تنساب شلالات الفرح زهواً وبهاءً وتضاء قناديل الافتخار والاعتزاز في هذا اليوم الجليل للوطن .. المشع تماسكاً وأمناً … وطيبة وطيبا .. وطناً أتسم بالقيم السامقة, والصفات الراقية .. وطن الحق .. ومنبع النور.كانت الجزيرة العربية قد فقدت تلك المنة الكبرى التي أعطاها اياها الإسلام ،،ونعني بها الوحدة السياسية فعاد الوضع في شبه الجزيرة العربية إلى الجمود الأول ،،
مماليك مميته،،
وعظمة بائدة،،،
وجرائم شنيعة،،
وفروسية فردية ،،،
كل هذا قد ابيد وحول إلى حالة شبيهة بالحلم ،،،
ولم يعد في الصمت الأصفر الكبير ،،
غير الدروب الحزينة للقبائل التي تكافح حتى لا تهلك ، حول مواقع الماء والكلاء.
فعادت الحروب المستمرة ، والمعارك المتصلة وكانت القوة هي دستور الحياة فكان من حق القوي ان ياكل الضعيف وعاشت وسط الجزيرة فترة من أشد فترات تاريخها ضعفاً وعزلة عن العالم.
ولكن خلال منتصف القرن العشرين بدأت تظهر الملامح الرئيسية للوحدة السياسية على يد مؤسس الكيان عبدالعزيز آل سعود الشخصية الكارزمية الذي استمر في صراع طويل ومرير،، مؤملاً في توحيد هذا الكيان الشاسع في جو ملئ بالصراعات العالمية والاقليمية والقبائل المعارضة وكرس عبدالعزيز نفسه لها هدفاً،،
إلى قيام حكم سعودي وبذلك دخلت المملكة عصرها التاريخي.
إن اليوم الوطني يكتسب أهمية عاماً عن آخر كونه يعرف الأجيال القادمة بمراحل التكوين التي صنعت فيه بلادنا حضارة زاهية وتحققت فيها المكتسبات الغالية .
تحل علينا الذكرى الرابعة والثمانون لتوحيد الوطن تحت راية التوحيد على يدي المؤسس ا عبدالعزيز بن آل سعود الذي لم يتوسد الصحراء بل امتطى صهوة المجد ،،واستعاد ملك آباءه،، وكون دولة .
واستطاع أن يرسي أعمدة الخيمة السعودية الثلاث كماذكرها د الرشيد (توحيد – ووحدة – وعلم) لأنه (داعية) (وفارساًً) (وملكاً).
(توحيد) صافياً من الشوائب والوثنية سواء تمثلت الوثنية في مال أو علم أو سلطة أو هوى.
(ووحدة) يدعو لها التوحيد ويمدها بقوته مرهباً ومهدداً لدعاة التفتت أو التشرذم بالزوال أو السقوط (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) .
(وعلم) يحث عليه تسخير مقرر.. , و اعمار مقصود .. وبهما تعلو كلمة الله فإذا ضاع العلم وهان هانت شعوب وضاعت أرض وعقيدة .تلك هي أعمدة الخيمة التي أرساها فأقام تحت نسيجها الوارف وطناً نتفيأ اليوم ظلاله .
لقد كان المؤسس مؤمناً بالعلم معظماً لله الذي أعطى سلطاناً بالعلم .
لذلك حرك عقيدة لها مخزونها الراسخ وبعدها التاريخي وقدرتها على التغيير وتحرك بها فغيرت , فبنى دولة وألهب عزائم رجاله على مساحة فسيحة من الوطن هي أقرب لمساحة قارة وأقام نظاماً قوياً على الشريعة ثم تبنى نظاماً يعتد بالقدوة ويرتكز على العلم وهو طريق العصر الحديث .
ثم استلم مشعل الازدهار والتقدم من بعده أبناءه العظام الملك سعود ثم الملك الفيصل ثم الملك خالد ثم الملك الفهد،،
ثم ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز.
إننا كمواطنين في هذا البلد لا يسعنا إلا أن نقف بإجلال وإكبار وإعزازاً وتقديراً لتلك البطولات كما نتذكر جنباً إلى جنب مع هذه البطولات الإنجازات العملاقة التي سطرها بحروف من نور في سماء الوطن خادم الحرمين الشريفين حيث أخذ التطوير منحاً جديداً وفق مفهومات عصرية حضارية.
إننا في اليوم الوطني نستذكر حقوق الوطن وواجبات المواطن ، نعزز هويتنا ، ومواطنتنا ، وولائنا ، وانتمائنا ، ومسؤولياتنا تجاه ديننا وولاة أمرنا ووطننا ، ونؤكد على أننا عين ساهرة على هذا الوطن ضد كل عابث بأمنه واستقراره ومكتسباته.
