المقالات

الحوادث الإرهابية والسعودية رمانة ميزان مصر القوية

الحوادث الإرهابية والسعودية رمانة ميزان مصر القوية
بقلم د/ عبدالله الوزان

[JUSTIFY] تتعرض مصر العربية لهجمة شرسة وضارية من قبل الإرهابيين الذين لا يريدون لمصر أن تهدأ من الداخل ، فالأعداء يريدون مصر دائما فى قلاقل وتوترات حتى لا تعود لدورها الريادى فى المنطقة ، لأن مصر رمانة ميزان الشرق الأوسط، فإذا هدأت واستقرت ظهر ذلك الهدوء في المنطقة ، وبالتالي يظهر الهدوء والاستقرار على المنطقة العربية برمتها.

إن مصر مستهدفة من قبل الذين لا يريدون خيرا لها ولا يريدون خيرا للأمة العربية جمعاء ، فهم يعلمون جيدا أن مصر لو تمكنت من اجتياز هذا النفق المظلم ستصبح دولة قوية من جميع الأوجه ، خاصة من الناحية العسكرية والاقتصادية ، وهم يكيدون لمصر تارة بالارهابيين فى شمال سيناء ، وتارة أخرى بعمل قلاقل بالداخل فى جميع ربوع مصر، وتمويل ذلك باستراتيجية معلومة ودقيقة للنيل من استقرار مصر وزعزعة الشأن الداخلى ، الذى لو استقر سيصبح لمصر شأن آخر تجاه القضايا العربية والاسلامية ، وهم لا يريدون لمصر أن تصل لهذا الدور، وآخر المستجدات على الساحة المصرية الحوادث الإرهابية العديدة في شمال سيناء طوال عام2014 وبداية عام 2015 آخرها كان الحادث الإرهابي الغاشم والأكبر من نوعه الذي وقع في العريش شمال سيناء يوم الخميس الموافق 29 يناير 2015 والذى راح ضحيته عشرات الشهداء والمصابين من المدنيين والعسكريين على السواء، ولقد كان لهذا الحادث المروع أصداء قوية وسط زعماء ورؤساء الدول وإدانات واسعة على المستوى الدولي، وأكدت ردود الفعل جميعا أسفهم على الضحايا وتأييدهم لمصر في حربها ضد الإرهاب ..

فقد أدان بشدة الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية هذه الأعمال الإجرامية التي تمت في العريش ، وتقدم بتعازيه للحكومة المصرية وأسر الضحايا والشعب المصري، وشاركه في ذلك الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، وولى ولى العهد الأمير محمد بن نايف سائلين الله أن يسكن الشهداء فسيح جناته وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يجنب جمهورية مصر الشقيقة كل سوء.

ولقد أكدوا جميعا أن المملكة تابعت بقلق شديد التفجيرات الإرهابية التي استهدفت بعض المنشآت العسكرية في محافظة شمال سيناء مساء الخميس، وما أسفر عنها من استشهاد وإصابة عدد من الجنود المصريين، واصفين إياها بالهجمات الجبانة وأنهم يساندوا جمهورية مصر العربية في حربها ضد الإرهاب بكافة أشكاله وصوره انطلاقا من موقف المملكة الثابت ضد الإرهاب وضد جيش مصر.

فجيش مصر جيش قوى يقف بالمرصاد لمثل هذه العناصر الإرهابية ولن يهدأ الجيش إلا بالقضاء على هذه العناصر التكفيرية نهائيا ، وحاليا يقوم الجيش بتمشيط المنطقة برمتها ، حتى يجعلهم حصيدا خامدين عاجلا كان أم آجلا.

