المقالات

أحمر شفاه فرنسي

روج كلمة توحي بمستحضرات تجميل تشتهر بها فرنسا، إلتقطتها وأنا أتابع أخبار الجهادي الفرنسي من أصول جزائرية وهو يحرم شرطية باريسية من نعمة الحياة بقرار ظالم منه ويجرح آخر في ضاحية مون روج جنوب العاصمة باريس الخميس الماضي، بعد يوم من جريمة إرتكبها شريكان شقيقان جزائريان أيضا بالهجوم على مقر صحيفة شارلي أبدو وقتلا وجرحا العشرات من الصحفيين والعاملين في مقر الصحيفة الساخرة بحجة الإزدراء والتهكم بالرسول محمد عليه السلام في بعض الرسوم المسيئة دون أن يحصلوا على تخويل بالقتل من نبي الإنسانية الذي كان مشركو قريش يرمونه ببقايا فضلات الحيوانات قرب الكعبة، وكان يبكي ويتوسل الله أن لاينتقم منهم لأنه جاء بالهدى ودين الحق، لابالموت والدمار والقتل والترهيب كما يمارسه المهووسون هذه الأيام، والملتذون بالقتل ورائحة الدماء.

لايمكن الإنتقام للأنبياء بالقتل فهذا يحولهم الى زعماء عصابات لا رسل محبة وسلام، هم بالتأكيد لايحبذون فعل الشر لنصرة الخير، وهناك سبل هداية مختلفة، فحين كان الأنبياء يتعرضون لبعض التجاوزات اللفظية وحتى الأفعال المسيئة كان يدعون لمرتكبيها بالمغفرة والهداية، ولايطلبون من الله أن يؤذيهم طويلا، الله أيضا لايريد الإنتقام من المسيئين على الدوام فمهمة السماء أن توفر الفرص، لاأن تسد الأبواب كما نفعل نحن البشر حين نضيق على بعضنا، ونتجاوز بكل أفعال الشر، ولانتيح للتسامح أن يعم في النفوس، فالرغبة بمكاسب دنيوية غالبا ماتحكمنا، وتسيرنا في الوجهة التي تريد.

يزيد عدد المساجد الإسلامية في فرنسا على الألفين، حيث تجري مراسيم وطقوس دينية بحرية متناهية، وتقام صلوات الجمعة فيها دون رقابة سوى الحماية الأمنية التي توفرها قوى الشرطة الفرنسية، ويعد الإسلام الدين الثاني بعد المسيحية من حيث عدد معتنقيه، لكن مشكلة التطرف أخذت تكبر وتتسع مع إرتفاع حدة التوتر الديني عبر العالم وظهور الحركات المتطرفة في الشرق الإسلامي والعربي ونتيجة ربما للحرب في سوريا والعراق وعدد من بلدان آسيا وأفريقيا، وكنتيجة طبيعية لنوع التواصل الإجتماعي والقدرات الألكترونية التي يمتلكها المتطرفون، فالشبان الفرنسيون المسلمون ولدوا وترعرعوا في فرنسا دون أن يتعرفوا طويلا على جذورهم العربية والإسلامية، وربما كانوا لايفقهون آية من القرآن، لكنهم متأثرون بنوع الدعاية سوى إن الشاب الكواشي أحد الشقيقين المتهمين بالجريمة تلك كان زار اليمن لمدة، وتدرب على القتل، وتعلم بعض أفكار التطرف.

المسلمون ضحية فعلية لتطرف أبنائهم، فمعظم سوريا واليمن وليبيا ومصر والجزائر وتونس ودول في الخليج والعراق وسواها من بلدان تعاني من الموت والخراب بسبب التطرف الذي لايواجه بحكمة، وتغفل عنه شعوب وحكومات، ومنها من يدعم ويساند للأسف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى