله) ومن خلال عملي كوزير للداخلية منذ ثلاثين عاما مارسنا الحزم حيث نقضي على أشياء قبل أن تحدث ومن أسوأ ما حدث لنا أثناء تحملي المسؤولية هو الاعتداء على الحرم الذي أنهيناه في أسبوعين كان لهذا الاعتداء وللأسف بوادر لكنها لم تكن تصل إلى حد أنه يمكن الاعتداء على الحرم وللأسف كانت مراجع المعتدين ومصادرهم من الكويت دار الطليعة التي كانت مصدر كتبهم إلى جانبهم تنظيمات أخرى ممن تأثروا بالإخوان المسلمين ومنهم من تأثر بجماعة التبليغ لكنني أقولها من دون تردد أن مشكلاتنا وإفرازاتنا كلها وسمها كما شئت جاءت من الإخوان المسلمين وأقول بحكم مسؤوليتي بأن الإخوان المسلمين لما اشتدت عليهم الأمور وعلقت لهم المشانق في دولهم لجأوا إلى المملكة وتحملتهم وصانتهم وحفظت حياتهم بعد الله وحفظت كرامتهم ومحارمهم وجعلتهم آمنين …..
إخواننا في الدول العربية الأخرى قبلوا بالوضع وقالوا إنه لا يجب أن يتحركوا من المملكة … استضفناهم وهذا واجب وحسنة بعد بقائهم لسنوات بين ظهرانينا وجدنا أنهم يطالبون العمل فأوجدنا لهم السبيل ففيهم مدرسون وعمداء … فتحنا أمامهم أبواب المدارس وفتحنا لهم الجامعات …. ولكن للأسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة فأخذوا يجندون الناس وينشئون التيارات وأصبحوا ضد المملكة .. والله يقول ) وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان( هذا ما نعرفه لكن في حالهم الوضع مختلف على الأقل كان عليهم ألا يؤذوا المملكة إذا كانوا يريدون أن يقولوا شيئا عندهم لا بأس ليقولوه في الخارج وليس في البلد الذي أكرمهم .. .وهذا واضح من أن حزب الإخوان المسلمين الذي دمر العالم العربي … وأقول لك بصراحة إن الإخوان المسلمين أساءوا للمملكة وسببوا لها المشاكل الكثيرة .. .وأقول لك بأننا تحملنا الكثير من الإخوان المسلمين وليس وحدنا الذي تحمل منهم الكثير . . . أنهم سبب المشاكل في عالمنا العربي وربما في عالمنا الإسلامي( . صحيفة الرياض نقلا من السياسة الكويتية العدد 12578 الخميس 23 رمضان1423… وقبل عدة سنوات تحدث وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل عندما كان أميرا لمنطقة عسير عما أسماه بالمنهج الخفي ونشرت عدد من الصحف تصريحات سموه في حديثه لقناة العربية في15من شهر يونيو2004 مايلي :-
انتقد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير من يدعون الوسطية الذين كانوا يعمدون لاستفزاز الشباب واستثارتهم بنشر أفكار المودودي وسيد قطب، مطالبا إياهم بالاعتذار عن أخطائهم، مفسرا تمكن المتطرفين من التغلغل في المجتمع السعودي بأنه يعود إلى وجود تربة خصبة تتمثل في الشخصية المتدينة للمواطن السعودي التي استغلها المتطرفون لتمرير أفكارهم المنحرفة عبر تشويه وتحوير النصوص القرآنية الكريمة والنبوية الشريفة، داعيا إلى إنشاء “هيئة لمكافحة الفكر الإرهابي”، ومحذرا من مغبة التقليل من شأن منحرفي الفكر في بلادنا لأنهم يشكلون خطرا كبيراً… وقال سموه في سياق حديثه إلى قناة العربية الفضائية إن المخدرين هم من يؤكدون أن ظاهرة الإرهاب محدودة وأنها لا تتجاوز مجموعة صغيرة من المسلحين دون أن تمتد إلى مجموعات كبيرة من المكفرين الذين تمتلئ بهم مجتمعاتنا، مضيفا أنه ينبغي الاعتراف بخطورة الوضع، ومستشهدا بخطأ ارتكب في ما يخص معالجة قضية “جماعة جهيمان” مطلع عام 1400 هجرية في مكة مطلع الثمانينات الميلادية ، حيث تم القضاء على الجماعة ولم يتم اجتثاث فكرها ( بحسبه).
