المقالات

العَزاءٌ الْنَّقِي

العَزاءٌ الْنَّقِي..
صالحة عبد الله

[JUSTIFY]طويلة هي أيام الأسى تأخذ مِنّا وقتًا مُتْعِبًا كي ننساها. الموت يخطف أحِبتنا وتضم الأرض أجسادهم بين ثناياها وتُبعث بأرواحهم الطاهرة لِكريم رحيم لتنزل في نُزل من رحمات . الموت لا يعرف عمرًا ولا صحةً ولا مرضًا. حينه وأوانه كالساعةِ آتٍ لا محالة. قلوبنا الغضة تخشى الفقد ويُحْزِنها موت أحبتها وتأبى عند كثير مِنّا أن تقبل فكرة غيابهم، فنبكيهم ألمًا ونشكو لِصُورِهم وثِيابِهم وكُتُبِهم وحُجّراتِهم وأسِرتهم ألمَ فقْدِهم . فتأتينا أيدي الكبار بحكمة تُهدهِد بحنان تلك الأنفس المحزونة وتُذكِرُها بصبر المؤمن وأجره عند الله وتدعونا للتضرع للغفور الرحيم بأيدي من نور مرفوعة للسماء داعية المولى أن يبدلهم دارًا خيرًا من دارهم وأهلا خيرًا من أهلهم ونسأل الرحمن أن يَعِذْهُم من عذاب القبر وعذاب النار ونسأله تعالى أن يدخلهم جنته دون حساب ولا سابق عذاب.

(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) حقيقة من واجبنا كمؤمنين إيمانًا كاملًا أن نشهد بها ونؤمن بقضاء ربنا وقدره خيرًا وشرًا. الموت يغيب أجساد الأحبة وتبقى أماكنهم شاغرة في أرواحنا ومساكننا وبين أوراق مذكراتنا، لكننا نحبهم بدعاءنا لهم في كل وقت نذكرهم فيه. لا نَدَّعِي في عواطفنا ولا نُزيّف إحساسنا أمام تصوير هاتف أخرس أصم لا يشعر مثل من يمسك به؛ ليجعل من دُميعات الصغار مادة دسمة تتناقلها هواتف المحمول في برامجه التي لا تُعد ولا تحصى للتعبير عن مشاعر مشوهة؛ فالأحرى بمن كان يصور طفله أو طفلته أن يظهر هو داعيًا ومعزيًا فالأطفال لن يدركوا حقيقة الموت ولا ماهيته؛ لأن عواطف الكبار أحيانًا كثيرة تنحى لعدم تصديق خبر وفاة قريب أو حبيب أو صديق من هول الصدمة فكيف بطفل؟!

احترموا عقولنا وقفوا أمام الموت خشيةً ورهبةً قبل أن تتقاذفكم أيدي المعزين بين ليلة وضحاها يقول تعالى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) وأي عمل حسنٍ ترجوه يا من تصور أطفالك يبكون ميتًا ؟! هل تستجدي بدموع الصغار لتصل للكبار؟! لكل من قام بتصوير صغيره يبكي من أجل الملك رحمه الله أقول (تبت يداك قد كشفت سوءتك وعرفنا مقصدك، ويا لغباءك فأنت عديم الإحساس مثل هاتفك المعدني .(لكل من فقدناهم وفقدنا معهم أُنس قلوبنا، اللهم أنزل رحمتك ومغفرتك عليهم اللهم فاغفر لهم، ووسع نُزلهم واجعل الفردوس مسكنهم، وكوثرك مشربهم آمين.[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى