محمد معروف الشيباني
في حضرة الفاروق كقائدِ أمةٍ يكون الحكامُ على مرِ العصىور تلاميذَ بباب العبقرية المُلهَمةِ و الإستبداد العادل و المساواة الفريدة ، و التلاميذ بعده كانوا قِلّةً نجباء و كثرةً ساحقةً ضعفاء أو مضيّعين.
كل كلامِه في مسائل الحكم سديد بليغ ، لم يقلْه تَنظيراً، بل أَتْبعه تطبيقاً عملياً ، فأقام الحجّةَ على كل راعٍ إلى يوم القيامة أنّ بوسعه أن يصبح فاروقاً ما لم يُسلمْ ناصيتَه للشيطان أو الهوى أو بطانة السوء أو كلِّهِم أجمعين.
قال يوماً لأركانِ حربه و وُلاته :”إنكم لا تَغلِبون عدوَّكم بعدد و لا عدةٍ، بل بهذا الدين..فإذا إستويتم أنتم و عدوكم في الذنوب كانت الغلبةُ للأقوى”.
كم جمعتْ هذه الإستراتيجيةُ من دروبِ القوةِ و الرفعةِ و التهذيب، و حتى إعدادِ أقصى قوةٍ ماديةٍ للإعتماد عليها إنْ تَساوينا في الذنوب مع عدوِنا.
لا شك أن أغلبيةَ حكام اليوم و رعاياهم يستمعون الإستراتيجيةَ فاغِري أفواهِهم غير مُبالين و لا حتى فاهمين مُرادها. لذا ضاع الجميع ، فلا راعيَ يأخذ بإستراتيجية عمر و لا رعيّةَ كرعيّتِه يخافون الله في أنفسهم و أعمالهم. [/JUSTIFY]