المقالات

من فضلكم أنا دكتور

من فضلكم أنا دكتور
أحمد صالح حلبي

[JUSTIFY]سألني أحدهم ولم أكن أعرفه من قبل في مناسبة عامة بعد مشاركتي بمداخلة ، ماهو مؤهلك التعليمي ؟ ، فأجبته سريعا الابتدائية ـ ومشكوك في أمرها ـ ، فبادر سريعا قائلا : يا أستاذ لماذا لا تشتري شهادة دكتوراه فأسعارها رخيصة وهناك شهادات تباع بالتقسيط المريح تتناسب ودخلك الشهري ، وان كنت ترغب في معرفة عناوينهم فابحث عنها في ” جوجل ” أو أحضرها لك ، فهناك الكثير من الجامعات الوهمية التي تبيع هذه الشهادات ، والتي من مميزاتها أنها تأتيك بالبريد السريع ودون حاجة للسفر إطلاقا ، وان كنت ترغب في الحصول على بطاقة تثبت التحاقك كطالب بالجامعة فيمكنك أيضا الحصول عليها ، إضافة إلى أن هناك العديد من المميزات التي ستحصل عليها .

وقد أغراني حديث هذا الرجل الذي لم تربطني به أي علاقة معرفية من قبل ، ورغبة في معرفة المزيد عن مميزات هذه الشهادات سألته : لكنني لا أحمل الماجستير ولا البكالوريوس ولا حتى الثانوية العامة أو حتى المتوسطة والابتدائية أيضا ، لكنني نجحت في الصف الخامس فقط ، فرد قائلا : حتى وان كنت لم تلتحق بأي مدرسة منذ ولادتك ولا تعرف كتابة اسمك ، فالشهادة ستصلك سريعا ، المهم أن تدفع .
وكلمة أن تدفع جعلتني أسال عن أسعار ومميزات هذه الشهادات وما إذا كان بإمكاني الحصول على شهادة دكتوراه في تخصص اللغة العربية ، وتخصص الإعلام ، وتخصص الخدمة الاجتماعية ، وتخصص الحضارة الإسلامية ، طالما أن الأسعار مناسبة ومن المؤكد حصولي على مميزات مغريه .

وكانت إجابته السريعة مثار دهشت إن كنت تريد شهادة دكتوراه في تخصص اللغة الانجليزية أو الفرنسية أو حتى الاسبانية أو غيرها فكل شيء موجود ، المهم أن تدفع ، غير أن أسعار شهادات اللغات مرتفعة قليلا لكنها مناسبة .
ألا ترى … حاصل على الدكتوراه وهو لم يحصل على الماجستير ، و…. حاصل على الماجستير والدكتوراه دفعة واحدة من جامعة وهمية ، فهل سمعت يوما أن هناك من سأله من أين وكيف حصلت على هذه الشهادة ؟ ، بل على العكس تماما الكل بات يقول له مرحبا يادكتور حتى مديره أيضا .

وواصل قائلا : يا أخي الكريم نصيحتي لك أن تسارع بشراء شهادة ماجستير وأخرى دكتوراه دفعة واحدة وفي كل عام تخصص مختلف ، فالمجتمع لم يعد يسأل متى ولا من أين حصلت على الدكتوراه ؟ ، بل سيسارع الكثيرون لتهنئتك بالحصول عليها ، وكل ما عليك هو نشر خبر صحفي يكون عنوانه ” أنا دكتور ” ، وسترى كيف يسارعون نحوك ليقولوا مرحبا يادكتور ، وأهلا يادكتور ، وشرفتنا يادكتور ![/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى