الأقارب .. ليسوا عَقارب ..!
ماجد الحربي – كاتب صحافي
تعودنا سابقاً ولاحقاً أن الأعياد موسم مُهم لتجمع الأهل والأقارب ، وتكثر الزيارات فيما بينهم من مُعايدة ونحوها ، ولذلك يحرص حتى البعيدون عن أرض الوطن كالمُبتعثين أو ممن يعملون خارج أرض الوطن أن يحضروا مناسبات الأعياد ، لقضائها بجانب أهليهم وأقاربهم ، فما بال الأقارب والأهل الذي يسكنون مدينة واحدة ألا تكون بينهم زيارات حتى في الأعياد ؟! أين هم من صِلة الأرحام ؟! وأين هم من تعويد أبنائهم على صِلة أرحامهم ، حتى ينشؤوا على التعود على صلة أرحامهم ؟! إذ كيف يتعود الأبناء على صلة الأرحام ، وهم يرون والديهم لا يزورون أقاربهم ، فهل ينتظرون أنهم سيزورون أقاربهم مُستقبلاً ؟! بل ربما يصبحون أكثر قطيعةً من والديهم ، وبالتالي لا يَزورون والديهم إذا ما كبِروا !! فاحذروا أيها الآباء والأمهات من ذلك المصير !! ولا ننسى أن ” الجزاء من جنس العمل !! ” فاعلم أيها الأب وأيتها الأم إن حِرصكما على صِلة أرحامكما ، سينتقل إلى أبناءكماتِلقائياً ، وسيقلدونكما فيه ، والعكس صحيح !!
ولذلك يقول الشاعر العربي ” أبو العلاء المَعَرِّي ، رحمه الله ” :
فقال: عَلامَ تختالون ؟! قالوا .. بدأت به ونحـن مُقلــــدوهُ
فخالف سيرك المِعْوج واعدل .. فإنَّا إنْ عَدلت مُعَدلِـــوهُ
أما تدري أبانا كل فــــــــرعٍ .. يُجاري بالخُطى مَنْ أدبوهُ ؟!
وينشأ ناشئ الفتيــــان مِنَّــا .. على ما كان عَـــوَّدهُ أبــوهُ![/CENTER]
تستغرب حينما تجد بعض المتزوجين ” حينما يكونا الزوجين ليسوا من عائلة واحدة ” لا يُنكرون على زوجاتهم أنهن لا يَصلنأرحامِهِن !! فتجد الزوج يزور عماته وخالاته ، إلخ ، برفقة زوجته ، وبالمقابل هي لا تزور أقاربها ، فأين دورك أيها الزوج في وجوب نُصحكلزوجتك ، أم أن ذلك لا يَخصك ؟! هل يعلم الذي لا يصل رحمه أن وصله لرحمه ” أعمامه وعماته وخالاته وأخواله ، وأبناؤهم ” يُوسع عليه رِزقه ، ويُطيل في عٌمره ..؟! لا أتوقع أن أحداًلا يُريد ذلك ، إذن فاقرأ قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ” مَنْ أحَبَّ ـ وفي رواية مَنْ سَرَّهُ ـ أن يُبسط الله له في رزقه ـ يوسع له في رزقه ـ ويُنسأ له في أثره ـ يُطيل في عُمره ـ فليصل رحمه ” متفقٌ عليه .
يا من تقطع رحمك بأي عُذرٍ تدعيه ، هل أنت زاهِدٌ في زيادة رِزقك ، ولا تُريد طولة العُمر أيضاً ..؟!
وخِتاماً .. الأقارب ليسوا عَقارب ، بل هُم بَلْسَمٌ شافي ، والدواء الكافي ، وهم العِزوة ، وهم الحَمية ، غير حمية الجاهلية ، حينما تتطلب فزعتهم في الحق ، وهم من يُشَدُ بهم الظهر ، فيا أيها الأقارب .. هَلاَّ أعدنا وهج القرابة الماضي بكل ما فيه من جمالٍ ، وتواصلٍ ، وتضحيةٍ، وحُبٍ ، نتمنى ذلك ..! [/JUSTIFY]
@Journa_Writer