لم أكد أصدق ما تناقلته صحفنا المحلية خلال الأيام الماضية من خبر ذهاب ( 8 ) ثمانية من مديري إدارات التربية والتعليم للأمارة التابعين لها ، من أجل طلب الحصانة مِنْ نَقدِ الصحافة !!!
حقيقةً لقد صُدمت صَدمة كبيرة جِداً حينما قرأتُ الخبر ، ومن هكذا تصرف ، ومن هكذا فِكر ، وصل إلى مَنْ هُم على رأسِ هرم المسئولية في إدارات التربية والتعليم ، والذين يُنتظر منهم تغيير الأفكار المُنحرفة وتربية أجيالاً من طلاب المدارس ومسئوليها من مُعلمين وإداريين وغيرهم على مبدأ الشفافية والوضوح ، وعلى مبدأ رَدِّ الحُجة بالحُجة !!
ترى .. [COLOR=crimson]ما الذي جعلهم يقدمون على تلك الخطوة [/COLOR]؟ والتي هي أقرب منها للعجز وعدم مُقارعة الفِكر بالفِكر ، سيما وهم يتربعون على عَرْشِ المسئولية التعليمية في مناطقهم ، إلي هذا الحد ترعبهم الصحافة ! هذه الاستفهامات تجرونا بدورها إلى عِدة تساؤلات ، منها ما هي الآلية التي اعتمدت في اختيارهم لتلك المناصب الحسَّاسَة والهامة والتي تتعلق بتربية أُمة على الحق والصدق والشفافية والوضوح ؟ هذا إذا عَلِمنا أن بعضهم يبقون في مناصبهم إلى ما شاء الله ، وهم في نفس الوقت يُطبقون مبدأ التدوير في إدارات المدارس ، فأيُ تناقضٍ هذا ؟!
نتمنى أن هذا الخبر يجد آذاناً صاغية ، وعقولاً واعية ، وأفعالاً صارمة من قبل مسئولي وزارة التربية والتعليم لِإبعاد هؤلاء المديرين ، ولأن من هذا تفكيره ومبلغ علمه لا يستحق ـ أبداً ـ أن يكون في منصب قيادي تعليمي ، يفترض فيه أن يكون ذا حكمة وبصيرة نافِذة ، تجعله لا يخشى من شيء لم يرتكبه ، كما أن هذا المنصب يفترض ألاَّ يشغله إلا من كان يخشى الله ويملك فِكراً نيراً ، ولا يكفي أن يكون مُثقفاً ومتعلماً فقط ـ مع أنها عوامل مُساعدة في رجاحة العقل عادةً ـ إلا أن لنا تجارب في مجالس الأندية الأدبية في عددٍ من مدننا في الخلافات غير المنطقية والصراع على الكراسي بعد أول انتخابات عرفتها الأندية ، جعلت العُقلاء يُعيدون النظر في الحكم على بعض المثقفين والأدباء ، لكن المتعارف عليه سابقاً وحديثاً أن الثقافة والأدب هما عادةً تعطيان أصاحبها ( صك مُلكية ) ـ إن جاز التعبير ـ من الوعي ورجاحة العقل قولاً وفعلاً ، ولأني وقعتُ في فخِ بعض الأدباء والمثقفين والذين كنت أعتبرهم قدوات في الوعي والشفافية والوضوح ، واتضح أن بعضهم :
[COLOR=blue]يُعطيك من طرف اللسانِِ حًلاوةً ** ويَروغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثعلب ِ [/COLOR] [COLOR=crimson]هَمْسَه [/COLOR]: [COLOR=purple]أهمس في أُذن أولئك القياديين الثمانية ومَنْ يقتدي بهم ، أن عهد الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ، عهد الشفافية والوضوح ، يقول لكم ولأمثالكم : لا أحد فوق النقد !! ، فهل تعون ذلك جيداً ؟! والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه [/COLOR]. [ALIGN=LEFT] [COLOR=green]ماجد بن مسلم المحمادي[/COLOR] تربوي وإعلامي بمكة المكرمةalharbi5555@gmail.com [/ALIGN]