وإزاء هذه الأمور التي تتعرض لها مصر قامت دولة السعودية بدعم مصر سياسيا وماليا ، فهذه الدولة ، دائما وأبدا تمد يد العطاء والمساعدة لمصر، لأنها تعلم جيدا أن مصر جزء أصيل من كيان الشعب العربي ، وحكومة خادم الحرمين الشريفين الحالية والسابقة ومنذ القدم تقدم الدعم لمصر منذ عام 1973 وحتى الآن خاصة في أوقات أزمات مصر، ففي عام 2013 -2014 حصلت مصر من المملكة العربية السعودية ، على مساعدات قيمة تقدر بالمليارات ، ، وهذا هو المتوقع من الأشقاء أن يقفوا بجانب شقيقتهم الكبرى مصر التي لم ولن تنسى هذه الوقفة من جانب الأشقاء السعوديين ، وذلك بدلا من اللجوء إلى البنك الدولي بقروضه المذلة ، فتحية لأشقائنا السعوديين الذين قدموا لمصر حزم كثيرة من المساعدات تقدر بمليارات الدولارات بفائدة صفرية ، وأجل سداد لمدة 5 سنوات ، هذه المساعدات دعمت احتياطي النقد الأجنبي لمصر خلال الفترة الماضية .

،هذا بالإضافة لتقديم حزمة أخرى تشمل احتياجات مصر النفطية وتقدر بمليار دولار، تحية إكبار واجلال للسعودية الشقيقة ، فهي زهرة دول الخليج العربي ، ، هذا على الصعيد الاقتصادي ، أما الصعيد السياسي فحدث ولا حرج وهو الأهم في نظري وإن كان الاقتصادي مهم في هذا التوقيت الحرج لمصر، فالسعودية قامت بمجهود خارق للعادة في دعم مصر سياسيا إزاء التوجهات الخارجية التي كانت تدين ما حدث بمصر إبان 30 يونيه 2013 ، والدفاع عن مصر في المحافل الدولية ، وتبصير العالم بحقائق الأمور وأن ما حدث بمصر شأن داخلي ، والمصريون لا يحبون من يتدخل في شئونهم الداخلية ، خاصة من الجهات الأجنبية ، تحية ممزوجة بالاحترام والتقدير لهذا البلد الرشيد ، الذى أثبت أنه على قدر المسؤولية ، ومصر لم ولن تنسى للسعودية هذه الوقفة البطولية التي لولاها ، لانزلقت مصر إلى شبح التدهور الاقتصادي ، ليس هذا فحسب بل إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أعزه الله تصرح بما لا يدع مجالا للشك في أنها تدعم مصر قلبا وقالبا ، حتى يرد لها عافيتها ، وتعود لدورها الرائد في المنطقة ، ساعتها إخواننا الأكارم في المملكة ، سوف ترد لكم مصر جميلكم وفضلكم عليها ، وإن مصر منذ خلقت داعمة للعرب ، فما بالكم من قدم لها دعما وفضلا ، سترفعه بلا شك إلى أعلى عليين ، وستكون تحت أمر المملكة في أي أمر ، فمصر لن تنسى من يقدم لها جميلا ، ولقد سعدت كثيرا بتصريح خادم الحرمين الشريفين الأخير إزاء الحوادث الإرهابية الأخيرة الذى عصفت بمصر في هذه الآونة، تحية للسعودية على ما قدمته لمصر وما سوف تقدمه من دعم مادى ومعنوي وسياسي ، فهذا يجسد معنى الأخوة الحقة الصادقة لا الشعارات الكاذبة التي لا تغنى ولا تسمن من جوع.

تحية لخادم الحرمين الشريفين ومن ورائه شعبه المضياف والكريم، أدام الله عزكم وصرتم دائما أعزاء وأقوياء للعرب والمسلمين ، وذاكرة المصريين لن تنسى فضلكم وما تقدموه لمصر فى هذه الأوقات العصيبة، فتحية من القلب للمملكة العربية السعودية ،وهى بلا أدنى شك في قلب مصر ولن تنسى وقفتكم وجميلكم في كونكم رمانة ميزان مصر التي ستصبح قوية بكم وبالعرب جميعهم. [/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى