المقالات

معهد خادم الحرمين.. وأسفارنا والذكريات

من طيبة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ حيث تشرفت بالمشاركة في حضور ملتقى معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج والعمرة ممثلًا عن مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية، المعهد الذي يُعد من إنجازات المغفور له – بإذن الله- صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز صقر الداخلية السعودية وباني أمنها بعون الله تعالى، المعهد الذي أخذ على عاتقه منذ التأسيس وضع الخطط والبحوث والدراسات لراحة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، والذي أوجز بعض من إنجازاته على سبيل المثال لا الحصر، ومنها تلك الخيام المطورة المقاومة للحريق والتي من وجهة نظري المتواضعة حان قطافها؛ لنقول لها شكرًا بعد أن قارب استهلاكها العقدين من الزمان وكان لها حقًا الدور الفاعل بعد الله في سلامة الحجيج من الحرائق وكوارثها، وإن تحدثت عن جسر الجمرات فهو بصدق قفزة حضارية متكاملة الإنشاء للحفاظ على سلامة الحجيج؛ ليؤدوا نسكهم بيسر وطمأنينة، وكذلك توسعة المطاف الذي أولته حكومتنا السعودية جلّ اهتمامها ضمن مشروع التوسعة المباركة للمسجد الحرام، وما تبعه من توسعة سخية للمسجد النبوي في المدينة المنورة والساحات المجاورة له والمغطاة بالمظلات الكهربائية الفاخرة التي تقي المصلين والمشاة حرارة شمس الظهيرة، ولقد شرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير المدينة المنورة نيابة عن صاحب السمو الملكي أمير الحزم ولي العهد الأمين وزير الداخلية محمد بن نايف، والحديث عن الإنجازات عامة والأمنية خاصة لا يغطيها دواوين غمرت أحبارها بحورًا وبحورًا، ولقد كانت كلمة سمو راعي الحفل موجزة تحوي بلاغة الحكماء، ولن أفيض في وصف الحفل وقد حضره مديري جامعات، ومشايخ فضلاء، وأهل علم نبغاء، وقادة عسكريين من كل القطاعات الأمنية.. ولكنني أستأذنك عزيزي القارئ في سرد ما دار في خاطري من الذكريات وأنا في طريق سفري لحضور تلك الاحتفالية والملتقى المبارك مساء يوم الأربعاء الموافق 9/8/1436هـ، وقد عادت بي الذكريات للمسافر في ذلك الزمن الماضي الجميل الذي تباعدت فيه أسفارنا وطالت بألذ شقاء وعناء على تلك السيارات المتهالكة وبلا تكييف، ولا كماليات سوى ذلك الرادي، و(بانتن) مكسور يادوب يُسمع له صوت وبتشويش، وبحمولة قد تفوق العدد لكبر العائلات في تلك الأيام، وقبل التحرك والمسير في ذلك الماضي الجميل ونحن في طريقنا للمدينة المنورة نتوجه إلى بائع الثلج لتعبئة تلك الحافظة؛ لترافقنا في سفرنا إذ لم يكن يوجد سوى دكاكين متواضعة جدًا ومتباعدة المسافات على الطرقات العتيقة التي لها أيضًا أجمل الذكريات، وبمسار واحد ومزيد من التحويلات على طرقات بعضها ترابية تكثر على جنباتها عبارة (أمامك تحويلة نأسف للإزعاج)، وللحديث عن تلك المقاهي المنتشرة على طريق المدينة المنورة في(رابغ ومستورة وثول والأبيار) وغيرها إذ كانت وجبتنا محصورة بالشاهي والقهوة والسمك الذي له نكهة ومقدار، وحتى ماء الشرب كان بانية فخّار طعمه عذب كأنه من أمطار، وإن أردت المبيت بتلك الحجرات في مقاهي الطريق للمدينة المنورة التي كان مجملها بالطين وذلك السقف المغطى بسعف النخيل وإبريق ماء واحد (بقرشين)، ولمحطات البنزين ذكريات؛ فإن فاتتك واحدة وما (فولت) يعني العودة مرة أخرى وبمزيد من الإرهاق والتأخير لندرتها في ذلك الزمن الجميل، والآن نحن بحمد الله وبجهود مثمرة من حكومتنا السعودية -حفظها الله- ورعاها ننعم بتلك الطرقات السريعة بالعديد من المسارات والإنارة وبعض الاستراحات التي نأمل من المسؤولين عنها مزيد من الاهتمام، وحتى القطارات بانت دلائلها بإتقان في خطوة ستخفف من الاختناقات المرورية والازدحامات وتقرب المسافات بعون الله، والحديث عن الذكريات يطول بعد الصلاة على النبي محمد وآله وصحبه، وأختتمه بالدعاء لحكومتنا السعودية -حفظها الله- التي سخرت بفضل الله كل الجهود والميزانيات الضخمة؛ للارتقاء بالوطن وأهله ليعم الأمن والرخاء جميع المدن والقرى، وبلا استثناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى