في اسكتلندا قرر الشعب البقاء تحت حكم التاج البريطاني “الجزئي” من خلال صناديق الاقتراع،لم يخرجوا في مظاهرات جماعية حاشدة مليونيه يحطم ويخرب كل ما يمر به من ممتلكات عامة أو خاصة. خرج لمكان واحد ومعه إما “نعم” أو “لا”.تم كل شيء بسلاسة وتناغم، وفرزت الأصوات وخرجت النتيجة بـلا. مصير شعب قرره الشعب بمحض ارادته.
مع اعجاب الكثير منا بهذه التجربة الديموقراطية قد يستغرب البعض اذا قيل له أننا سبقناهم في هذا بألف وأربعمائة سنة، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز لنبيه عليه الصلاة والسلام: “وشاورهم في الامر””وأمرهم شورى بينهم”فكان عليه الصلاة والسلام يشاور اصحابه وزوجاته في الامر ويتوكل على الله.ومضى على سنته أصحابه من بعده رضوان الله عليهم و الى يومنا هذا والشورى قائمة في مجتمعاتنا وإن اختلف المسمى كالبرلمان ومجلس الشعب وغيره.
مجلس الشورى الموقر الذي يشرف على اختيار أعضائه البالغ عددهم مئة وخمسين عضوا الملك – حفظه الله ومتعنا بصحته – يتشاورن في أمور الشعب, ومؤتمنون على ذلك وهم محل الثقة – بلا شك-.
إن الغالبيةفي البلد من المتعلمين والكثير منهم لديه شهادات عليا كل في تخصصه. ما الذي يمنع المجلس من مشاورة الناس في أمورهم التي تخصهمبأنشاء المجلس نافذة الكترونيةكالتصويت مثلا…لمشاركة الملفات والقضايا والأمور التي تخص المواطن ويشاهد “شورة الناس”. فشروط العضوية في المجلس معروفة معلنة وتنطبق على العديد منا وهي بالنص: أن يكون سعوديا, والا يقل عمره عن الثلاثين سنة, ومشهود له بالصلاح.فيطرح المجلس الفكرة على الموقع ويطلب من العموم التصويت عليها وبعد الاطلاع على نتائج التصويت يتم استشارة أعضاء المجلس في الامر ,فمن شاور الناس شاركهم في عقولهم، واتفاق رأيان على أمر خير من تفرد رأي واحد, وأختم بقول الشاعر:
شاور سواك إذا ما نابتك نائبة يوما وإن كنت من أهل المشورات.