العاطفة ما تكفي الحاجة
خزام الشهراني
وحقيقة أن ثمة ارتباط بين العاطفة والعقل في تكامل المنظومة الانسانية يسمح لنا في تفهم العلاقة المترتبة على مدى الاكتفاء العاطفي والتشبع به ، وقدرة العقل على العمل بشكل أكمل و في مجالٍ أخصب للتطوير والخيال والمعرفة بكل اختلافاتها . ولعل قائل يقول أن هناك ثمة من نضجوا في المعرفة والثقافة والإدراك رغم فقرهم العاطفي واحتياجهم السيكولوجي لذلك لم يعيق براعتهم وتميزهم في مجالٍ ما ، وجوابي أن ليس من دليل على عدم قاطع على كون أحدهم لم يجد له متنفس ومجال إشباع عاطفي يغترف منه وبشكل متواصل احتياجه العاطفي الذي يغذي مهمته العقلية . العقل والعاطفة كلاها أقطاب وكنه تلك الروح الغامضة والتي نجهل حقيقة تصورها وتجسدها ومكان انزوائها في جسد الانسان . ولا يمكن لأحد الحدس فيما لو كانت هو ذلك المزيج والتفاعل بين هذين القطبين (العاطفة والعقل) .
الحاجة لتحقيق المزيد من الاستقرار النفسي والإبداع الفكري تتطلب المزيد من الاستقرار العاطفي الذين ينعكس على الشخصية ويزداد المرء ألمعيةً بقدر النضج العاطفي ، وهذا النضج لاينبغي له أن يبنى على قاعدة هشة قد تنهار في أدنى اهتزاز تتعرض له ، أو أخف ريح قد تلحق بها ، المنح والصفح مهارتان بليغتان في إسناد القوة العاطفية متى ما تأصلت في النفس ودعمت أركانها كانت القاعدة صلبة قوية وقادرة على إمداد العقل بالوقود الذي يكفيه خلال رحلة التفكير والتأمل والإبداع .[/JUSTIFY]