المحلية

قاتل الله الإرهابيين

لم ُيجمع الناس على بغض شيءٍ كما اجتمعوا على نبذ الإرهاب؛ فهاهي المؤتمرات تُعقد، والجيوش تُحشد، والمليارات تُرصد؛ للتحذير منه، ومحاربته، والتصدي له، ذلك أنّ الإرهاب هو عدو الإنسانية، والتحضر، والتقدم، والاستقرار. وجاء بلاغ مكة المُنبثق عن المؤتمر العالمي (الإسلام ومحاربة الإرهاب) الذي عُقد بمقر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – حفظه الله-، وافتتحه نيابة عنه سمو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين وأمير منطقة مكة المكرمة؛ ليكون صفعة مؤلمة لمن أراد أن يتخذ من الإسلام مطيةً للتشجيع على الإرهاب.

وقد خرج المجتمعون برسائل عدة، لتضع القادة، والعلماء، والمثقفين، والإعلاميين أمام مسؤولياتهم؛ لأن التقاعس في هذا المجال ينطوي على خطر ووبال، وسوف أعرّج هنا على محور هام جدًا يُجدر الاهتمام به، ألا وهو دعوة الإعلام في العالم الإسلامي إلى القيام بواجبه في تعزيز الوحدة الدينية، ونبذ التعصب والطائفية، والدعوة إلى الوحدة الوطنية، وإرساء القيم والأخلاق، والبعد عن نشر رسائل الفرقة والخلاف، والكفّ عن دعم الإرهاب ببث رسائله، أو إغراء الشباب بالانضمام إلى عصاباته، ولأن الكلمة تسبق الرصاصة في القتل؛ فإن إدراك أهمية الإعلام بكافة أوعيته، تجعلنا لا نستغرب اهتمام المؤتمر بدور الإعلام في العالم العربي والإسلامي، ولقد استخدم الإرهابيون وسائلهم الإعلامية المتواضعة في بثّ سمومهم، ونشر رعبهم، وروّج لهم المرجفون؛ حتى أصبح الإرهاب وصمة عارٍ يوصم بها المسلمون الذين عانوا من الإرهابيين أشدّ المعاناة، وتجرّعوا منهم المرارة والأسى، ومما يؤسف له أن وسائل الإعلام المختلفة في العالم الإسلامي تُساهم بشكلٍ كبير وخطير في ريّ جذور الإرهاب بما تحقن به عقول المتلقين من الشباب المندفع، والفتيان غير الراشدين، الذين يرون في الطائفية والتعصب والتشدد مما يرغبهم في الخروج إلى مواطن الفتن؛ فيزيدون نار الفتنة اشتعالًا، والشباب اقتتالًا، وعلى الإعلام أن ينشر إجماع العلماء بحرمة سفك دم المسلم وأن ذلك يعد من كبائر الذنوب التي تودي بصاحبها إلى المهالك، وأن اختلاف الناس فيما ليس هو معلوم في الدين بالضرورة هي سنة الله في عباده، وليست سببًا مقنعًا للعداء والخلاف، وقد بين الله ذلك في محكم كتابه حين قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ (هود: ١١٨).

إن الإعلام إذا ما قام بواجبه في توعية الناس بقبول بعضهم بعضًا؛ فإنه يُقدم خدمة للإنسانية، بتجفيف منابع الإرهاب، واجتثات جذوره التي تنبت وتترعرع بين أشواك التعصب والمذهبية. إن العمل القائم على أسس سليمة، واستراتيجيات واضحة، وأساليب مهنية، هو الإعلام الذي يكون أكثر تأثيرًا، وإن استخدام أوعية الإعلام الجديد تكون أقدر على النفاذ إلى الشباب من الإعلام التقليدي. نسأل الله أن يوحد هذه الأمة على الحق، وأن يدحر الإرهاب والإرهابيين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ان ثورات ما يسمونه الربيع العربي هو الذي شجع تمدد نظام داعش
    فاكثر عناصره وقياداته من شمال افريقيا من تونس وليبيا والجزائر ومصر ونيجيريا وطبعا بؤرة الفتن العراق ومن شبابنا الذين تأثروا ببعض دعاة الفتن
    الاعلام يقود عقول الشباب ويحدد توجهاتهم لا شكّ في ذلك
    شكرًا للمستشار احمد الحوت الاعلامي المعروف

  2. ان ثورات ما يسمونه الربيع العربي هو الذي شجع تمدد نظام داعش
    فاكثر عناصره وقياداته من شمال افريقيا من تونس وليبيا والجزائر ومصر ونيجيريا وطبعا بؤرة الفتن العراق ومن شبابنا الذين تأثروا ببعض دعاة الفتن
    الاعلام يقود عقول الشباب ويحدد توجهاتهم لا شكّ في ذلك
    شكرًا للمستشار احمد الحوت الاعلامي المعروف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى