المقالات

مكة الإبداع في كتاب 100 براءة اختراع

مكة الإبداع في كتاب 100 براءة اختراع
حسن محمد شعيب

[CENTER][IMG]https://pbs.twimg.com/media/B20FtqLCYAALsqP.jpg[/IMG] [/CENTER]

عرفتُه أباً مجتهداً لأحد الطلاب الموهوبين بمدرستي ثانوية الحسين بن علي (رضي الله عنهما ) قبل نحو عام تحت إشراف معلم الموهوبين المتميّز الزميل والصديق الأستاذ محمد الفضلي ، تقدّم ذلك الأبُ في مساء حفل متخرّجي المدرسة مُحتفياً بتخرّج ابنه المتفوّق “البراء” ليُلقي كلمة أولياء الأمور التي شجّع فيها الطلاب على العلم وخوض غمار المعرفة الواسع وعدم الضنّ بمواهبهم وأفكارهم مهما كانتْ بسيطة باسطاً يدي جامعة أم القرى لتبنّي ودعم المبدعين منهم .. لقد كانت كلمة مؤثّرة وصادقة من الدكتور نبيل كوشك ( وكيل جامعة أم القرى للأعمال والإبداع المعرفي ) لم ألمسْ صدَاها وأبعادَها الحقيقية إلا الأيام الماضية .

ففي غمرة اغتسال مكةَ بأمطار الخير والرحمة مساء الأحد 23 محرم 1436هـ كانت جامعة أم القرى تعيش استمطاراً آخر هطلتْ فيه سحابةُ الإبداع بنحو 100 براءة اختراع مسجّلة باسم طلابها وأعضاء هيئة تدريسها في حفلٍ غمرتْهُ نشوةُ الاحتفاء وفرْحةُ الإنجاز الذي انفردتْ به الجامعة عن غيرها من جامعات المملكة كمّاً وكيفاً .
تمّ توثيق تلك الاحتفالية بالمخترعين والمبتكرين من أبناء جامعة أم القرى وأساتذتها في كتابٍ صغير بعنوان “مئة براءة اختراع خلال عامين” حوى كلمات تقديمية لذلك الإنجاز بقلم كل من : مدير الجامعة المتألّق الدكتور بكري معتوق عساس ، ووكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور المبدع نبيل عبد القادر كوشك ، والمشرف العام على مكتب إدارة الملكية الفكرية الدكتور المميز فواز أحمد سعد .

ركّزت تلك الكلمات على براعة الحدث مكاناً هو مكة الخير والمعرفة ، وزمناً قياسياً لم يتجاوز العامين على إنشاء مكتب إدارة الملكية الفكرية بالجامعة ؛ ليقفز المكتب إلى تسجيل 510 طلب براءة اختراع في جميع التخصصات ؛ ويتمّ تسجيل 100 براءة اختراع منها في مكتب براءات الاختراع الأمريكي USPTO .

لقد حرص مكتب إدارة الملكية الفكرية – كما يشير الكتاب – على احتضان المخترعين السعوديين وغيرهم من جامعة أم القرى وخارجها ؛ بحماية أفكارهم الإبداعية وابتكاراتهم العلمية من خلال تيسير تسجيل وإصدار براءات اختراعاتهم عبر منظومة متكاملة ومتفاعلة تتكوّن من ثلاثة محاور عمل ، تتمثّل في : المحور الإبداعي ، والمحور القانوني ، والمحور التجاري الذي يحوّل هذه البراءة إلى منتج حقيقي يتمّ استثماره في الأسواق المحلية والدولية ، وقد فتح المكتب أبوابه إلكترونياً لكل من لديه فكرة إبداعية بأهمية التقدّم بطلب تسجيل براءة اختراعه عبر النظام الإلكتروني الرسمي لإدارة الملكية الفكرية [url]www.ipmo.uqu.edu.sa[/url] .

حوى الكتاب في أكثر من مئة صفحة على أسماء أصحاب براءات الاختراع المئة مع نبذة عن كل اختراع ومن شارك فيه متنوّعين بين أساتذة جامعة أم القرى وطلابها رجالاً ونساءً مع صور لأشكال هذه الاختراعات ، وتقديمٍ إحصائي بنسب هذه البراءات خلال أقل من عامين ابتداءً من شهر صفر لعام 1434هـ .

لقد امتلأتُ فخراً بجامعتي ومكتي وأحد طلابي وأنا أرى اسمه ضمن أصحاب براءات الاختراع المسجلة ؛ طبيب الأسنان المبتعث في أستراليا الدكتور خالد بن طلال أبو الشامات (أبا قصي) ذلك الفتى الذي كان من أذكى طلابي وأكثرهم مشاركة وإبداعاً في النشاط الثقافي كتابةً وإلقاءً وحواراً أدبياً راقياً ظلّت ذكراه علامةً فارقة بين طلابي من ثانوية الحسين بن علي الذين أعتزّ بهم أبداً .
وللحقيقة تتفاوت الاختراعات بالكتاب بين البسيطة والكمالية والمهمّة ، ويبقى لكل مخترع فرادة الفكرة والسبق في الابتكار المستحقة للتمييز عن غيرها ، وهذا ما ينبغي بثّه في أبنائنا وكل صاحب فكرة جديدة ألا يحتقر بساطتها ويطوّرها في خدمة البشرية وسيجد طريقه لاشك بشكل علمي وقانوني مقنّن استطاعتْ جامعة أم القرى تمهيده لكل صاحب اختراع جدير بنيل حقوقه الفكرية .

* مِن آخِرِ السّطْر :

ستظل أم القرى ولّادة للمبدعين ولن ينضب معينها أبداً وقد انطلق النور من أرجائها للعالمين يملأ الخافين معرفةً وحضارة .

[email]Shuaib2002@gmail.com[/email]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى