** أتحدى من يقول : ” لا …. وان هذا غير صحيح ” ؟ .. أمام العبارة الشهيرة التي تكررت ولا زالت – صباح مساء – فوق ملامحنا , وداخل ذاكرتنا , وهي العبارة التي قراناها , وسمعناها , وحفظناها , و …… كرهناها !!.
** أنها عبارة : ” أن أُمتنا العربية تمر الآن – بمنعطف خطير ” .. فمن الذي منكم لم يسمعها ألف مرة ؟ .. ومن الذي لم يقراها مرّات وراء كرّات , ومن الذي لم تصبه هذه الجملة بحساسية شديدة ؟ .. بل ….. وبقرف كبير ؟ .
** منذ صغرنا ونشرات الأخبار العربية ترددها , وبعد كل مؤتمر كبير أو صغير كنا نسمعها , وفي ثنايا التصريحات مازلنا نقراها , وضمن تحليلات الأخبار , وعلى هامات الصحف صارت “إكليشة ” ثابتة ؟ !! .
** هذا ” المنعطف الخطير ” لأمتنا , خلق لنا – وبعد عشرات السنين – عقدة أبدية ومعضلة أزلية , بل لقد أحدث لنا انكسارا نفسيا هائلا .. فلا نحن بالذين خرجنا من ” المنعطف ” .. ولا هذا ” المنعطف ” الكريه ” قد رحمنا , واستقام انحنائه ؟ !! .
** إنني أتساءل بحرقة .. أي منعطف هذا , الذي ” دوخنا ” نحن أمة العرب لوحدنا , دون بقية الناس في هذا العالم ؟ .. حتى صرنا لوحدنا ” نفحّط ” فيه , كل هذا الزمن الطويل , ولم ننعتق من ربقته إلى الآن ؟ .
** لابد وأن هناك سرّاً كبيراً , ولغزّاً عظيماً ؟ .. جعل أحوال أمة يعرب هكذا … ” لا تسرّ صديقا – ولا تغيض عدوا ” .. كما قال الشاعر الفلسطيني الشهيد ” عبدالرحيم محمود ” في مطلع قصيدته ” الشهيد ” :
[COLOR=blue]سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق
و إما ممات يغيظ العدى[/COLOR]
** وأظن أن من ابرز الفرضيات , كأسباب محورية لهذا الوجع الكبير لامتنا , أننا قد أدمننا التخلف , بعد أن أسرفنا على أنفسنا في التناحر والعراك .. وأكثرنا من الصياح والعنتريات , وانشغلنا بالتوافه عن الكبيرات .
** وأهم من ذلك ما تغشّانا من حالة الفساد المريع , الذي ابتلع الطاقات والثروات التي هبطت على الديار, والتي لو هبطت على جزء آخر من الأرض , لصار في مصاف العالم الأول منذ سنين .
** أمامي الآن على شاشة التلفاز – كنموذج – وأنا اكتب هذه السطور ” الحالة العراقية ” .. وهي تشهد تأهب القوات الأمريكية للانسحاب من ارض الرافدين , بعد احتلال مهدنا له الطريق , وجاء بـ ” دم بارد ” ليشعل فوق التراب العراقي وعبر سنوات مريرة , أقسى ألوان الصراع المذهبي , والتناحر الإقليمي , وتصفية الحسابات الداخلية , على حساب الإنسان البسيط .
** كانت سنوات عراقية أليمة من الدماء والأشلاء , من الدموع والرعب والأهوال , التي شاب لها الولدان , والتي لا أظن بلدا في العالم قد شهد مثلها , وكل ذلك ثمنا لفاتورة صدام حسين , عندما ركب رأسه , وادخل العراق والأمة بأفعاله الطائشة في بحر من المهانة , كما رأتها عيوننا .
** وإذا ما ابتعدنا قليلا عن العراق , سنرى مثلا الصراع ” الفلسطيني – الفلسطيني ” في صورة أليمة ومخجلة , تجعل من يفكر في حل المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية , يتردد …. هل يتقدم خطوة , أم ينتظر طويلا حتى يتصالح الفلسطينيون مع بعضهم أولا ؟
** وقد كان حري بالفلسطينيين أن يتعلموا من إسرائيل بجانبهم , فرغم أن إسرائيل موزعة إلى أحزاب كثيرة , أبرزها ” العمل والليكود وكاديما وشاس وبيتنا ” إلا أن رؤيتها الإستراتيجية والعملية واحدة , وفي المقابل انظر إلى صراع كل من ” حماس وفتح ” وتعجب كل العجب من المساحة الشاسعة لرؤية كل منهما في الاستراتيجيات والعمل , بين مشرِّق ومغرِّب ؟ !! .
** وتنقل ببصرك إذا شئت شرقا وغربا , لترى الحالة المأساوية للصراع الدموي الداخلي الصومالي .. وإلى السودان ومعضلة دارفور .. والى ما جرى في موريتانيا .. والى ما يقوم به الحوثيون في اليمن .. والى حالات التوجس في بلاد أخرى .
** ثم سافر ببصرك بعد ذلك إلى أوربا مثلا , وانظر كيف يفكر الناس هناك , وكيف هم يتكلمون قليلا ويعملون كثيرا , وكيف صرفوا جهدهم للتنمية والعلم والاختراعات , وكيف هم يتعاملون بشكل حضاري مع قضاياهم وخلافاتهم , وكيف يحترمون إنسانهم , وكيف تسودهم الشفافية والصدق , وكيف يطبقون القانون بحزم وعدل , بحيث يتساوى أمامه الجميع بلا حسب ولا نسب ؟ !! .
** وانظر شرقا إلى اليابان , والى الصين , والى بلدان مجموعة ” النمور الأسيوية ” .. وكيف استطاعت أن تقض مضاجع الغرب بثورتها الصناعية , وتفرض هيبتها واحترامها على العالم , في بحر عقود قليلة من الزمن , حتى في ظل محدودية أراضيها من الثروات الطبيعية , ككوريا الجنوبية واليابان , اللتين صارتا رمزا مذهلا , في الصناعة والتجارة , وفي التعليم والعمل المؤسسي ؟ .
** يا – قومنا ….. يا – عرب ….. متى ينصلح حالكم ؟
بخيت طالع الزهراني
الكاتب
اختصر
المشكلة
في
قوله
((((((( ثم سافر ببصرك بعد ذلك إلى أوربا مثلا , وانظر كيف يفكر الناس هناك , وكيف هم يتكلمون قليلا ويعملون كثيرا , وكيف صرفوا جهدهم للتنمية والعلم والاختراعات , وكيف هم يتعاملون بشكل حضاري مع قضاياهم وخلافاتهم )))))))))
اعتقد ان المشكلة في الزمن وكما هو معروف …. تنازل العرب عن سيادة العالم من قرون …….وغطوا في سبات عميق ……….والان عادوا من الصفر ….ومن البداية تقريبا فلابد من الصبر ……ومن تحمل الكثير من …….سنوات العودة
والمهم انهم عادوا
وهذه بداية رحلة الالف ميل …….التي تحتاج الوقت الكافي
…. وانا (( بقوة )) اسال معك …………
ياعرب .. متى يستقيم حالكم ؟