وأضاف سموه إن فكر العنف الآتي من الخارج وجد تربة خصبة في السعودية كون الشخصية السعودية شخصية متدينة واجهت العالم عندما تأسست الدولة على أسس إسلامية صحيحة، لكن مصدر قوة هذه الشخصية هي ذاتها نقطة ضعفها، لأنه من السهولة خداعها عن طريق مشروع ديني أو فكرة دينية … ودعا إلى تنقية المناهج السعودية من الفقرات التي وجدت طريقها إليها خلال نقل الفكر المتطرف إلى السعودية… وقال سمو أمير منطقة عسير: إن دعاة الوسطية كانوا يصفون الحكام بالطواغيت ويشجعون الإطاحة بالحكومات العربية والإسلامية، ويسفهون كبار العلماء ويصفونهم بأوصاف غير مقبولة على حد وصفه. وأشار إلى أن هؤلاء غيروا جلودهم بعد أن رأوا استنكار الناس لهذا الفكر المتطرف و”بقدرة قادر تحولوا للوسطية”. وقال “إذا كانت وسطيتهم صحيحة فهذا شيء مقبول”، مطالبا إياهم بالاعتراف بأخطائهم السابقة على الملأ والاعتذار من المواطن والوطن والدولة. ونفى أن تكون الدول وفرت لهم سابقا حماية متسائلا “من يحصل على حماية وهو يكفر الدولة؟”.
وشدد على ضرورة تنقية المناهج الدراسية من فقرات وضعت أثناء تعرض المملكة لنقل الفكر الجهادي والعنفي إليها، محذرا في الوقت ذاته مما وصفه ب” المنهج الخفي”، الذي يشكل نسبة 80 % من إشكالية العنف فيما لا تتجاوز هنات المناهج الدراسية في هذا الصدد 20%.
وقال إن المنهج الخفي يتمثل بنزوع بعض المدرسين مثلا إلى الخروج عن المناهج وتمرير أفكار إلى الطلاب في الصفوف الدراسية أو خلال الأنشطة غير الصفية.
وفي إطار الحلول التي يقترحها لمواجهة الإرهاب، دعا سموه إلى إنشاء “هيئة لمكافحة الفكر الإرهابي” بغية دراسة المشكلة ووضع استراتيجية تخلص إلى برنامج يلتزم به المسئولون والمؤسسات في سياق حملة وطنية جامعة.
وقال “لابد من تلمس أسباب انتشار هذا الفكر والمسئولين عنه”. وأشار إلى ضرورة وجود “فكر أمني” يتمثل في العقول والنفوس والأسر للحيلولة دون وصول الفكر المتطرف للمدارس والمستشفيات والمعاهد ودور الأيتام التي وصفها أن بعضها يشهد محاضرات وندوات تصب في اتجاه العنف. واستشهد سموه بشريط فيديو متداول، يصور طفلا يبلغ من العمر عشرة أعوام في إحدى دور الأيتام يسأل عن مثله الأعلى فيجيب أنه “بن لادن”، ولا يعرف عن العاصمة السعودية الرياض شيئا حين يسأل عنها. وأكد الفيصل أن ذلك يعد “تغييبا للمواطنة”.
وقال سمو الأمير خالد الفيصل في سياق هجومه على من يصفون أنفسهم بأنهم من أتباع الوسطية “استمعوا إلى أشرطتهم التي لا تزال تولول في مدارسنا وفي كلياتنا وفي معاهدنا وفي مساجدنا واسمعوا ما يقولون، كيف يصفون الحكام العرب؟، يصفونهم بالطواغيت، وكيف يصفون الحكومات العربية؟ يصفونها بالدكتاتوريات التي يجب أن يطاح بها، وهم نفسهم الذين يستفزون كل الشباب لمقاومة كل حكومة وكل سلطة في العالم العربي والإسلامي”.
وأضاف سموه إنهم هم يتحدثون عن الوسطية ولكنهم لا يذكرون بن لادن بالاسم عندما يذكرون التفجير، ولا يذكرون القاعدة بالاسم عندما يذكرون التفجير والإرهاب، معتبرا أنهم هم الذين فعلوا ما فعلوا بالمجتمع ولا شك أن كلام الأمير نايف والأمير خالد الفيصل يأتي من خبرة ودراية وقرب من الحدث فالأمير نايف (رحمه الله) وزير للداخلية لفترة قاربت الأربعة عقود والأمير خالد الفيصل رجل دولة عمل مديرا عاما لرعاية الشباب ثم أميرا لمنطقتين مهمتين وبالتالي متابع للشأن الوطني والفكري .وهو هنا يتعرض للمدارس وما يحدث فيها من منهج خفي له تأثيره على الطلبة والطالبات بزرع الأفكار المتشددة وأهمها تذويب الهوية الوطنية وزرع ولاءات حزبية وفكرية خارج نطاق هذه البلاد الطاهرة المباركة …
( أمثلة وشواهد )
يبدأ الدكتور محمد الرشيد( رحمه الله ) عمله متحمسا مندفعا لوضع بصمة في التطوير والتغيير وكانت البداية في زيارة المناطق والمحافظات والمدارس والميدان التربوي فكانت أول صدمة له ظل يرددها عندما زار إحدى مدارس مدينة الرياض برفقة مدير عام التعليم في المنطقة بعد ثلاثة أشهر من تعيينه وبعد حركة إعلامية حرص الوزير الرشيد من خلالها على لفت نظر المجتمع إلى أهمية التربية ودورها في تنمية المجتمعات وأن الجميع ينبغي أن يشارك في ذلك وبالتالي لابد أن تكون الرسالة قد وصلت لأفراد المجتمع … وعندما قدم مدير التعليم الوزير الرشيد لمدير المدرسة كانت إجابته) أنت ونعرف أنك مدير التعليم …ولكن هذا الرجل من هو ؟ ( فقال : إنه الوزير الرشيد قال : وأين الخويطر …. قال له : الخويطر أنتهى من الوزارة منذ ثلاثة أشهر وصدر أمر ملكي بتعيين الوزير الرشيد فكان رد المدير أنه لم يعرف إلا الآن وأنه لا يتابع وسائل الإعلام ولا يقرأ الصحف ولا يعلم ما يحدث فكانت صدمة كبيرة للرشيد الذي توقع أن الجميع يعرفه ويعرف منصبه وعمله فكيف بأحد العاملين معه وفي مدينة كبرى كالرياض العاصمة ويتولى مسؤولية إدارة مدرسة مع معلميها وطلابها. فكان هذا بداية الإنذار للدكتور الرشيد وأنه سيواجه عملا صعبا ومدارس بعضها تدار بهذه الطريقة منفصلة عن الوطن وتعد الطلاب بطريقة مختلفة ليس لها ربط بالواقع … ثم لاحظ الدكتور الرشيد بعد عدة زيارات لمدارس في مختلف مناطق المملكة أن مكتبات المدارس تفتقر للكتاب الوطني السعودي وتعج بالكتيبات الفكرية لمؤلفين يتبعون حركات حزبية أبرزها حركة الإخوان المسلمين والسوريين … وهنا كان الأمر واضحا كما ذكر ذلك الأمير نايف والأمير خالد الفيصل … وكإحدى المحاولات لربط المدرسة بالوطن وبعد أن كرر الدكتور الرشيد ذلك في اجتماعه الأسبوعي حول خطورة وضع المدارس قدمت له اقتراحا بإدخال الصحف اليومية للمدارس عن طريق الاشتراك بها لتكون رافدا ثقافيا للطلبة يعرفون أحداث وأخبار وطنهم وولاة الأمر وقضايا المجتمع والواقع الذي يعيشون فيه فأستحسن الفكرة وتم الاتفاق على التواصل مع صحيفتين هما الرياض وعكاظ وفعلا تم الاتصال برئيسي التحرير وعرض عليهما الأمر فرحبا باشتراك مجاملة لكل مدرسة ووضع قائم للصحيفة لمن يريد أن يقتنيها ووجه معالي الوزير بعرض الموضوع في الاجتماع الأسبوعي لكبار المسئولين في الوزارة ويبدو أن الموضوع تسرب وتم الاستعداد والتحرك ضده فما أن تم طرح الموضوع إلا وتم مواجهته بشراسة وحدة ورفض كامل وكأن هذه الصحف تصدر من إسرائيل أو روسيا أو غيرها من الدول المعادية ورضخ الوزير للأمر الواقع باحترامه للآراء الأخرى أما أنا فازددت اقتناعا بأن التعليم يعاني من مشكلة هوية لا يريدها البعض أن تتشكل عند الطلبة مقتنعين بهويتهم الحزبية ولهذا سهل اختراق الناشئة ولاحظنا كيف يكون الشاب المراهق على استعداد أن يفجر مقدرات وطنه ويحاربه ويدين بالولاء والبيعة لغيره بسبب ضعف الهوية والانتماء فالمدير لا يعرف أحداث الوطن … والطلبة محرمون من صحف وطنهم شبه الرسمية التي تنقل أخبار وأنشطة الدولة وقضاياها المختلفة وأخبار ولاة الأمر حفظهم الله … وهنا ربطت بين وجود الكتيبات الحزبية لمؤلفين معينين و بين منع الكتب الوطنية والصحف السعودية عن مدارسنا .
[CENTER](قصة التربية الوطنية)[/CENTER]
كانت أهداف التربية واضحة في ذهن معالي الوزير الدكتور محمد الرشيد رحمه الله وأذكر هنا ما قاله في أول اجتماعاته في الوزارة لتكون مفيدة للتبصر في منطلقاته (رحمه الله) ولا تزال مطلوبة حتى اليوم وهي كلمات كتبها أيضا ووزعها على المسئولين في الوزارة مع بداية تعيينه في ربيع الأول من عام 1416 للهجرة وهي على النحو التالي:-
1- إننا نحن العاملين في ميدان التربية والتعليم أصحاب رسالة لا سبيل للقيام بمهمتنا إلا حين نعمل جميعاً بروح الفريق، لذا فإنه لا يصدر قرار استراتيجي إلا بعد أن تتم دراسته وتنقيحه من قبل القياديين، وأعني بهم في المقام الأول: الزملاء التربويين في الميدان، فهم على اتصال مباشر مع المعلمين والمتعلمين.
2- ليس بالإمكان تحقيق طموحاتنا في التطوير إلا بسلامة صدورنا، ووضوحنا وحسن ظن كل واحد منا بالآخر مع تكامل جهودنا والتنسيق فيما بين قطاعات الوزارة.
3- إن دور الجهاز المركزي (الوزارة) يقتصر على التخطيط المبني على ما يرد من الميدان من مقترحات تطويرية، والتنفيذ متروك لإدارات التعليم المنتشرة في المملكة، بما في ذلك توزيع الميزانية السنوية حسب حجم كل إدارة.
4- لا تغيير في المراكز الوظيفية والجميع مدعوون للاستمرار في عملهم، والحكم على أي شخص يكون بناءً على معايير وضوابط محددة.
