بقلم : أ. عبدالرحمن القراش
الحب له نكهة خاصة في نفوس البشر فمهما حاولنا إنكاره يصعب علينا ذلك فهو :
عالم . بين نقطتين . لا تعرف بدايتها من نهايتها ، حيث لا يمكن إدراك أسباب الوقوع فيه بشكل دقيق لأن لكل شخص معاييره في فهم احتياجه العاطفي ومدى تأقلمه مع مشاعر وعطاء الطرف الاخر .
ولكن أسباب الخروج منه كثيرة لا تحصى واغلبها تكون مؤلمة موجعة تعيش مع الإنسان مدى حياته وقليل من الناس من يستطيع الخروج من آثاره درس اليوم يا أحبتي :
كيف تفهم طبيعة عاطفتك وعاطفة غيرك وفق المعايير المنطقية ؟
الحب يدرك بين الناس بأمرين :
– العاطفة تقود العقل .
– العقل يقود العاطفة .
الصنف اﻷول :
إذا قادت العاطفة العقل
فإن الإنسان سيكون عرضة للابتزاز العاطفي
من خلال إلغاء شخصيته وكلمته ورغبته ومشاعره .
ناهيك
عن استغلاله وعقابه وتعذيبه باسم الحب ، لأن الطرف الذي يمارس هذا التعامل يرى فيه أنه سهل المنال لا يزعل منه مهما كان خطأه عليه ويرضيه كلمه فقط
فتجد هذا النوع من المحبين مجازف ومضحّي بشكل مبالغ فيه المهم لديه هو رضا من يحب سواء كان على خطاء أو صواب ربما يقود لهلاكه ولكن بالمقابل تجد احترامه يسقط من عين الطرف الآخر ولا نستبعد أن يعمد إلى إهانته .
لذا لا نستغرب أن تكون صدمته في الحب عميقة لو حصل بينهما فراق أو انتهت العلاقة بكارثة وهرب منها الطرف الأول لأن هذا
-المسكين أو تلك المسكينة – قادت عواطفه عقله فالغاء شخصيته وتم استغلالها بشكل بشع ، حتى ولو آمنا ان تلك العواطف صادقة ولكن يجب أن يكون هناك وعي وإدراك لما يمكن أن تاؤول إليه مشاعره المندفعه دون تحكم وسيطرة .
الصنف الثاني :
إذا قاد العقل عواطفه يكون الإنسان فيها مدرك لحقيقته وقيمته في نفس الآخر .
بمعنى
أنه يرى مكانته في عيون وقلب وتصرفات ذلك الطرف دون إهمال أو تفريط
ويدرك قيمة تضحيته من أجله وصدقه في محبته معه من خلال سلوكياته وخوفه على خاطره
ناهيك
عن تميز هذه العلاقه بينهما بمعنى السمو الذي لا يخالطه مصلحة أو استغلال أو إذلال
باﻹضافة
لاحترامه في حضوره وغيابه وحفظه لصورته ، ومكانته أمام الآخرين فلا يحرجه ولا يعمد إلى إهانته
أحبتي :
الحب فرصه يصبح بها الإنسان راقيا ، إذا أدرك قيمته في عين من يحب وكان دافعا له نحو الإبداع والتألق والسعادة .
[/JUSTIFY]