(سين الأنيّن)
[COLOR=#FF0000]غلطة المطوف الشاطر !!.. [/COLOR] علي غرسان [CENTER][IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/05429bff9ba1e9.jpg[/IMG] [/CENTER] [JUSTIFY]في اعتقادي ..لا يمكن الوفاء للمهنة أي مهنة دون أن يتغلل الانتماء في عروق الدماء ..
فسر الإنتاج الوظيفي والعطاء يتعاظم حين تكون الرابطة الثنائية بين الروح والمهام غير صماء ..
بمعنى أن ينسال حب العمل في شرايين الموظف ليجعل كريات الدماء البيضاء والحمراء تتناوب في حراكها الدموي طيلة مدة الدورة الوظيفية دون توقف .
** ومع كل هذه ” الفلسفة ” أعلاه , فان الواقع يؤكد أن أي مهنة تتطلب نوعا من الانصهار أيضا بين مزيج المميزات والسلبيات لخلق نوعا من التوازن الذي يتعايش معه الموظف بما يضمن أدنى حدود القبول بمهنته والانتماء إليها .
** ولأننا في أيام الحج , فيمكن الحكم بأن المطوف هو صاحب المهنة الاستثنائية الوحيدة في العالم كله الذي يركض وراء حجاجه دون أن يلتفت لكل تلك البروتوكولات الوظيفية بل ويحرص على الخدمة ” المجانية ” حينا لأنه عاشق للمهنة فقط ..
** من هنا يمكن الكشف عن سر الازدواجية في كون ” المطوف ” يمكن أن يكون اسم فاعل واسم مفعول في آن واحد وهذا قد لا يتحقق إلا في هذا الكائن المجاهد المجتهد ..
فحين نقول مُطوِّف فهو اسم فاعل من طَوّفَ فيما المُطَّوَّف اسم المفعول من إِطَّوَّفَ .
** وبعيدا عن سبر أغوار اللغة بين فاعل ومفعول وجار ومجرور , نقف هنا لقراءة دعونا ملامح هذا الإنسان الذي سخر لخدمة ” أعز ضيف ” وكلف بالعمل في ” أطهر بقعة ” وحدد زمن دوامه في ” أفضل أيام ” لكنه ومع كل ذلك خارج التصنيف ” الوظيفي ” ينافح ويكافح وهو مسحوق ” الحقوق ” !!..
** ولك أن تتخيل أن هذا الإنسان الكادح يمضي عمله في أضيق الحدود الزمانية والمكانية ويكون مسئولا عن آلاف الأرواح لكنه بلا صلاحيات ولا يتقاضى عن عمله ذلك سوى ثمن بخس من الريالات ..
** ليس هذا فحسب بل تخيل أن المطوف ممنوع من أداء الحج أو تحجيج أسرته بأمر وزاري من ” الحج ” الوزارة ..
** و يعتقد البعض .. أنه يملك مفاتيح خزائن الأرض .. يدر من ” الطوافة ” ذهبا وفضة والأمر خلاف ذلك ..
** والأمر بالغ الأهمية أن المطوف يعمل في جلباب الدبلوماسي بمعنى أن مسئول عن تمثيل البلد داخليا في عيون ضيوف الخارج وكل حركاته وسكناته مرصودة أم له أو عليه .
** وفوق كل هذا فغلطة الشاطر بعشرة هي ثقافة الحساب تجاه كل مقصر من طائفة المطوفين . والوزارة لا ترحم يا سادة ..
لذا فهناك لجان رقابة .. لجان متابعة .. لجان تحقيق .. لجان تأديب لكن لكن ليس هناك لجنة ” تقدير ” تستطيع أن تقول لسفراء الوطن في الداخل شكرا لجهودكم وعملكم وعطاءكم المشرف .
أعتقد .. أن الوقت حان لأن تقف وزارة الحج لتعيد للمطوف شيئا
من مكانته المسلوبة , وحقوقه المهضومة وإنسانيته الحقه لأنه صاحب مهنة نادرة وذات قيمة ودلالاة كبرى .
موت الوفاء عين الحكمة أحياناً !!..
[/JUSTIFY]
—————————–
مقالات سابقة
[url]https://www.makkahnews.sa/articles.php?action=show&id=2638[/url]