في يوم الوطن, تلونت الشوارع والأزقة باللون الاخضر, ورفعت اعلام التوحيد عاليا على المباني والجدران, ورسمت على وجوه الاطفال عبارات الولاء وحب الوطن.
يحق لنا أن نفرح ونفاخر بالنهضة والمنجزات التي تمت على مدى عقود تتابعت.
يحق لنا أن نفرح بمكة والمدينة وقد أكرمنا الله بسكناها وشرفنا بخدمتها.
يحق لنا أن نفرح بملك أحب شعبه فبادله الحب الصغير قبل الكبير.
يحق لنا أن نفرح بهذه اللحمة الوطنية بين أبناء المملكة العربية السعودية.
يحق لنا أن نفرح بنعمة الامن والامان وقد حرم منها كثير من اخواننا في دول الجوار.
يحق لنا أن نفرح عندما أسمع من الاباء والاجداد قصص الكفاح من أجل البقاء والعيش, ونحن الآن نتقلب في النعم – فلله الحمد والمنه.
يعكر صفو هذا الفرح ما نشاهده في هذا اليوم من السلوكيات الخاطئة التي لا تمت للوطنية بصلة. فتجد “بعض” الشباب وقد تجمعوا وأقفلوا الطريق على سالكيه. فلم يراعوا مريضا في طريقه للمستشفى, أو عائلة في سيارتهم قد خرجت لتقضي بعض مصالحها, أو موظف ذاهب لأداء عمله.
أن أفرح لا يعني أن أخرب الممتلكات العامة, ولا أن أترك المكان خلفي وكأن إعصار مر من هنا, ولا أن أرفع صوت المذياع وأخرج من سيارتي وأرقص على أنغام الموسيقى دون مراعاة حق الطريق, ودون مراعاة الذوق العام. ولا أن أزعج رجال الامن بالتفحيط وتعطيل الطرق وأنا أعلم أنهم مشغولين بمهمة عظيمة هذه الايام وهي السهر على راحة ضيوف الرحمن وخدمتهم. وهنا يجب التنبه لأمر مهم; وهو أن الحجيج قد قدم جلهم, وهم يشاهدونك, فكن مثال جميل ينقلونه لأهلم اذا انقلبوا اليهم. فكن مسؤول في تصرفاتك وعبر عن فرحك بطريقة تدل على حبك للوطن.
أدام الله الافراح والامن والامان على بلادنا خاصة وبلاد المسلمين عامة. وحفظ الله لأمتنا قائدها ومتعه بالصحة والعافية.