عقليات قاصرة ..!
بقلم : حمد عبد العزيز الكنتي
هنالك من فقد اهم شيء في حياته ألا وهو القدرة على تحريك العقل ، والتفكير فيما يريد ، لأنه وبقراره الخاص وضع لنفسه قيودا ضيقة كان للبعض تأثيره الخاص عليه ، لأنه قال له ( لا تسمع لفلان ، ولا تشاهد برنامج فلان ، لأنهم ضالين مضلين ! واستمع لنا نحن فقط لأننا الطائفة الناجية ) ، والغريب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو احق بها ) فأين هم عن هذا الحديث .
هذا العقل الذي اكرمك الله به ، ووصفك به ، وميزك به عن سائر المخلوقات ، وأمرك الله باستخدامه في عالم التأمل ، ونهاك عن إغفاله وعدم إعماله ، ومع كل هذا تقوم انت بتسليمه لأقرب صوت استقر في اذنك ، شيء غريب حقا ! يقول المفكر محمد المختار الشنقيطي ( أن تفكر بعقل غيرك فذلك كفر بنعمة العقل التي وهبها الله لك ) .
والخطير في هذا الامر ان الله لن يطالبك برأي فلان ، وإنما سيطالبك بما فعلت انت فقط ، إذ يقول في القران الكريم ( كل نفس بما كسبت رهينة ) ويقول في اية اخرى ( وكلهم اتيه يوم القيامة فردا ) وحينها لن تنفعك تلك التبعية العمياء ، ولن تفيدك تلك الامعة الزائفة .
يا سيدي ما المانع ان تسمع لكل احد ، طالما ان لديك عقل يتفكر يتدبر ، عقل تميز به بين المتشابهات والمفترقات ، عقل تحمص به القول لتتبع احسنه ، عقل به استخلفك الله في الارض وأعطاك الامانة ، عقل تتأمل به عالم الملكوت لتتقرب اكثر الى ربك .
وإذا كان يمنعك عن إعمال العقل هو الخوف ، فتذكر ان الخوف لا يمنع من الموت ولا يهب الحياة ، كما تقول الحكمة الشهيرة ، وإذا كان يمنعك من تشغيل عقلك هو الجهل فعليك بالتعلم لأنك إذا تعلمت سيضاء قلبك ، وتشرق حياتك ، وتصل الى الانسان الحقيقي ، وإذا كان يمنعك من تحريك عقلك الكسل ، وعدم تحمل المسؤولية فثق تماما بأنك محّمل بأمانة ربانية عليك اداؤها ، وإن قصرت فيها فالحساب ينتظرك .
وفي النهاية اقول لك ( منحك الله عقلا فلا تهدره بالإهمال ) ، وكما تقول القاعدة الفكرية ( ما تركز عليه ينموا ) فركز على نمو عقلك لينموا ، واستفت قلبك ليسموا ، ولا تخاف من الفكر الجديد ، ولا تخشى الثقافة المنفتحة ، لأنك تملك عقلا جبارا تستطيع أن تمحص به كل شيء لتصل الى عمق الحقيقة ، وحيناها ستصل الى الانسانية الحقة.[/JUSTIFY]