في حوار الأديان تبرز أسئلة كثيرة حول أسلوب الحوار ومنهجيته فقبل أن نبدأ بحوار الآخرين لابد أن ندخل في حوار جريء ونقدي للذات بكل موضوعية وشفافية وحرية
ومن أبرز المشكلات المعاصرة التي تقف حجر عثرة في طريق حوار بنَّاء اختلافنا في منهجيته وأدبياته وتطبيقاته فكثير من الحوارات العربية التي تابعتهـا على مستوى عالي أو متوسط سياسي أو شعبي اجتماعي أو ثقافي أو غيره ـ وبدون تعميم ـ هي في الغالب صورة للإنتصار للنفس ومحاولة الاستقطاب لفئة دون فئة وإصدار أحكام مسبقة نتيجة أفكار قديمة وراسخة لاتقبل المساس بها فضلاً عن التغيير أوهي حديثة لاترقى للمستوى المطلوب ولذا بقيت حبيسة أوراق ورهينة أدراج بعيدة عن عمل تجديد وتغيير عملي واقعي لأنها لم تصل في بعض جوانبهـا إلى مستوى منهجي راقٍ وشفاف ..
ولكن الملفت إن مجرد جلوسنا على طاولة متحاورين شتى بثقافات ورؤى مختلفة على ـ عِلاته ـ هو مطلب ومكسب عظيم وحتى لا يتحول الحِوار إلى حُوارٍ صغير متمرد وقبل أن ندخل في حوار الآخرين فضلا عن حوار دولي مع أديان مختلفة بثقافات ذات عمق ديني وفلسفي وتاريخي.. لابد أن نصلح طريقتنا ومنهجية حوارنا البيني بدءًا من إدارة حوار مع أنفسنا لنصل لحوار منهجي جاد ومثمر ومتميز ثم الانتقال إلى درجات وطبقات متقدمة مختلفة ومتعاونة لتجديد فكر حر نزيه غير منتمي لطائفة أو مذهب أو فكر مشرِّق أو مغرِّب .
والملاحظ بوضوح تشنج بعض المتحاورين في عناصر الإيديولوجيا أوالمتحمسين للدين والذي يسيء للقيم التي يحملونهـا ولوظنوا إنهم يدافعون عنهـا أو عن الإسلام ويتم الإساءة للدين من خلال حوار مسيء..