عن سوق عكاظ خرجت الكثير من البحوث والتحليلات الأدبية شملت ..المكان ..والزمان ..وتحدثت عن الملكة الشعرية والبُعد الثقافي وعن انتشار مخرجات السوق الثقافية وكيف طبقت شهرتها الآفاق. وصارت حديث الباحثين والمفكرين وهم المتخصصين في اللغة والأدب والبلاغة.
وكان سوق عكاظ الشغل الشاغل لأساتذة الجامعات؛ فقرروا مناهجهم وبحوثهم العلمية على طلابهم؛ ليخرجوا بكم هائل عن معطيات السوق الفكرية، وألفت الكتب والبحوث المتخصصة لماهية السوق والشعراء والنقاد حتى أصبحت بمثابة إضاءات كاشفة لكل وهج أدبي وبُعد ثقافي على مر العصور.
وإن كان قد تأخرت إعادة ذكرى السوق على شكل مهرجان يحضره الشعراء والنقاد والمهتمون إلا أن ما يجرى كان حدثًا مهمًا وفكرة صائبة؛ ليذكر الأجيال ما كان يجرى على المستوى الأدبي والثقافي .
والسؤال الصعب .
هل سوق عكاظ ومن خلال نسخه الماضية قد حقق الطموح لدى المهتمين ليس على المستوى الرسمي ولكن على مستوى الإبداع ؟!
هل ظهر النابغة من جديد وهل ظهرت الخنساء وهل عادت نكهة السوق بعيدة عن التشنج والأنانية والظهور الشخصي المقيت ؟!
نحن بحاجة إلى رؤية فاحصة متأنية بعد تجارب متعددة؛ فنقيّم البعد المكاني والزماني ونقوّم المعوج مما انتاب هذه الذكرى.
عكاظ ..معلم تاريخي ذو اتجاهات راقية؛ فهو قيمة أدبية وثقافية وجغرافية وتاريخية، وهو نقد وخروج بالمادة المفيدة والتجربة الناضجة والنشر الذي لاغنى لمثقف عنه.
علي بن الحسن الحفظي