إنتخابات المطوفين – امانة عظيمة -وواجب مقدس –
أحمد أسامه الراضي
إن أهمية هذه الأنشطة واللقاءات المباركة تكمن في مساعدة عموم المطوفين على إدراك حجم الأمانة الذي يقتضيه شرف المهنة والذي يوجب أول ما يوجب أداء الخدمة لضيوف الرحمن بما يليق بهذا الواجب المقدس، ومن ناحية أخرى فهي فرصة لنا نحن عموم الناخبين من المساهمين والمساهمات للإستفادة مما يطرحه أهل الخبرة والدراية والفضل من أطروحات تلخص خبراتهم ومشاركتهم لنا بالهموم والتطلعات التي ترتجى من المجلس المرتقب ثم برفع الوعي باللآئحة وبالعملية الإنتخابية وبأهمية المشاركة بإعتبارنا إما ناخبين أصالة أو بالوكالة بضوابطها وحدودها التي أقرتها اللآئحة.
ولقد عكست هذه الحركة النشطة حرص كبير لدى الفضلاء من أبناء الطائفة على تذكير الناخبين وبشكل مستمر بشرف المهنة وعظم الأمانة وضرورة تقديم مبدأ الحياد وتغليب مصلحة الجماعة في سبيل الإرتقاء بمستقبل المهنة ومستوى الخدمة وعليه فإن من يقدم على تغليب أي مصلحة شخصية على حساب الأهلية والكفاءة في المرشح المنتخب فهو إنما يسئ لنفسه قبل أن يسئ لإخوانه وأخواته من المطوفين والمطوفات وأقول أن مثله كمن يبيع من ألواح السفينة التي يركبها ،
كما إنه لحري بنا نحن الناخبين إستحضار الجانب الشرعي في العملية الإنتخابية وأحيل في ذلك إلى مقال سعادة الأستاذ فتحي أبو الورد في مقاله بعنوان “التصويت بين الشهادة والوكالة” والذي تناول فيه التكييف الفقهي لعملية الإنتخاب وأن من الفقهاء من يرى أن الإنتخاب هو بمثابة توكيل يقوم من خلاله الناخب بتوكيل من ينوب عنه في رعاية مصالحه والقيام بالواجب في حين أن جمهور الفقهاء يرون في الإنتخاب شهادة يؤديها الناخب يشهد فيها بعدالة وكفاءة المرشح الذي ينتخبه ومن ثم فإن الدعوة للإنتخاب هي دعوة لأداء الشهادة التي لا يجوز كتمانها وأستدل لذلك لقوله تعالى:
( ولا يأب الشهداء إذا ما دعو)
(ومن يكتمها فانه آثم قلبه)
و الشهادة إنما تقام لله
(وأقيمو الشهادة لله)
ومن ثم فإن الواجب عند أداء الشهادة إخلاص النية وتحري الدقة والصدق فكيف اذا كانت الشهاده تؤدى في شأن هو أقدس ما يكون من الواجبات الا وهو خدمة ضيوف الرحمن
كلنا أمل وثقة في أن تسير العملية الانتخابية بإذنه تعالي بشكل نزيه ومشرف يعكس شرف المهنة والمكان والزمان مع دعواتنا للمرشحين بالتوفيق والسداد فيما سيتحملونه من أمانة عجزت عنها الجبال..
[/JUSTIFY]