” مكة المشاعر ومكة المدينة ”
بقلم / د / طلال بن عبدالله الشريف
إلا أن المؤلم غياب مكة المدينة باحياءها القديمة والحديثة والعشوائية ، فمن يتجول في أحياء مكة المدينة ويشاهد طرقها ومبانيها ومراكزها التجارية ومواقعها التاريخية والحضارية ، لا يصدق أنه في العاصمة المقدسة للمملكة العربية السعودية مهوى أفئدة المسلمين ونقطة ارتكاز العالم أجمع والبلد الذي حباه الله بأعظم ثروة عرفها التاريخ القديم والحديث. بل وأكاد أجزم أن أشهر أحياء مكة المكرمة في الوقت الحاضر كالعزيزية ، الششة و، المعابد ، الخالدية ، الرصيفة ، جبل النور وريع ذاخر وغيرها كثر ، لا تزال على حالها الذي كانت عليه قبل أكثر من ثلاثون عاما. ناهيك عن البنى التحتية المتهالكة كالمواصلات ، الصرف الصحي ، المياه المحلاه وتصريف السيول .
إن مكة المكرمة كمدينة يجب أن تتطور بشكل عاجل لتتماشى مع مكة المشاعر المطورة ولذا ينقصها الكثير من المشروعات الهامة والضرورية منها على سبيل المثال لا الحصر إعادة بناء كثير من احيائها وتطويرها بشكل يتناسب وقداسة مكة المكرمة ، إعادة تنظيم طرق مواصلاتها وإنشاء شبكة مواصلات عالمية متنوعة تستوعب أعداد بشرية هائلة لتسيير الحركة من وإلى المشاعر بيسر وسهولة ، إنشاء مطار عالمي على أحدث المواصفات ، إنشاء جامعات أخرى بتخصصات مختلفة نوعيا ، تطوير المشروعات الصحية والاستمرار في سياسة القضاء على الأحياء العشوائية .
وهذا العمل الضخم لن يتأتى إلا بسياسات استثمارية عالية المستوى تشترك فيها الدولة ومؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال المكيون على وجه الخصوص .لنجعل مكة المكرمة أجمل مدينة على مستوى العالم ..والله من وراء القصد. .[/JUSTIFY]