5- يعقد صباح كل يوم أربعاء اجتماع يضم – بجانب الوكلاء والوكلاء المساعدين – المديرين العامين ورؤساء الأقسام والغرض منه تبادل المعلومات عن كل ما يجري في كل إدارة وقطاع وما سيكون عليه الأسبوع المقبل، بحيث يكون الجميع على علم بما يجري في الوزارة ويكون التكامل قائماً في مشاريع الوزارة ويدعى للاجتماع مديرا تعليم: أحدهما مدير تعليم منطقة والآخر مدير تعليم محافظة.
6- يتولى فريق عمل دراسة كل مشروع أو برنامج ويعرضه على المجتمعين لتطويره وتنقيحه.
7- يوضع جدول زمني بموجبه يتم توزيع مناطق التعليم ومحافظاته على كبار مسئولي الجهاز المركزي لزيارتها ومتابعة تذليل كل العقبات التي قد تواجه كل إدارة.
8- تكوين فرق عمل يزور كل منها عدداً مختاراً من الدول الخارجية للوقوف على تجاربها والاستفادة منها.
9- ترتيب لقاء سنوي لمديري التعليم مع القيادة (الملك، ولي العهد، النائب الثاني، وزير الداخلية) لتلقي توجيهاتهم وإطلاعهم على واقع التعليم.
10- عقد مؤتمر سنوي لمدة ثلاثة أيام، يكون العمل فيه على نمطين، نمط فكري، ونمط إجرائي، ويكون فيه ضيف كبير يتحدث في جانب فكري تحدده لجنة الإعداد، إلى جانب أوراق عمل أخرى من المشاركين.
ثم أضاف معالي الوزير على تلك الثوابت المفاهيم التالية:
1- إننا في الوزارة مؤتمنون على أغلى ما تملكه الأمة، فلذات أكبادنا، رجال المستقبل بإذن الله.
2- المعلم صاحب رسالة قبل أن يكون صاحب وظيفة بالنظر إلى عظم الدور التربوي الذي يقوم به في المجتمع.
3- إن أول ما يجب أن نُعلِّمه للطلاب والطالبات هو: كيف يتعلمون وكيف يستثمرون في التعليم ويستمرون فيه إلى آخر
أيام العمر وكيف يفكرون وكيف يستنتجون ورددنا المثل الذي يقول: (لا تعطني سمكة وإنما علمني كيف أصطادها).
4- إن من صميم مسؤولية المدرسة اكتشاف المواهب وتوجيهها وترسيخ حب المهنة، والعمل بإتقان، وحب العمل اليدوي.
5- التعليم بالقدوة، ومقياس نجاح المعلم هو ما يبدو من أثر لما يعلمه لتلاميذه وليس حفظهم.
6- إذا كانت الإدارة سلطة، أعطاها المرؤوسون أطراف ألسنتهم، أما إذا كانت روحاً وقلباً واحتراماً وتشاوراً، أعطاها المرؤوسون ذوب أنفسهم وبدا هذا كله في إنجازهم.
7- أثمن النصائح وأحكمها لا يستفيد منها المرء ولا يفيد ما لم يطبقها.
وهذه الرؤية الواضحة اكتملت من خلال حرصه ومتابعته للميدان وهنا برز له موضوع الهوية الوطنية وحاجتها للتعزيز والتأكيد داخل المنظومة التربوية ومن هنا انطلقت فكرة التربية الوطنية بعد صلاة فجر يوم جميل في الطائف في فندق مسرة انتركونتننتال وبدأ معاليه في كتابة الأفكار وكنت بجانبه وربما أملى علي أو راجع معي ومع من كان معي ولا أتذكر كيف كان السياق لكنه اتصل هاتفيا بالأميرين سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الدفاع رئيس اللجنة العليا لسياسة التعليم آن ذاك رحمه الله والأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض آنذاك ولي العهد حاليا حفظه الله وبعث بالأهداف بالفاكس لهما وأعتقد أن ذلك في صيف 1417للهجرة وكانت الأهداف مايلي :-
1- إعداد مواطنين صالحين من المعرفة الرصينة والأخلاق الحميدة والاتجاهات السلمية ما يعينهم على القيام بواجباتهم.
2- تعريف الناشئة والشباب أن بلادهم المملكة العربية السعودية مهد العروبة والإسلام وأرض البطولات والأجداد، وأن لها منزلة خاصة في العالمين العربي والإسلامي، إذ عليها رعاية الحرمين الشريفين، وإن شعبهم السعودي جزء لا يتجزأ من الأمتين العربية والإسلامية، وأن مصيرهم جميعا واحد، وأن هذا المصير المشترك يوجب عليهم التعاون والتضامن والاتحاد.
3- غرس حب العمل في نفوس الناشئة والشباب أيا كان نوعه مالم يكن منافيا للدين.
4- تعريف الناشئة والشباب بمؤسسات بلدهم وتنظيماته الحضارية وأن هذه لم تأت محض مصادفة، بل ثمرة عمل دؤوب وكفاح مرير.
5- تنمية اتجاهات الأخوة والتفاهم والتعاون التي يجب أن تسود المواطنين والناس أجمعين.
وتم عرض إقرار المقرر لمراحل التعليم العام بحماس منقطع النظر للدكتور الرشيد وتم تكوين أسرة وطنية للتربية الوطنية لكن المقرر جوبه من أصحاب الرؤى المضادة لكل ما هو وطني إلى الرفض ومحاولة إسقاطه بحجج كثيرة منها أن التربية الوطنية سلوك وليس مقررا وأن لا حاجة لزيادة المواد على الطلبة وأسباب متعددة تم اختلاقها بهدف إسقاط الفكرة إضافة إلى أطروحات ترفض مفهوم الوطن وتربطه بالوثنية والتعلق بالماضي وكان أهم النقاط التي نجح فيها المعترضون من الحزبيين الحركيين ومن تأثر بهم من أصحاب النوايا الطيبة هو أن تكون المادة بدون نجاح ورسوب لتحبيب المادة للطالب وهذه كلمة حق أريد بها باطل فهانت المادة على الطلبة وأصبحت مادة لا يهتم بها ولا يعتنى بها ووسيلة استرخاء ولعب وتسلية للطلبة فتحولت مادة الوطن المفترض أن تكون الأهم ومن الأولويات في ظل الحاجة الماسة لها و ما تواجهه المملكة من تحديات من مادة أساسية إلى مادة هامشية ومثل ذلك أيضا مفردة الوطن في حين أن هناك دولا لها وزارات باسم التربية الوطنية . كما عمد المعترضون ( وكانوا مؤثرين في قرارات الوزارة ولا يستطيع الوزير فعل شيء حيالهم ) أن تكون بلا معلم متخصص فكانت تدرس من قبل معلمي التربية الفنية والرياضية أو أي معلم ينقص نصابه .إضافة إلى أخطاء ارتكبت عند تأليف المقررات فجعلتها مادة إنشائية وصفية تعدد منجزات الوطن بطريقة الإعلام المباشر والمديح المبالغ فيه مع خلوها من المشاعر والعاطفة والوجدان . وكان من المفترض أن تركز على الجانب العاطفي والوجداني والقصص الإنسانية لموحد هذه البلاد ورجاله الأوفياء وإبراز سبل الولاء والانتماء لهذه الأرض الطاهرة المباركة ففشلت الفكرة وأصبحت عبئا على التعليم وفي ذلك تصريحات للوزير الرشيد يذكر عدم رضاه عن التربية الوطنية وذلك عام 1424للهجرة أي بعد عدة سنوات من تطبيق الفكرة .