وهو مهتم أن تتواصل مسيرة الإصلاح والتنمية والارتقاء بالمواطن الذي حظي بكل فئاته بدعم واهتمام على كافة الأصعدة وركز على مشعل الحضارة وهو الجانب التعليمي حيث حظي التعليم العالي من افتتاح للجامعات التي شملت جميع أرجاء الوطن .
لذلك توسع التعليم أفقيا ورأسيا وشهد تطورا واضحا وملموسا على صعيد التعليم العام عامة والتعليم الجامعي خاصة واكتملت منظومة الانتشار الجغرافي والتوزيع الإنمائي للتعليم العالي أصبح في كل منطقة ومحافظة من هذا الكيان الكبير ، العديد من الجامعات و الكليات الجامعية التي تساهم في إعداد المواطن للقرن الواحد والعشرين وتؤهله لولوج بوابة العالم الأول بمناهج وأنشطة تعليمية تسهم في تنمية الإنسان والمكان حتى تحولت هذه الجامعات بفضل الله ثم التخطيط السليم إلى مراكز تنموية شاملة وأصبحت لها بصماتها في صناعة اقتصاديات مناطق المملكة وإحداث التغيير الاجتماعي والثقافي الإيجابي نحو بنية معرفية منتجة.
وكما أن إيمانه بأهمية الثقافة التي يريدها أن تتبلور في أذهان الناس وتتفاعل معها أرواحهم وعقولهم وتنعكس في أعمالهم وسلوكهم وهي ثقافة البناء والتعمير لا ثقافة الهدم والتدمير ، ثقافة تعلي من شأن المبادرات الإيجابية والإنسانية ثقافة تبحث عن القيم للتحدث بها الناس وترغبهم فيها ثقافة تغرس في صاحبها الوفاء والإخلاص والصدق واتقان العمل وبذل الجهد والطاقة في سبيل التطور ، ثقافة تجعل صاحبها شعلة نشاط وحيوية في سبيل عز الوطن ورفعة المواطن وهذا يدل على رؤية ملك الإنسانية على بناء الإنسان واستثماره وأنه الثروة الحقيقية ليكون فاعلاً وشريكاً في ملحمة النهوض وسمفونية البناء , المتجهة بالعطاء والنماء والخير إلى كل جهات الدنيا الأربع حاملة للإنسانية ما يخفف عنها العناء ويضمد الجراح والآلام لأنه يؤمن إيماناً كاملاً بأن العالم الإسلامي كالجسد الواحد بتكاتف شعوبه , كما ركز حفظه الله على روح الانفتاح والحوار وأن جميع الأديان تشترك في قيم جوهرية تدعو للتقدم والعدالة الاجتماعية الدولية لوجود حاجة ملحة لنشر قيم الحوار والتسامح بين الجماعات الدينية والثقافية والنهوض بالتفاهم بين البشر والشعوب.
واقتراحه إنشاء مؤسسة عالمية للحوار والعالم الإنساني تنبثق من الأمم المتحدة واهتمامه بتفعيل الحوار الوطني داخل المملكة ليكتمل التماسك القوي لنسيج المجتمع بجميع شرائحه .
إن ما ذكرته آنفاً من مآثر خالدة ما هي إلا لمحات و قبسات مضيئة من انجازات ملك الإنسانية فأينما التفت ميمنة أو ميسرة فإنك تشاهد عظمة الإنجازا على تضاريس هذا الكيان الشامخ .
كما آمن بالاتصال العلمي الخارجي فتم التوسع في برامج الابتعاث التعليمي للخارج ويعتبر بذلك منجز حضاري ضخم على مستوى التعليم العالي الذي سيفتح أفاقاً لطلاب المملكة المزاوجة بين التجربة المحلية والتجربة العالمية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي حيث أن أعداد المبتعثين تجاوزت (150.000 ألف) .
سائلين المولى عز وجل أن يحمي هذه البلاد الطاهرة من كل سوء وشر وإرهاب وفساد وأن ينعم علينا بنعمة الأيمان والرقي الازدهار ولنحافظ على ما تحقق لهذا الكيان من مكتسبات عظيمة .
وهذا يجعلنا كمواطنين أكثر تفاؤل بالمستقبل الواعد المشرق ونحن نتطلع جميعاً إلى كثافة في مجالات الخير والنماء والاستقرار والتلاحم الاجتماعي لنصوغ الغد الأطهر والأفضل والأنبل والأمثل .
ايها الوطن البهي المقدس لك منا ينبوع وفاء من شلالات ود وأنهار حب ووحدة وولاء .
[CENTER][IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/05421c97b09a83.jpg[/IMG][/CENTER]
كلام رائع
دكتور عايض دائماً مبدع
شكرا صحيفتنا الرائده
على استقطاب النخبة
كلام رائع
دكتور عايض دائماً مبدع
شكرا صحيفتنا الرائده
على استقطاب النخبة