مودة الفؤاد
بَيْنّ الوِدَاعْ وَالإسْتِقْبَال
نبيه بن مراد العطرجي
فَهذا الودَاع تَختلف فِيه رَغبات النَاس فَمنهم مَن يَفرح لرَحيله ، وهُناك مَن يَحزن لإنقِضائه ، والبَعض بَين هَذا وذَاك ، فَوداع العَام يَعني أنّ ظَرفه قَد ذَهب ، وبَقي مَظروفه بِما أودعنَا فِيه مِن الأعمَال ، فَهنيئاً لمنْ كَان فِي عَامة الرَاحل لله أقرَب بِفروض ونوَافل ، وَعلينا أنْ نختُم عَامنا بتَوبة صَادقة لِكل لحْظة غفلنَا فِيها عَن الطَاعات ، ومَا هِي إلّا سُويعات قَلائل ونَستقبل عَامنا الهِجري الجَديد 1436 ه ذُو الشهُور الهِلالية {… يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ …} حَاملاً لنَا فِي طَيات أيَامة الخَير الوَفير التِي يُهدينا أولهَا يَوم عَاشوراء المستَحب صِيامه ، فَعن إبْن عَباس – رَضي الله عَنهما – أنّه قَال : قَال رسُول الله – صَلى الله عَليه وسَلم – : ( أحتَسب عَلى الله أنْ يُكفر السَنة التِي قَبله ) وتَتوالى مِن بَعدة مَواسم الخَيرات الوَفيرة التِي يَتوجب عَلينا أنْ نَستثمر أيَامها وليَاليها ، ونَجتهد ونتَنافس فِيها { … وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون } فَمن أجتَهد العَام المنْصرم فِي مَواسم الخَير عَليه أن يُزيد أوْ يُضاعف هذا العَام إجتِهاده لمزايَاها الفَريدة التِي تَختلف عَن غَيرهَا مِن الأيَام والليَالي ، ونَجني مِنها أفْضل ثِمار الحسنَات وكَسب فُرص الثَواب { … ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ … } لَا أنْ تُشرق شَمسها وتَغيب كَغيرها مِن الأيَام ، ومَع إشْراقة شَمس عَامنا الجَديد عَلينَا أنْ نُجدد الهِمم ، وتَتميم النَواقص ، والتفَائل بِالخير ، والإنْطلاق لِخوض أيَامة بِروح جَديدة تَكسوها العَزيمة الصَادقة ، والطمُوح المتَميز بالتَغيير ، والتَسامح ، وأنْ نَبتسم للأيَام القَادمة مُتحررين مِن الكآبة والسآمة والرُوتين والمللْ ، مُخلصين النِية لمنْ أحيَانا مِن العَدم ، ومُتوشحين وشَاح الأمَل بِمن بِيده مَقاليد الأمُور كُلها .
وكُل عَام وأنتُم بِخير ،،،،،[/JUSTIFY]