صحافتنا وحرية التعبير أين هي؟
عبدالله فراج الشريف
ونحن من الدول ولاشك أن الحرية فيها لم تتسع حتي تبلغ القدر الذي يجعل صحافتنا تنطلق إلى الآفاق الرحبة للعمل الصحفي الناضج والمؤثر، في مجتمع يكاد أن يكون ساكنًا، وهذا ما يجعلنا نؤكد أننا كلما وسعنا نطاق حرية التعبير كلما كسبنا صحافة حيوية تؤدي دورها علي أفضل صورة، ولتكون منبرًا توعية للجميع .
والأمر الغريب أن النظم كلها في بلادنا بدءًا من النظام الأساسي للحكم، وإلى أن نصل إلى نظام المطبوعات تنص على أن حرية التعبير حق مكفول لجميع المواطنين .
والأمر الغريب أيضًا أن الدولة ألغت ما كان يُسمى بالرقابة المسبقة علي الصحف، والتي كانت تقضي بأن تكون الجهة المشرفة علي الإعلام مخولة بأن تُجيز كل ما يُنشر في الصحف، ومالم تجزه يُمنع من النشر، وهي بإلغائها لهذه الرقابة المسبقة حتمًا لم توكل إلى رؤساء تحرير الصحف ومحرريها تلك الرقابة، إلا فيما لايصلح للنشر لمخالفته النظم المتبعة في البلاد أو الشريعة المطهرة، إما التخوف من أي فكرة قد لا يوافق عليها التحرير لقصور في رؤيته، أو لاتناسب تياره فليس له الحق في رفضها ومنعها من النشر، حتي لو كانت هذه الصحيفة ملكًا خاصًا لمحرريها .
وقد أصبح الاعتراض على الأفكار من قبل التحرير في صحفنا ليس له معايير ثابتة متفق عليها يعلمها الجميع، ويرجعون إليها، مما يجعل العمل الصحفي والكتابة الصحفية عملًا يُكثر فيه الجدل بين العاملين في الصحف وكتابها مع التحرير فيلجأ البعض إلى الانقطاع، والخاسر دومًا العمل الصحفي المتميز الذي لايمكن أن يظهر في جو كهذا، والكاتب الذي يواجه بالاعتراضات عند كل مقال يكتبه قد يجد نفسه أحيانًا يُكتب ما لايرضي عنه أنه جامل، أو يرحل في النهاية عن الصحيفة التي يكتب فيها غير آسف.
حرية التعبير ياسادتي هي بمثابة الهواء الذي يتنفسه كتّاب الصحف، والعاملون فيها إذا كانوا أكفاء، وإذا غابت عنهم فجميعهم لن يستطيعوا تقديم شيئًا مفيدًا للمجتمع، ولعل هذا من أسباب تأخر صحافتنا وعدم استطاعتها منافسة صحف العالم المتقدم أو حتي صحف عالمنا القريب منا في دولنا الخليجية.
فهل تجدون أني أغضبت صاحبة الجلالة الصحافة ورؤساء تحرير الصحف ومحرريها أم أنهم إذا قرأوا هذا المقال سيراجعون مواقفهم خدمة لصحفهم ولإعلام بلادهم، وهو بلاشك ما أرجوه والله ولي التوفيق.[/JUSTIFY]