ما زال المجتمع العربي يُعاني من أزمات، وازدواجية وانفصام في وعيه وتكوينه الفكري، وحقائقه الذهنية؛ لأننا لا نملك آليات وأدوات الحوار وأدبياته في الارتقاء بالوعي الراقي لكي يرتقي المجتمع من أزمة الوعي الشقي المقلوب، وأن يتخلص بالحوار الدافئ الهادئ المتسم بالعقلانية واحترام الرأي الآخر، والإلمام بعمق المواضيع المحاورة، والوصول إلى الغاية النبيلة، والهدف الأسمى والأعلى، وهو قلب الحقيقة بأسلوب حضاري ولفظ أنيق رقيق بدون تعصب، أو تشنج أو هوى؛ لأن ذلك يُساهم في تنمية التفكير وإنتاج المعرفة الجديدة، بذلك نستطيع الخروج من دوائر التخلف والتبعية الفكرية، والوصول والارتقاء إلى فضاءات النهضة الحضارية التي نطمع أن يسير نحوها المجتمع العربي، وأن تواصله مع منطق الاستمرارية التاريخية أي مع نسقه الحضاري، ومع مبادئها الحاكمة لسيرها. فهو يمثل تحرير الإنسان من الانغلاق والظلمة الفكرية المؤدية إلى العنف والتدمير، واستخدام آليات الحوار من استنتاج واستنباط، واستنطاق، للكثير من التيارات والاتجاهات الفكرية المختلفة على مدى فترات تاريخية واحدة.
0