[CENTER](التربية الوطنية نظرة مستقبلية)[/CENTER]
بعد كل هذه السنوات من تجربة التربية الوطنية ونحن في نقاش في هذه الندوة الهامة التي يتابعها أخي الدكتور محمد الحصيني أحد الذين بادروا في طرح مقترح التربية الوطنية بعد أن رأى حماس الوزير وما لمسه من واقع عمله في الميدان التربوي من خلال إدارة التعليم في المنطقة الشرقية وأتذكر أن الدكتور محمد سلمني مقترحا بهذا الأمر في حفل تكريم المتفوقين لجائزة الأمير محمد بن فهد عام 1418 تقريبا وتم عرض الأمر على الوزير الذي كان الموضوع يدور في ذهنه وسعد كثيرا بمبادرة الدكتور محمد وتم إعداد خطاب شكر بتوقيع معاليه تم إعداده من الأعلام التربوي في الوزارة . وها هو الزمن يتقدم لنأتي اليوم في هذه الندوة يغيب فيها الدكتور الرشيد ويرتب لها الدكتور محمد ومن هذا المنطلق فإن توصيات هذه الندوة هامة جدا لمستقبل التربية الوطنية للأجيال القادمة وأضع مقترحات وتوصيات عامة أمام الندوة لعلها تعزز أهمية ووجود واستمرارية مادة التربية الوطنية .
1- التأكيد على أهمية التربية الوطنية مادة أساسية مستقلة من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي .
2- أن تصاغ مفرداتها بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية مع التركيز على الجانب الإنساني والوجداني والعاطفي.
3- أن تكون مادة بنجاح ورسوب مثل بقية المواد الدراسية الأساسية وأن يتم اختيار المعلمين من المتخصصين في الاجتماعيات بعد اجتيازهم تدريبا مناسبا في التربية الوطنية
4- مطالبة كليات التربية باستحداث تخصص التربية الوطنية يمنح درجة الدبلوم التربوي لمدة عام يسمح للمعلمين في التخصصات الإنسانية بدراسته بعد حصولهم على الدرجة الجامعية مع تحديد مواصفات ومهارات معينة لمن يتم اختيارهم لهذا التخصص للمعلمين والمعلمات .
5- أن يكون من صلب هذه المادة فتح المجال لندوات أسبوعية يقوم فيها البارزون والناجحون في المجتمع في كافة التخصصات العلمية والفكرية والإنسانية للتحدث للطلبة والطالبات وربطهم بشخصيات المجتمع وللوزارة توسيع دائرة الاختيار ووضع المواصفات فيمن يشهد له بالتميز والنبوغ .
6- تكثيف الزيارات لمظاهر النهضة المختلفة في مدن ومحافظات المملكة والأجهزة الحكومية وأقسامها وأعمالها وبالذات ما يرتبط وأمن وحضارة المجتمع وتقدمه التقني والصناعي والعلمي والطبي .
7- إجراء دراسة علمية ومراجعة تقويمية لما مرت به التربية الوطنية منذ بدايتها تلقي الضوء على أسباب القصور والنقص والجوانب الإيجابية والسلبية تشمل الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور ومختلف فئات المجتمع لوضع تصور متكامل يوضع على طاولة وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل لاتخاذ ما يراه سموه في الأمر.
وأخيرا لقد جاءت كلمة الأمير خالد الفيصل التي وجهها في بداية العام الدراسي الحالي 1435/1436تحمل الكثير من الرؤى و المنطلقات الهامة التي ينبغي أن تكون منهج عمل لكافة العاملين في الميدان التربوي .
وأختم هذه الورقة بكلمات لسموه أرى مناسباتها لتكون ضمن هذه الندوة الهامة ومن ذلك قوله مايلي :-
( في هذا العام الدراسي الأول، الذي أشهد بدايته معكم، وتتعاضد أيادينا معاً لإنجاز مهمتنا الجليلة، أشعر بسعادة تغمرني، وطمأنينة تسكن نفسي، لما أجد فيكم من صدق العزيمة، والتعاون الخلاق، والرغبة الصادقة في العطاء، والحماسة للسباق بالإنجاز، في ميادين التربية والعلم والمعرفة.
ومنذ حظيت بثقة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـــ أيده الله ـــ إذ شرفني بتولي سنام هذه الوزارة الهامة، استشعرت قيمة هذه الثقة وعظم المسؤولية، وأنا أدرك تماماً أن ما يصبو إليه ـــ يحفظه الله ـــ هو أن تتوافر للمواطن السعودي، كل الأسباب التي تجعله مميزاً تنشئةً وعلماً، بما يمكنه أن يحتل الصدارة في كل مشهد.
كما استحضرت تطلعات المواطنين والمواطنات، وطموحهم في أن يجد أبناؤهم وبناتهم تعليماً راقياً، يجعلهم ملتزمين بصحيح دينهم، وقيم مجتمعهم، أوفياء لوطنهم، مسلحين بأسباب المعرفة، وبالمهارات والخبرات التي تؤهلهم للنجاح في كل مناشط الحياة.
[CENTER]الأخوة والأخوات: [/CENTER]
ومن المعلوم أن لهذه الوزارة وظيفتين: الأولى هي التربية بمفهومها الشامل، حيث تُعنى بتهذيب السلوك، وغرس القيم الإيجابية وحراستها، وحماية العقل وتمكينه من الأداء الرشيد، أما وظيفتها الثانية، فهي عنايتها بالتحصيل العلمي وتطبيقاته، بالأساليب والآليات العصرية، ولذا فإن هذه المهمة المزدوجة جسيمة، والرسالة عظيمة، لا يقوم بها ـــ على النحو المنشود ـــ إلا الأمناء الأشداء، الذين يبذلون جهدهم ووقتهم في سبيلها، ابتغاء وجه الله أولاً، وثانياً بدافع الروح الوطنية، التي تواكب سقف طموح القيادة، لرفعة الوطن والمواطن.
ومن هذا المنطلق، فليس مقبولاً أبداً ـــ بعد اليوم ـــ ما قد يصدر من بعض أبنائنا الطلبة والطالبات، من سلوك غير سوي، يتجاوز مبادئ الدين أو قيم المجتمع، ولا بد من مواجهة هذا السلوك ـــ إذا ما وقع ـــ بصرامة تضمن عدم تكراره، كما لن يقبل أبداً، أن يتقاعس المسئول في أي من مرافق الوزارة، عن ممارسة دوره، أو يقصر في أداء رسالته. ويجب أن يتعاهد ويعاهد مدير المدرسة، وفريق
إدارتها ومعلموها، على أنه لا مكان بعد اليوم في مجتمعنا التربوي، لمن ينظر لهذه المهنة الجليلة على أنها مجرد مصدر رزقٍ سهل، لا يحول بينه وبين نيل راتبه منها، سوى بضع ساعات دوام يمضيها كيفما اتفق.
[CENTER]أيها المعلمون والمعلمات.. والمديرون والمديرات..[/CENTER]
وإنكم ـــ بعون الله ـــ مناط الأمل، في تحقيق طموحات قيادتكم، ورفعة وطنكم، وتطلعات مواطنيكم، وما عدا ذلك من جهود وأموالٍ ومنشآتٍ وأنظمةٍ وتنظيمات، ما هي إلا أدوات تساعدكم في أداء مهمتكم الجليلة على الوجه الأكمل.
وانطلاقاً من هذه الأهمية، تؤكد الوزارة على أن التقدير ـــ المادي والمعنوي ـــ حق لكل من يلتزم بالأداء الإيجابي، وفي المقابل لا بد من محاسبة المقصر والمفرط في أداء واجباته، حتى يفضي هذا الأسلوب إلى مدرسةٍ تبلغ الأمل، وتحقق الهدف.