سياحتنا.. في الخارج !

إن من نعم الله سبحانه علينا وبعد أن كنا في عزلة عن العالم من حولنا أن يسّر لنا وسائل النقل والمواصلات برًا وبحرًا وجوًا؛ مما سهل على مواطني دول الخليج خاصة السياحة الخارجية بعد أن كان المعتقد السابق بأن دول أوروبا وأمريكا وغيرها بلاد كفر وضلال، بل كانوا ينبذون السفر إليها لمحدودية ثقافتنا في ذلك الماضي البعيد.. والآن وفي ظل ما يعيشه المواطن العربي عامة والسعودي خاصة من الرخاء وسعة الرزق بفضل الله تعالى، ثم بجهود موفقة من حكومتنا السعودية وقياداتها المتتابعة التي دأبت على وضع الخطط التنموية للارتقاء باقتصاديات الوطن البترولية منها وغيرها، أصبح بعضنا يتذمر من الصيف وشدة حرارته منتظرًا بشغف بدء الإجازة الصيفية ليسافر إلي تلك الدول التي أنعم الله عليها بجمال الطبيعة والأمطار وبرودة طقسها؛ إضافة إلي ما تكنه لنا تلك الدول من الاحترام والترحيب الذي فرضته عليهم سياسة حكومتنا السعودية – حفظها الله-، والحديث عن جهود وزارة الخارجية يطول، ولكن البعض منا وبكل أسف يتناسى أن يحترم قوانين وأنظمة تلك الدول بممارسة عادات وتقاليد مرفوضة حتى داخل مجتمعنا وفي بلدنا الإسلامي المحافظ، وعلى سبيل المثال ما تناقلته بعض تلك الدول على وسائل إعلامها في الصيف الماضي بالصور والتعليق على بعض من العائلات الخليجية التي وبلا مبالاة تفترش الحدائق العامة والمنتزهات بطبيخ وقدور وتحطيب؛ متلفين بذلك ما تحرص عليه تلك الدول من أشجار ومزروعات تحوي في مجملها الزهور بجميع ألوانها مع ترك مخلفاتهم بعد مغادرتهم للمكان مبعثرة في تلك الحدائق دون نظافة، بل الأدهى من ذلك ما يقوم به أطفال تلك الفئة من السياح من العبث بالنوافير الجميلة المنتشرة في الميادين العامة هناك دون رادع من ذويهم متجاهلين ما يحثنا عليه ديننا الحنيف من النظافة وحسن الخلق؛ حيث إن عقيدتنا الإسلامية يجب أن تكون ثابتة معنا حيثما نكون هنا أو هناك.

وعليه أقول لهؤلاء وهؤلاء بأننا حيثما نكون فإننا بلاشك ننقل للآخرين صورة لمبادئنا وأخلاقياتنا التي حثنا عليها ديننا الحنيف، بل ويجب علينا أن نحترم أنفسنا وجواز سفرنا الذي نحمله ونعتز به، وأن نكون قدوة حسنة لغيرنا.. وإن لم نكن مهيئين لذلك ، فبلدك أيها “السائح المعني” أولى بك.

وختامًا أذكر نفسي وعزيزي القارئ بما قاله الحكماء: (يا غريب كن أديب) أسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق في القول والعمل، وأن يديم على وطننا الأمن والسلام.